اعلن مسؤولون ان السلطات الباكستانية اعتقلت مساء الخميس زعيم جماعة عسكر جنقوي السنية المتشددة المتهمة بتنفيذ عدة هجمات ضد الشيعة ويشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة.وصرحت الناطقة باسم الشرطة المحلية نبيلة غضنفر ان مالك اسحق اعتقل في لاهور (شرق) عند عودته من العمرة في مكة المكرمة (السعودية). وقالت "اؤكد اعتقاله".
ووصل مالك اسحق صباح اليوم الجمعة في شاحنة صغيرة مصفحة وسط اجراءات امنية مشددة الى محكمة في لاهور، لحضور الجلسة الاولى حول اعتقاله.
وقال المسؤول الكبير في الشرطة اعجاز شافع دوغار لفرانس برس ان "القاضي امر بحبسه وقائيا 14 يوما وتم نقله الى سجن كوت لاخبات".
وصرح مسؤول آخر في الشرطة المحلية لياقت علي ان مالك اسحق متهم خصوصا "بالقاء خطبة تحريضية تدعو الى الكراهية بين الطوائف" خلال تجمع في لاهور في 19 آب/اغسطس.
واكد احمد لوديانفي احد مساعدي اسحق لفرانس برس "سنستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة لضمان اطلاق سراحه"، معتبرا ان توقيف زعيم جماعة عسكر جنقوي "ظالم" ويشكل "انتهاكا" للحقوق الاساسية.
وتعد عسكر جنقوي واحدة من الجماعات السنية الاكثر تطرفا وعنفا في البلاد وهي مرتبطة الى حد ما بحركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع تنظيم القاعدة. وقد حظرت في باكستان قبل اكثر من عشر سنوات.
والحركة متهمة بقتل مئات من الشيعة منذ ظهورها مطلع التسعينات.
وكان مالك اسحق سجن في 1997 لتورطه في عدد من عمليات قتل باكستانيين شيعة.
ويشكل الشيعة حوالى عشرين بالمئة من سكان باكستان ويعدون واحدة من اكثر الاقليات تعرضا للهجمات في باكستان.
وافرج عن زعيم عسكر جنقوي في تموز/يوليو في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على تسامح من قبل السلطات حيال هذا التيار المتطرف.
وقد تصاعدت الهجمات على الشيعة وخصوصا في جنوب غرب البلاد وشمالها.
ومنذ ان افرج عنه، فرض على مالك اسحق الاقامة الجبرية عدة مرات بسبب خطب حرض فيها على العنف الطائفي، كما قال مسؤولون امنيون محليون.
واسحق اتهم ايضا بالتخطيط من سجنه لهجوم وقع في لاهور في 2009 ضد منتخب سريلانكا الوطني للكريكت، واسفر عن مقتل ثمانية باكستانيين وجرح سبعة لاعبين ومدرب سريلانكيين.
وبعد هذا الاعتداء، فقدت باكستان حقها في المشاركة العام الماضي في تنظيم مباريات كأس العالم للكريكت في ما شكل ضربة لهذه المستعمرة البريطانية السابقة التي تلقى فيها هذه الرياضة شعبية كبيرة.
وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي حمل جماعة عسكر جنقوي مسؤولية تفجير استهدف في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي ضريحا في كابول واسفر عن مقتل 55 شخصا وطالب باكستان بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبد الباسط رد في رسالة لفرانس برس حينذاك ان "جماعة عسكر جنقوي منظمة محظورة (في باكستان)".