ايران تثمن مؤتمر العراق والصدر يرفض التدويل

تاريخ النشر: 11 مارس 2007 - 06:57 GMT

اعتبرت طهران مؤتمر بغداد خطوة على الطريق الصحيح وأيدت دمشق الحوار الذي يفضي لحل العنف واخراج القوات الأجنبية من هذا البلد فيما رفضت الكتلة الصدرية تدويل القضية العراقية

خطوة إيجابية

اعتبرت ايران الاحد ان المؤتمر حول امن العراق الذي عقد السبت يشكل "خطوة اولى جيدة" لكن من دون التطرق الى الاتصالات التي تمت بين الاميركيين والايرانيين في اطاره.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني للصحافيين "كانت خطوة اولى جيدة" مضيفا انه "اذا عقد مؤتمر اخر على مستوى وزراء الخارجية في بغداد فقد يكون هناك امل اكبر بان الاتجاه الايجابي الذي انطلق سيتواصل".

وضم المؤتمر ممثلين عن الدول المجاورة للعراق وكذلك عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن.

وعدد حسيني ثلاث اولويات بنظر بلاده لخفض مستوى العنف في العراق وهي "تسليم المسؤولية الامنية الى العراقيين وتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية والتصدي لجميع المجموعات الارهابية بدون تمييز".

واكدت ايران على الدوام ان انسحاب القوات الاميركية هو الشرط الاول لاحلال الامن في العراق.

واعتبر المؤتمر فرصة لواشنطن وطهران لاقامة اتصال مباشر غير ان الطرفين اكدا بوضوح انهما لا يعتزمان اجراء محادثات ثنائية بهذه المناسبة.

واعتبر السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد في ختام المؤتمر ان "المحادثات مع الايرانيين وغيرهم (من المندوبين) حول العراق كانت بناءة ومفيدة".

واتهمت الولايات المتحدة ايران بالمساهمة في اعمال العنف من خلال دعم مجموعات شيعية متطرفة الامر الذي نفته طهران.

التدويل مرفوض

الى ذلك اعلنت الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي الاحد رفضها تدويل المسالة العراقية معتبرة ان ذلك سيشكل "تجريدا من السيادة" ورحبت بحضور سوريا وايران المؤتمر الدولي نظرا "لتاثيرهما الكبير".

وقال نصار الربيعي النائب في التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر لفرانس برس "ندعم اي مؤتمر دولي لكننا نرفض وبشدة اي تدويل للقضية العراقية لان ذلك يعتبر تجريدا من السيادة".

واضاف "لا يمكن للمؤتمر الخروج بنتائج اكثر مما حدث لكنه يتميز بسمة اضافية عن غيره من المؤتمرات التي عقدت سابقا وهي وجود الوفدين السوري والايراني الى جانب الوفد الاميركي".

وتابع الربيعي "ما دام للاحتلال بعد اقليمي ودولي فان حضور هاتين الدولتين بالتاكيد له تاثير كبير في المباحثات مع القوات المحتلة من اجل استبباب الامن في العراق لكن شرط ان يكون وفق المصالح العراقية وليس وفقا لمصالح هذه الدول".

واكد ان "اهم ما تم انجازه في المؤتمر هو الاتفاق على مؤتمر (...) اخر الشهر القادم على مستوى وزراء خارجية الدول المشاركة".

وللمرة الاولى منذ القمة العربية عام 1990 انعقد في بغداد السبت مؤتمر حضرته 16 دولة بينها تلك الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي فضلا عن دول مجاروة واخرى اقليمية تمثلت بكبار المسؤولين في وزارات الخارجية.

حل العنف بالحوار

قالت صحف حكومية سورية يوم الاحد ان سوريا تؤيد التوصل من خلال التفاوض لحل للعنف في العراق يشمل انسحاب القوات الامريكية وتدعو لعقد مؤتمر للمصالحة لوضع حد للنزاع الاهلي.

ونشرت الصحف بيانا سوريا تلي خلال اجتماع دولي في بغداد يوم السبت جاء فيه أن "سوريا تدعم حلا سياسيا يؤدي الى عودة الأمن والاستقرار في العراق."

وأضاف البيان "انجاز المصالحة الوطنية يجب أن يأخذ بالاعتبار... الاعداد لعقد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الشامل بالاضافة الى الاسراع في إجراء المراجعة الدستورية للمواد الخلافية في الدستور وحل الميليشيات ...وجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق."

وحضر أحمد عرنوس نائب وزير الخارجية المؤتمر الذي شاركت فيه أيضا ايران والولايات المتحدة التي تزعم أن طهران ودمشق تساعدان المتمردين المسؤولين عن الهجمات التي تستهدف العراقيين والقوات الامريكية.

وسبق أن قالت الحكومة في سوريا التي تأوي نحو مليون لاجيء عراقي انها مستعدة للعمل على إرساء الاستقرار في العراق لكن لابد من تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من أجل تحقيق السلام.

وترفض الولايات المتحدة تحديد جدول زمني قائلة ان ذلك سيقوي شوكة المسلحين. وتقول سوريا ان تحديد جدول زمني سيعزز مصداقية واشنطن لدى المسلحين مما يساعد على ابرام اتفاق.