اعلن الرئيس السابق لمفتشي الامم المتحدة في العراق ريتشارد باتلر، ان 4 دول على الاقل تجسست عليه خلال عمله، بينما رفضت الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت اتهام رئيس وزرائها توني بلير لها بتعريض امن بلادها للخطر عبر اتهامها حكومته بالتجسس على امين عام الامم المتحدة.
وقال باتلر معلقا على تصريحات الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت التي اكدت ان عملاء بريطانيين تنصتوا على الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، انه كان يتعرض لعملية تجسس في الامم المتحدة.
واوضح لاذاعة "اي بي سي" الاسترالية "بالتأكيد كنت موضع تجسس وكنت على علم بذلك".
واضاف ان "الذين فعلوا ذلك جاؤوا للقائي واسمعوني تسجيلات لاشخاص آخرين لمساعدتي في مهمتي لازالة اسلحة العراق".
وتابع "قالوا لي 'نحن هنا لمساعدتك فقط' ولم يكشفوا لي اي تسجيل لاتصالاتي"، موضحا ان الاميركيين والفرنسيين والبريطانيين والروس قاموا بالتجسس عليه.
واكد باتلر "عرفت ذلك من مصادر اخرى وكنت على قناعة بان اربع دول اعضاء في مجلس الامن الدولي على الاقل تقوم بالتجسس علي".
ورفض رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد التعليق على هذه المعلومات مؤكدا ان سياسته كانت دائما عدم نفي او تأكيد معلومات متعلقة باجهزة الاستخبارات.
واوضح باتلر الذي ترأس مفتشي الامم المتحدة من 1997 الى 1999 ان دبلوماسيين كانوا يبحثون دائما عن طريقة لتبقى اتصالاتهم سرية لانهم يعرفون ان مقر الامم المتحدة يعج بالجواسيس.
وقال "عندما كنت اريد فعلا اجراء حديث حساس مع اي شخص كنت اضطر للتوجه الى المقهى الصاخب في المنظمة الدولية واتحدث همسا او اغادر مبنى المنظمة الدولية للسير في حديقة 'سنترال بارك'".
ورأى باتلر ان الاتهامات بالتجسس في مكتب كوفي انان تكشف الدرجة التي تطغى فيها المصالح الشخصية على العلاقات الدولية.
وقال "لو كان الناس يعرفون درجة دناءة هذه اللعبة لعبروا بالتأكيد عن احتجاجاتهم".
وقالت اذاعة "اي بي سي" ان مسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاسترالية رأوا نصوصا لاتصالات اجريت من الهاتف النقال لهانس بليكس الذي كان رئيسا لمفتشي الامم المتحدة قبل الحرب على العراق، سلمها عناصر في الاستخبارات البريطانية او الاميركية.
ونقل صحافي في الاذاعة عن مصادر لم يحددها انه "في كل مرة كان يصل بليكس الى العراق كان يخضع هاتفه للتنصت وتوضع نصوص المحادثات بتصرف الولايات المتحدة واستراليا وكندا وبريطانيا ونيوزلندا".
شورت ترفض اتهامات بلير
وفي غضون ذلك، رفضت الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت اتهامات رئيس الوزراء توني بلير لها بان تصريحاتها الاخيرة حول قيام بريطانيين بالتجسس على امين عام الامم المتحدة قبل الحرب على العراق تعرض الامن القومي البريطاني للخطر.
وقالت شورت في حديث مع القناة البريطانية الرابعة الخميس، "ان المسالة مسالة ضمير ولا علاقة لها بالقانون حول الاسرار الرسمية ولا بالامن القومي".
وكانت هذه الوزيرة السابقة اعلنت قبلا في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان عناصر من الاستخبارات البريطانية تلقوا تعليمات بالتجسس على مسؤولين في الامم المتحدة خصوصا امينها العام كوفي انان.
وخلال مؤتمره الصحافي الشهري ظهر الخميس وصف بلير تصريحات شورت بانها "غير مسؤولة" معتبرا انها "تعرض امن البلاد" للخطر.
واضافت شورت في حديثها التلفزيوني "ان الامن البريطاني لا يتعرض للخطر عندما نكشف ان اتصالات هاتفية خاصة لكوفي انان كشفت بشكل غير لائق، وقول ذلك علنا لا يشكل خطرا على اي شخص يعمل في اجهزة الاستخبارات البريطانية".
واضافت "ما سيحدث الان هو ان هذا الامر (التنصت) سيتوقف وان كوفي انان سيتمكن من الاستفادة من الحميمية والاحترام اللذين يعتبران من حقه".
واعتبر بيان للامم المتحدة الخميس ان اية عمليات تنصت على انان تعتبر "غير قانونية"، وان مثل هذه العمليات ينبغي ان تتوقف الان ان كانت موجودة بالفعل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)