البوابة - بعد عام كامل على سقوط نظام السوري بشار الأسد، يدرك كثير من السوريين أن إسقاط الاستبداد لم يكن سوى بداية طريق مليء بالتحديات والتعثرات، لا ينتهي بليلة تحرير وضحاها.
ومن هنا يبقى السؤال قائمًا: هل نجحت الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع في قيادة المرحلة الجديدة، أو بالأحرى في وضع سوريا على المسار الصحيح؟
يجيب الخبير العسكري والمحلل السياسي نضال أبوزيد بالقول إن سوريا الجديدة نجحت على أقل تقدير في تحقيق 4 مسارات رئيسية، أبرزها:
المسار الأمني:
داخليًا، استطاعت الإدارة الجديدة ضبط الأوضاع الأمنية الداخلية التي كانت منفلتة، أما خارجيًا، فقد تمكنت من ضبط عمليات تهريب المخدرات والسلاح وحركات النزوح واللاجئين التي كانت تؤرق دول الجوار مثل الأردن والعراق وتركيا ولبنان على وجه التحديد.
المسار السياسي:
سياسيًا، لم نكن نعهد الانفتاح السوري تجاه الدول الإقليمية وحتى الغربية، لكن الإدارة السورية الجديدة نجحت في تحقيق توازنات سياسية حتى مع خصوم سوريا، وتفكيك العقدة الدبلوماسية:
- فقد شهدنا الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، وإلقاء الشرع كلمته أمام الأمم المتحدة.
- وبعد 12 عامًا، استعادت سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية بعد سحبه إبان النظام السابق.
- إعادة انسياب الحركة التجارية من خلال فتح الطريق البري الرئيسي "إم 5" (M5) الذي يربط الحدود الأردنية جنوب دمشق بالحدود التركية شمال حلب.
- نجحت في رفع العقوبات الاقتصادية، وتحديدًا قانون "قيصر"، وجلب العديد من الاستثمارات.
- خلقت توازنات من خلال عقد اتفاقيات مع روسيا وأمريكا بدل العودة إلى الفوضى والمواجهات العسكرية.
المسار العسكري:
سوريا الجديدة تخطو اليوم خطوة جيدة فيما يتعلق بإعادة بناء الجيش، رغم ذلك يرى أبوزيد أن سوريا ما زالت لديها مشكلات بهذا الجانب، وهي:
- تعدد الإيديولوجيات للفصائل المسلحة، وخاصة أن الهياكل التنظيمية لهذه الفصائل تختلف عن الهياكل للجيوش النظامية. ومع ذلك، تقوم الدولة السورية بإعادة بناء الجيش السوري بشكل هادئ وبطيء، وبمساعدة الدول الإقليمية، حتى لا تصطدم بظهور تحول الجيش النظامي إلى مليشيات منفلتة.
- كما دخلت سوريا في التحالف الدولي ضد الإرهاب، إذ قامت بعمليات عديدة في البادية السورية لمواجهة ما تبقى من عناصر تنظيم "داعش الإرهابي".
- من جانب آخر، تطرق أبوزيد إلى مسألة مساعدة الخبرات التركية سوريا من خلال تدريبها وتسليح الجيش السوري الجديد على تحوله من عقيدة شرقية قتالية إلى عقيدة قتالية أقرب إلى عقيدة حلف الناتو.
المسار الاجتماعي:
يرى أبوزيد أن الحكومة الجديدة نجحت في تقريب وجهات النظر الاجتماعية السورية بعد أن كان النظام السابق يلعب على ورقة الخلافات الطائفية والإثنية داخل المجتمع السوري لضمان بقائه واستمراره كحل وسط بين تلك الإثنيات والطوائف.
"لم نشاهد صدامًا بين مسلم ومسيحي، حتى الصراعات مع قسد والدروز ليست صراعات طائفية بقدر ما هي محاولة من الدولة السورية لبسط نفوذها على مناطق قد يستخدمها النظام السابق كأدوات في وقت من الأوقات".
الخبير العسكري والمحلل السياسي نضال أبوزيد
شاهد أيضا: ملف إعادة الإعمار