وصل الرئيس الاميركي جورج بوش مساء الاثنين الى ميريدا عاصمة يوكاتان في جنوب شرق المكسيك، المحطة الاخيرة من جولته في اميركا اللاتينية لاجراء محادثات مع نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء، ثم يعود الى الولايات المتحدة. وقد هبطت الطائرة الرئاسية اير فورس وان في ميريدا في الساعة 5:21 بالتوقيت المحلي (3:5 ت غ).
وكان بوش غادر غواتيمالا مساء امس بعد محادثات مع الرئيس الغواتيمالي اوسكار بيرغر تمحورت حول الهجرة والتجارة ومكافحة تهريب المخدرات.
وغادرت الطائرة الرئاسية اير فورس وان غواتيمالا في الساعة 2:00 ت غ متوجهة الى ميريدا في يوكاتان (جنوب شرق)، حيث سيجري بوش محادثات مع نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء ثم يعود الى الولايات المتحدة.
وعلى غرار المراحل الاخرى في البرازيل والاورغواي وكولومبيا من جولته في اميركا اللاتينية، تميزت زيارة بوش التي استمرت 24 ساعة الى غواتيمالا بتظاهرات عنيفة معادية للاميركيين اسفرت عن سقوط بضعة جرحى.
وفي غواتيمالا، اجرى الرئيس الاميركي محادثات مع الرئيس الغواتيمالي اوسكار بيرغر تمحورت حول الهجرة والتجارة ومكافحة تهريب المخدرات. وساعد بوش مزارعين صغارا في غواتيمالا في تحميل شحنات من الخس على شاحنة يوم الاثنين للتعبير عن مزايا التجارة الحرة في أميركا اللاتينية التي يشكك فيها الزعماء اليساريون في قوة واشنطن.
وقدم بوش الذي كان يرتدي سترة تقليدية متعدد الالوان يد المساعدة للمزارعين في محطة لابرادوريس ماياس للتعبئة وهي مزرعة تعاونية اسسها مزارع من السكان الاصليين في بلدة شيريهويو. وقال للمزارعين الذين يصدرون الخضروات الى سلسلة متاجر وول مارت بأميركا الوسطى "التجارة الحرة مهمة... فهي توفر فرص العمل في أميركا وتوفر فرص العمل هنا."
ويقود غواتيمالا الرئيس المحافظ اوسكار بيرجر وهو شريك للولايات المتحدة في اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الوسطى لكن بلاده تعاني الفقر والفساد وعصابات المخدرات الدموية. وغواتيمالا هي المحطة قبل الاخيرة في جولة بوش في أميركيا اللاتينية التي تشمل خمس دول وتستمر أسبوعا وهي رحلة تعرض طوالها لشجب عنيف من خصمه اليساري في المنطقة الرئيس الفنزويلي اليساري هوجو شافيز.
وحيا سكان بلدة سانتا كروز بالانيا وكان معظمهم يرتدون الملابس المزركشة والقبعات المصنوعة من القش الرئيس الأميركي بلافتات الترحيب وصيحات قليلة تقول "يحيا بوش".
لبكن في اماكن اخرى فب جواتيمالا حيث ما زال كثيرون يتذكرون الدعم الأميركي لعمليات القمع التي قام بها الجيش خلال حرب اهلية طويلة سار متظاهرون في الشوارع مطالبين بعودة بوش الى بلاده.
واستغل بوش الذي يقلقه كثيرا تنامي نفوذ شافيز جولته لمحاولة تعزيز العلاقات مع زعماء ينتمون لليمين والوسط في أميركا اللاتينية حيث اضعفت الحرب في العراق وسياسات الهجرة والتجارة الأميركية شعبيته كثيرا. وقال بوش ان التجارة الحرة جلبت الخير للمواطنين. واضاف قائلا للمزارعين "نريد من الناس ان يستفيدوا من الطاقات التي وهبها الله لهم." وشاهد في وقت سابق اطباء عسكريين من الولايات المتحدة وجواتيمالا وهم يقدمون الرعاية الطبية للمواطنين.
واندلعت اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب ومزارعين من السكان الاصليين يعارضون زيارة بوش لاطلال اثرية. وقال جورجي موراليس توج احد قادة المتظاهرين "نعارض ان يطأ اكبر مجرم في العالم بقدمه هذا المكان المقدس. بالنسبة لنا انه امر مؤلم واهانة جسيمة." وظل شافيز يتابع بوش حيث زار يوم الاثنين جامايكا بعد ان توقف في مطلع الاسبوع في نيكاراجوا لاجراء محادثات مع الرئيس دانيال اورتيجا والذي كان خصما للولايات المتحدة اثناء الحرب الباردة.
وحشد شافيز الجهود ضد بوش في زيارات موازية لدول بأميركا اللاتينية خلال الايام الماضية في محاولة لخطف الاضواء من الرئيس الأميركي. وقال وزير خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو ان زيارة بوش كشفت عن مدى حاجة بوش لكسب اصدقاء في منطقة اختارت رؤساء مناهضين للولايات المتحدة مثل شافيز واورتيجا وايفو مورالس رئيس بوليفيا.