نفت ايران تورطها مع تنظيم القاعدة في التخطيط لهجمات ايلول/سبتمبر فيما طالبها وزير الخارجية السعودي بتسليم السعوديين المعتقلين لديها والمشتبه بصلاتهم مع التنظيم.
رفضت ايران الاتهامات التي وجهت اليها خلال محاكمة المغربي عبد الغني مزودي في المانيا، بالتورط في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
واعتبر بيان للسفارة الايرانية في برلين ان ما جاء في اقوال شاهد في قضية مزودي عن وجود روابط مع تنظيم "القاعدة" ليس صحيحا، مشيراً الى انها "تصريحات متناقضة وخاطئة من شخص مجهول وشائعات لا قيمة لها". وشدد على التزام طهران مكافحة الارهاب.
وكان شاهد ايراني يستخدم اسما مستعارا هو حميد رضا ذاكري يؤكد أنه تولى مناصب عليا في الاستخبارات الايرانية حتى منتصف 2001، كشف للشرطة الجنائية الفيديرالية الالمانية ان هذه الاجهزة شكلت وحدة اسمها "الفرقة 43" مكلفة التخطيط والتنسيق لهجمات ارهابية، وان هذه الوحدة عملت في شكل وثيق مع تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن.
ونقلت شبكة الاذاعة والتلفزيون"ان دي ار" عن "الجاسوس الايراني السابق المزعوم" أنه سيدلي بافادته في موعد غير محدد في اطار محاكمة مزودي بتهمة "التآمر في القتل" لا سيما في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
من ناحية اخرى، وتعليقا على اعلان طهران بانها ستحاكم نحو عشرة من المحتجزين لديها المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة قالت السعودية انها تريد من ايران ان تسلمها أي سعودي ممن تحتجزهم للاشتباه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بدلا من تقديمه للمحاكمة.
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان ايران لم تكشف عما إذا كان بينهم أي سعوديين.
وأضاف في مقابلة مع رويترز "نجري مناقشات مع ايران ولنا اتفاق أمني مع إيران ووعدوا ان كان هناك أي سعوديين بتسليمهم. ما زلنا نامل ان يفعلوا هذا".
وكانت الولايات المتحدة قالت الجمعة انها تعارض خطط ايران لمحاكمة المشتبه بانتمائهم للقاعدة وطالبتها بتسليمهم الى بلادهم لتقديمهم للعدالة.
ولم تكشف ايران قط عن هوية من تعتقلهم من المشتبه فيهم. وتفيد مصادر سعودية ومخابرات غربية بانه ربما يكون بينهم مسؤول الامن في القاعدة سيف العدل وهو مصري الجنسية وسعد
بن لادن نجل اسامة بن لادن زعيم القاعدة.
وتعتقد الولايات المتحدة منذ أمد طويل ان إيران تأوي بعض المشتبه بانتمائهم للقاعدة وأوحت بعض التقارير التي نفتها طهران باحتمال ان يكون بعضهم ضالعين في هجمات انتحارية قتلت اكثر من 50 شخصا في الرياض العام الماضي.
وقال الامير سعود "ولذا نريد ان تتبادل الدولتان اي معلومات او افراد لديهما حتى يمكن التوصل الى من المسؤول ومن غير المسؤول".
وسئل ان كان يعتقد ان سعد بن لادن محتجز في ايران فقال ان مثل هذا السؤال يجب الا يخضع للتخمينات. وتابع "لدينا اتفاق مع ايران في هذا الشأن. يتعين أن يتيح لنا هذا الاتفاق تبادل المعلومات لا التكهنات".
وقال وزير الخارجية ان تعاون السعودية مع دول اخرى منها الولايات المتحدة ساعد على اجهاض هجمات اخرى سواء داخل الاراضي الاميركية أو خارجها.
وتوترت العلاقات بين واشنطن والسعودية التي ينتمي اليها 11 من منفذي هجمات 11 ايلول/سبتمبر ايلول 2001 بسبب اتهامات بأن الرياض لا تفعل شيئا يذكر لمكافحة التشدد الديني.
واقترح ريتشارد بيرل وهو احد المنتقدين الاميركيين البارزين للسعودية في وقت سابق هذا الشهر ان يضيف الرئيس الاميركي جورج بوش المملكة الى "محور الشر" بدلا من العراق.
لكن الامير سعود قال ان بلاده اظهرت انها "تقف في مقدمة الدول التي تكافح الارهاب."
ومضى يقول ان في الولايات المتحدة "من لا يريدون وجود علاقة مع السعودية ولذا فهم لا يريدون تقبل حقيقة اننا دولتان تتعاونان معا".
وتابع ان هؤلاء يريدون تحويل علاقة "الصداقة والثقة" الى علاقة "مواجهة وعداء... لكن من اعرفهم في الادارة (الاميركية) يقولون العكس.. ان السعودية دولة صديقة"—(البوابة)—(مصادر متعددة)