أعربت وزارة الخارجية السورية، اليوم الاثنين، عن إدانتها لتوغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة بيت جن بريف دمشق، معتبرة ما حدث تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد ووحدة أراضيها.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن التصعيد الإسرائيلي يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليميين، ويجسد سياسة عدوانية ممنهجة تؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة. ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم واتخاذ إجراءات فاعلة لردع الاحتلال الإسرائيلي عن استمرار اعتداءاته.
وبحسب صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، شوهد جنود من قوات الاحتلال وهم يعتلون تلة مطلة على بلدة بيت جن، ويطلقون النار على مدنيين سوريين كانوا يحتجون على التوغل العسكري.
وقبل صدور بيان الخارجية، أعلنت دائرة الاتصال الحكومي في محافظة دمشق أن قوة عسكرية إسرائيلية تضم نحو 100 جندي توغلت صباح اليوم في منطقة "باط الوردة" على أطراف بلدة بيت جن، الواقعة ضمن نطاق جبل الشيخ بريف القنيطرة.
وأوضحت الدائرة أن سكان المنطقة خرجوا في احتجاج سلمي لمطالبة القوة المتوغلة بالانسحاب، إلا أن جنود الاحتلال ردوا بإطلاق النار المباشر على المتظاهرين، دون أن تسجل إصابات بشرية.
ووصفت دائرة الاتصال الحكومي هذا التوغل بأنه اعتداء سافر يرقى إلى جريمة بحق السكان الآمنين، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف المدنيين بشكل مباشر، ولا علاقة له بملاحقة من وصفتهم سلطات الاحتلال بـ"المخربين"، في إشارة إلى المبررات التي ساقها جيش الاحتلال.
وقالت قناة الإخبارية السورية إن حالة من التوتر تسود المنطقة بعد التوغل الإسرائيلي، في ظل مخاوف من تصعيد أكبر خلال الأيام المقبلة.
وعقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ألغى الاحتلال الإسرائيلي اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، وبدأ بتنفيذ توغلات متكررة في المنطقة العازلة سابقًا، لا سيما في ريف القنيطرة بالجزء المحرر من الجولان السوري، وامتدت تحركاته مؤخرًا إلى ريف درعا وأطراف محافظة ريف دمشق.
وتتهم سوريا الاحتلال الإسرائيلي باستغلال الأوضاع الداخلية والإقليمية لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل أراضيها، وسط صمت دولي وانتقادات واسعة من جهات حقوقية دولية.