زجت تركيا اليوم بتعزيزات عسكرية كبيرة قرب الحدود مع العراق استعدادا لشن عملية عسكرية على معاقل مسلحي حزب العمال الكردستاني في حين وصل مسؤول كردي عراقي الى انقرة لتهدئة الوضع.
اكد ذلك بيان لقيادة الجيش التركي وقال فيه انه ارسل مزيدا من القوات البرية الى خمس مناطق بجنوبي البلاد محاذية للحدود مع العراق كما نشر وحدات (كوماندو) داخل العراق مدعومين بطائرات هليكوبتر قتالية.
يأتي هذا بعد يوم من هجومين متزامنين لمسلحي حزب العمال الكردستاني على مواقع عسكرية باقليم (حكاري) بجنوبي تركيا امس وادى الى سقوط 24 قتيلا و18 جريحا في صفوف الجيش التركي ما اثار موجة غضب عارمة في الشارع التركي وسط مطالبات بالانتقام.
واضاف البيان ان وحدات الكوماندو التركية قتلت حتى الان 21 من مسلحي الحزب الانفصالي في عملية مطادرة ومواجهة مع المسلحين تستهدف تدمير اوكارهم ومعاقلهم في المناطق الوعرة بشمالي العراق.
وبحسب تقديرات وسائل الاعلام المحلية فان الفا من رجال الكوماندو الاتراك توغلوا بضعة كليومترات داخل العراق تحت غطاء جوي وفي نطاق عمليات قصف جوي تنفذها طائرات حربية تركية على مواقع يشتبه بانها للمسلحين الانفصاليين.
وتحدثت تقارير انباء عن ان قيادة الجيش التركي دفعت ب22 كتيبة من القوات البرية الى المناطق الاكثر سخونة بجنوبي البلاد استعدادا على ما يبدو لشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مخابيء الانفصاليين الاكراد قد تشمل التوغل داخل العراق.
في السياق نفسه وصل نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق نشيرفان برزاني الى انقرة لتقديم العزاء الى المسؤولين الاتراك في ضحايا عملية حكاري والدعوة الى ضبط النفس على جانبي الحدود المشتركة بين تركيا والعراق.
وقال برزاني للصحافيين عقب لقائه بوزير الخارجية احمد داوود اوغلو ان العراق يدين بشدة هذا الهجوم ويؤكد مرة اخرى انه لن يسمح باستخدام اراضيه لشن هجمات على جيرانه معربا عن الامل الا يتسبب الهجوم في تخريب العلاقات بين الاتراك والاكراد.
واعلن ان رئيس الادارة المحلية الكردية بشمالي العراق مسعود البرزاني سيزور تركيا قريبا لبحث سبل التعاون الثنائي في المجالات كافة بما فيها التعاون الامني لضبط الحدود المشتركة ومنع وقوع مثل هذه العمليات مستقبلا.
وتعتري الساحة السياسية التركية مطالبات بالرد على عملية حكاري التي تعد الاعنف من نوعها منذ عام تقريبا بسبب فداحة الخسائر في الارواح وتزامنت مع تفجير عبوة ناسفة في اقليم (تبليس) بجنوبي شرقي تركيا وادى الى قتل ثمانية اشخاص من بينهم خمسة من رجال الشرطة وطفلة في الثانية من عمرها