بدء الحوار الفلسطيني بمكة

تاريخ النشر: 07 فبراير 2007 - 12:24 GMT

افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح محادثات أزمة مع زعماء من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الاربعاء بتعهد بعدم مغادرة السعودية الى أن يتوصلوا لاتفاق لانهاء الاقتتال بين الفصيلين والذي وصفه بالكارثة.

وأوضحت تغطية تلفزيونية على الهواء مباشرة عباس ومسؤولي حماس وبينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا له وهم يجلسون حول مائدة المحادثات.

واكد عباس ومشعل ان لقاءهما سيتوج باتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ووقف الاقتتال الداخلي الفلسطيني.

وقال عباس في افتتاح جلسة الحوار الفلسطيني "لن نخرج من هذا المكان المقدس الا ونحن متفقين".

ولم يحضر الجلسة الافتتاحية العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي دعا للقاء والذي اكدت مصادر فلسطينية في وقت سابق حضوره الجلسة.

اما مشعل فقال في كلمة القاها بعد الرئيس الفلسطيني "جئنا لنتفق ولن نغادر هذا المكان الا متفقين. لا مجال لنا الا ان نتفق".

واضاف مشعل "على المجتمع الدولي ان يحترم اتفاقنا ويعترف بواقعنا الفلسطيني ويتعامل معه بجدية" داعيا المجتمعين الى "حوار على قاعدة الانفتاح والاخوة والمحبة".

وحضر الاجتماع رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية الذي دعا من جهته "الى الاتفاق على ميثاق شرف يحرم الاقتتال ويعزز الوحدة الوطنية".

واضاف "نريد اتفاقا شاملا وليس فقط اتفاق جزئي ينهي حالى الاحتقان".

الى ذلك، اكد عباس انه اتفق مع مشعل على برنامج للمحادثات يتمحور حول "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، وتعزيز "اسس الشراكة"، و"اعادة بناء وتاهيل منظمة التحرير الفلسطينية"، و"تعميق الوفاق الوطني".

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، دعا مشعل مناصري وناشطي حركتي حماس وفتح الى ان "يلتزموا وينضبطوا انضباطا كاملا دون اي تجاوزات" في الشارع الفلسطيني من اجل اعطاء "فرصة لنجاح الحوار".

وبعد القاء عباس ومشعل وهنية كلمتهم، تحول الاجتماع الى جلسة مغلقة.

ولم يسجل اي حضور سعودي رسمي في اللقاء كما لم يسمح للاعلاميين بحضور الجلسة الافتتاحية التي نقلها التلفزيون السعودي حصرا.

وسيتناول الوفدان في وقت لاحق الغداء الى مائدة الملك عبدالله.

ويعقد الاجتماع في قصر الصفا المطل على الحرم المكي، وهو القصر الذي يستقبل فيه العاهل السعودي ضيوفه في المدينة المقدسة. وسيقيم وفدا فتح وحماس في هذا القصر.

وكان مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل عمرو قال في وقت سابق "سنبدأ الحوار مما توصلنا اليه سابقا من نتائج في موضوع البرنامج السياسي وتوزيع الحقائب الوزراية".

واشار عمرو الى ان "المملكة لديها رغبة بانجاح اللقاء وتوفير كل الاجواء من اجل انجاح الحوار بين الفلسطينيين والتوصل الى اتفاق".

وكان العاهل السعودي استقبل وفدي حماس وفتح الثلاثاء في مدينة جدة كلا على حدة.

وفي هذا السياق، اكد السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال الشوبكي ان عباس ومشعل "ابديا خلال لقاء امس نوايا طيبة في التوصل الى اتفاق".

واعرب السفير الفلسطيني عن امله في "الا ياخذ التوصل الى اتفاق وقتا طويلا"، مؤكدا ان "ما سيجري في اللقاء هو بحث لبعض التفاصيل".

ويعقد اللقاء فيما يصمد اخر اتفاق لوقف اطلاق النار بين حركة فتح التي يتزعمها عباس، وحركة حماس التي تقود الحكومة منذ اذار/مارس 2006.

وقتل 66 فلسطينيا في المعارك التي دارت بين الناشطين من حركتي فتح وحماس منذ 25 كانون الثاني/يناير، ما شكل اكبر موجة عنف شهدها في الاشهر الاخيرة قطاع غزة الذي يرزح تحت وطاة ازمة سياسية ومالية غير مسبوقة.

وكان العاهل السعودي اعرب عن امله بان "لا يخرج (الفرقاء) من الديار المقدسة الا باتفاق ملزم وان يقسموا بالله وعلى كتابه الكريم وفي رحاب بيت الله على ايقاف هذا الاقتتال وايقاف شلال الدم الذي لا يخدم غير اعداء الأمة"، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية.

وتبقى المحادثات بين الافرقاء الفلسطينيين متعثرة حول مسألتين رئيسيتين هما العلاقات مع اسرائيل وتوزيع الحقائب في حكومة الوحدة الوطنية.

وكان رفض حركة حماس الاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقيات التي سبق وابرمتها منظمة التحرير، اسفر عن تعليق المساعدات المالية الغربية المباشرة للفلسطينيين، ما جعل الاراضي الفلسطينية تعيش ازمة مالية خانقة.