اربكت ايران الولايات المتحدة الاميركية بتوقيعها اتفاقا استراتيجيا مع الصين وهو ما اعتبرته تقارير اعلامية اتفاقا يعمق نفوذ الصين في الشرق الأوسط ويقوض الجهود الأميركية في المنطقة لعزل إيران
ريمونتادا ايران
فقد وافقت الصين على استثمار 400 مليار دولار في إيران على مدى 25 عامًا مقابل إمدادات ثابتة من النفط الرخيص لتغذية اقتصادها المتنامي بموجب اتفاق اقتصادي وأمني شامل تم توقيعه يوم السبت بين الطرفين.
وعلقت قالت صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times على الاتفاق بالقول انه يمكن أن يعمق نفوذ الصين في الشرق الأوسط ويقوض الجهود الأميركية في المنطقة لعزل إيران. لكن لم يتضح على الفور تفاصيل الاتفاق الذي يمكن تنفيذه بينما لا يزال الخلاف الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني دون حل.
بعد أن وقعتا ايران والصين الاتفاقية الاستراتيجية لمدة 25 عام سيؤدي مثلث القوة بين إيران والصين وروسيا إلى اقصاء الولايات المتحدة من العديد من المعادلات في المنطقة يبدو أن الاتفاقيةالصينية هي التي ستخرج ايران من الأزمة المالية والالتفاف حول العقوبات الأمريكية وليس الاتفاقيةالنووية
— zaid arafat (@arafat_zaid) March 27, 2021
تتويج زيارة صينية الى طهران باتفاق استراتيجي
ووقع وزيرا خارجية البلدين جواد ظريف ووانغ يي، الاتفاق خلال حفل أقيم في وزارة الخارجية في طهران، اليوم السبت، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية. وتوج ذلك بزيارة استمرت يومين قام بها السيد وانغ عكست طموح الصين المتزايد للعب دور أكبر في منطقة كانت تمثل الشغل الشاغل للولايات المتحدة لعقود.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية: "لكي تخرج المنطقة من الفوضى وتتمتع بالاستقرار، يجب أن تتحرر من ظلال التنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى، وأن تظل منيعة أمام الضغط والتدخل الخارجيين، وأن تستكشف مسارات التنمية المناسبة لحقائقها الإقليمية" وتابعت "يجب أن تبني بنية أمنية تستوعب الاهتمامات المشروعة لجميع الأطراف."
تفاصيل اتفاق مبهمة
ولم تعلن إيران عن تفاصيل الاتفاق قبل التوقيع. لكن الخبراء قالوا إنه لم يتغير إلى حد كبير عن مسودة من 18 صفحة حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" العام الماضي. وتفصل المسودة 400 مليار دولار من الاستثمارات الصينية في عشرات المجالات، بما في ذلك البنوك والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات على مدى السنوات الـ 25 المقبلة. في المقابل، ستحصل الصين على إمدادات منتظمة مخفضة للغاية من النفط الإيراني.كما دعت المسودة إلى تعميق التعاون العسكري، بما في ذلك التدريبات المشتركة، والبحوث المشتركة وتطوير الأسلحة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
إيران والصين توقعان اتفاقية تعاون إستراتيجي طويلة الأمد https://t.co/kJvNS1TTZa pic.twitter.com/9Yv16I8ktq
— زمان الوصل-Zamanalwsl (@zamanalwsl) March 27, 2021
دبلوماسية ايرانية ناجحة
وروّج المسؤولون الإيرانيون للاتفاقية مع بكين - التي اقترحها لأول مرة الزعيم الصيني، شي جين بينغ، خلال زيارة عام 2016 - باعتبارها اختراقًا. لكنها قوبلت بالانتقادات داخل إيران بأن الحكومة يمكن أن تقدم الكثير للصين.
ووصف حسام الدين أشينا، كبير مستشاري الرئيس حسن روحاني على "تويتر" الصفقة بأنها "مثال على الدبلوماسية الناجحة" ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الوثيقة بأنها "خارطة طريق كاملة" للعلاقات لربع القرن المقبل.
وزار السيد وانغ بالفعل المملكة العربية السعودية، وكذلك تركيا، ومن المقرر أن يتوجه إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان في الأيام المقبلة. وقال في تصريحات له إن المنطقة على مفترق طرق وعرض مساعدة الصين في حل النزاعات المستمرة، بما في ذلك حول برنامج إيران النووي. وأضاف أن الصين مستعدة حتى لاستضافة المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في تلميح إلى رفض الهيمنة الأميركية على المنطقة.
بايدن يعرض استئناف الاتفاق النووي
وعرض الرئيس جو بايدن استئناف المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي ألغاه سلفه، الرئيس دونالد ترمب، بعد 3 سنوات من توقيعه. لكنه يقول إن إيران يجب أن تلتزم أولاً بالالتزام ببنود الاتفاقية. ورفضت إيران ذلك ودعمتها الصين ، وطالبت الولايات المتحدة بالعمل أولاً لإحياء الصفقة برفع العقوبات الأحادية الجانب التي خنقت الاقتصاد الإيراني.
نفوذ صيني يهدد اميركا
وفي إيران، كانت الآراء حول نفوذ الصين المتزايد متباينة.بعد أن اقترح السيد شي الاتفاقية الاستراتيجية لأول مرة خلال زيارته في عام 2016، سارت المفاوضات لإكمالها ببطء في البداية. وكانت إيران قد توصلت للتو إلى اتفاقها مع الولايات المتحدة ودول أخرى لتخفيف العقوبات الاقتصادية مقابل فرض قيود صارمة على أنشطتها البحثية النووية، وبدأت الشركات الأوروبية تتدفق على إيران باستثمارات وعروض لشراكات مشتركة لتطوير حقول الغاز والنفط.
#الجمهوریة_الاسلامية_والصين يوقعان إتفاق التعاون الإستراتيجي المهم والتاريخي بينهما في طهران اليوم السبت والذي سيغير مسار وطريقة التعاون الإقليمي والدولي وسيزلزل التجبر الأمريكي وسياساته اللاإنسانية في العقوبات والسيطرة على الإقتصاد العالمي بإذن الله تعالى https://t.co/Mv9s8ezNRG
— Amir Mousawi أمير الموسوي (@AmirMousawi7) March 27, 2021
اوامر الخميني ردا على ترامب
وتبخرت هذه الفرص بعد أن سحب ترمب الولايات المتحدة من الصفقة وفرض عقوبات جديدة على إيران. وبعدها أمر آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى لإيران بإحياء المحادثات مع الصين، وعين سياسيًا محافظًا موثوقًا به ورئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، مبعوثًا خاصًا. واشتكى النقاد من افتقار المفاوضات للشفافية ووصفوا الصفقة بأنها بيع لموارد إيران، وقارنوها بالاتفاقات أحادية الجانب التي أبرمتها الصين مع دول مثل سريلانكا.
عقبة الاتفاق النووي
ويبقى معرفة إمكانية نجاح المشاريع الطموحة المفصلة في الاتفاقية. وإذا انهار الاتفاق النووي بالكامل فقد تواجه الشركات الصينية أيضًا عقوبات من واشنطن وهي قضية أثارت غضب الصين في الماضي.
وتضمنت الملاحقة الأميركية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، اتهامات بأن الشركة كانت تتاجر سراً مع إيران في انتهاك لتلك العقوبات.
روحاني: العلاقات مع الصين بالغة الاهمية
من جهته اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم السبت، أن العلاقات مع الصين "تعتبر استراتيجية بالنسبة لإيران"، مطالباً بالإسراع في تنفيذ الاتفاقيات الموقّعة بين البلدين.
وقال روحاني بمناسبة توقيع البلدين اتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي مدتها 25 عاماً: "يجب استمرار التعاون بين إيران والصين في الاتفاق النووي ومكافحة الإرهاب والتطرف".
كما رأى الرئيس الإيراني أن "تواجد أميركا العسكري في غرب آسيا وتدخلاتها في شؤون المنطقة هو العامل الرئيسي المزعزع لأمن المنطقة".
أمام الولايات المتحدة حلّين لا ثالث لهما: إما التشارك بالمجالات الاقتصادية والتجارية مع ايران والصين، وإما خسارة هيمنتها الاقتصادية التجارية عن المنطقة.
— عَلِيّ (@alihijaziy) March 27, 2021
وفي الحالتين، بدأنا بمرحلة "ما بعد أمريكا" كما قال سماحة السيد القائد. pic.twitter.com/xupEt0rUJk
الصين: علاقاتنا بإيران دائمة
ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله: "علاقاتنا مع إيران لن تتأثر بالوضع الراهن بل ستكون دائمة واستراتيجية".
وأضاف وانغ يي الذي التقى روحاني قبل توقيع الاتفاقية: "إيران تقرر بشكل مستقل علاقاتها مع الدول الأخرى وليست مثل بعض الدول التي تغير موقفها بمكالمة هاتفية".
#عاجل
— ابو اسد الله الحشداوي (@AlkabeeAsd) March 27, 2021
توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين في طهران من قبل وزراء خارجية البلدين لمدة 25 عاما.
الاتفاقية الصينية التي اسقطوا عادل عبد المهدي لكي يلغيها الكاظمي
تمت مع ايران وقطار الصين الاقتصادي لن يتوقف الا بسحق الاقتصاد الامريكي#الكاظمي_يبيع_الحشد وطريق الحرير pic.twitter.com/6f6jQnEEze
"طريق الحرير الجديدة"
وبحسب الخارجية الإيرانية، فإن الاتفاقية الموقعة السبت هي "خارطة طريق متكاملة" تتضمن مجالات مختلفة منها "السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لـ25 عاما من التعاون بين إيران والصين".
وبالنسبة إلى بكين، فهي جزء من مشروع "طرق الحرير الجديدة" الضخم للبنية التحتية الذي أطلقته بالتعاون مع أكثر من 130 بلداً.
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في تصريح للتلفزيون الرسمي بأن الاتفاقية تتضمن "خارطة طريق متكاملة وذات أبعاد اقتصادية وسياسية".
وأوضح خطيب زاده أن الاتفاقية تركز على "الأبعاد الاقتصادية التي تعد المحور الأساس لها ومشاركة إيران في مشروع الحزام والطريق"، الخطة الصينية الضخمة لإقامة مشاريع بنى تحتية تعزز علاقات بكين التجارية مع آسيا وأوروبا وإفريقيا.