اوروبا وواشنطن تحذران إسرائيل من استئناف عمليات الاغتيالات وقوات الاحتلال تصعد عملياتها في غزة

تاريخ النشر: 17 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

حذرت اوروبا والولايات المتحدة إسرائيل من مغبة العودة إلى سياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين كما حذرت حماس بدورها حكومة شارون من المس بالشيخ احمد ياسين فيما انتقدت الامم المتحدة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي من تاخر تطبيق عملية السلام. 

تحذيرات  

ودعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى الامتناع عن استئناف سياسة الاغتيالات في الضفة الغربية وقطاع غزة. جاء ذلك رداً على التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، زئيف بويم، الجمعة في حديث للاذاعة العسكرية "غالي تساهال"، والتي اعتبر فيها الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، "يستحق الموت ويجب عليه الاختباء عميقـًا تحت الأرض لأنه لن يعرف النهار من الليل وسنعثر عليه في الجحور ونغتاله". 

وقال ناطق بلسان الاتحاد الأوروبي في بروكسل "إن الاتحاد أعرب، في أكثر من مناسبة، عن رفضه لقتل المشبوهين بدون محاكمة". وأضاف أن "استمرار عمليات كهذه ضد زعيم تنظيم فلسطيني لن يساعد الجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط". 

وفي واشنطن قال الناطق بلسان الخارجية الأميركية، ريتشارد باوتشر، إن من حق إسرائيل الدفاع عن النفس، لكنه يتحتم عليها موازنة أبعاد عملياتها بشكل جيد. وأكد باوتشر معارضة الولايات المتحدة لما يسمى "الاحباط المركز".  

وفي تعقيبه على تهديد بويم والاستعداد الإسرائيلي لاستئناف عمليات الاغتيال، قال ياسين: "لن نستسلم للضغوط"، ودعا كوادر حركته "إلى مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي". وعلى الرغم من ذلك نفى ياسين أن يكون شخصيًا قد تدخل في تدبير الهجمات ضد الإسرائيليين.  

وفي رده على سؤال عما إذا كان يشعر بالخوف على حياته، قال: "لقد حاولوا اغتيالي في السابق، أريد أن أقول لهم إننا لا نخاف من التهديد بالموت، إننا نريد أن نموت شهداء".  

حماس  

وقد أصدرت الحركة بيانا حذرت فيه من المساس بالشيخ ياسين وقالت فيه إن القادة الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء آرييل شارون، هم الذين "يستحقون القتل".  

وقال البيان إن الحركة "تحذر الصهاينة القتلة بأن مجرد محاولة جديدة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين وإن منيت كسابقتها بالفشل فإنهم سيدفعون ثمن جريمتهم بما يرونه غدا لا ما يسمعونه".  

ودعت حماس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية إلى "التصدي لهذه الحملات الإرهابية" وتوعدت الحركة "بمواصلة الجهاد والاستشهاد". 

وفي قطاع غزة تظاهر حشود من أنصار حماس وأعربوا عن استنكارهم للتهديدات الإسرائيلية باغتيال قادة الحركة. وتوجه أكثر من 15 ألف إلى منزل الشيخ ياسين للإعلان عن تأييدهم له وتضامنهم معه. 

وفي مسيرات مماثلة تظاهر آلاف الأشخاص في مخيم النصيرات وخان يونس جنوب قطاع غزة تلبية لدعوة من حماس ودعما للشيخ ياسين 

الأمم المتحدة تنتقد  

إلى ذلك اتهم مسؤول كبير بالأمم المتحدة إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالتقاعس عن اتخاذ الخطوات التي وعدتا بها نحو السلام وحث الولايات المتحدة وغيرها على ممارسة ضغوط على الجانبين حتى يتحركا إلى الأمام. 

وقال كيران برندرجاست نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أمام مجلس الامن "على الرغم من الاتصالات الأولية بين الحكومة الفلسطينية الجديدة والحكومة الإسرائيلية واصل كل من الطرفين تجاهل بواعث القلق الاساسية للطرف الآخر. سواء فيما يتعلق بالارهاب أو بالارض تقاعس  

الجانبان عن تنفيذ التزاماتهما الأولية الخاصة بالمرحلة الأولى بموجب خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية." 

وكان يشير إلى الخطة التي وضعها "رباعي" الوساطة في الشرق الأوسط الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا. ولم تحقق الخطة التي تعرف باسم خارطة الطريق والتي تدعو إلى خطوات تفضي إلى قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005 أي تقدم مما ترك المجال مفتوحا أمام تصاعد العنف في المنطقة. 

وقال برندرجاست في تقريره الشهري بخصوص الأزمة إن تحريك الخطة يتطلب أن تكف إسرائيل عن توسيع المستوطنات وتتوقف عن بناء الجدار الفاصل الذي يتوغل في الأراضي الفلسطينية كما يتطلب أن تقوم السلطة الفلسطينية "بتحرك فعال لوقف كل أعمال الارهاب والعنف ضد الاسرائيليين". 

وقال إن السلطة الفلسطينية لم تتخذ أي إجراءات ملموسة في الشهر الأخير لوضع نهاية للهجمات على الإسرائيليين أو إصلاح جهاز الأمن الفلسطيني مضيفا ان الجماعات الفلسطينية امتنعت عن وضع نهاية للعنف.  

وتابع انه في الجانب الآخر "زادت المواقع الاستيطانية وتمضي الحكومة الإسرائيلية قدما ببناء الحاجز في الضفة الغربية."  

وقال برندرجاست إن من دواعي الأسف إن الارتفاع المطرد لعدد القتلى "عزز تبرير كل من الجانبين للجمود  

تطورات ميدانية 

قالت وكالة الانباء الفلسطينية ان قوات الاحتلال الإسرائيلي، هدمت اليوم، مسجداً ومنزلين وألحقت أضراراً مادية كبيرة في العديد من منازل المواطنين، في منطقة البراهمة جنوب غرب رفح. 

وذكر شهود عيان، أن جرافات قوات الاحتلال التي توغلت في المنطقة، وشرعت بهدم مسجد التوحيد، كما هدمت منزلاً من ثلاثة طوابق، تعود ملكيته لمواطن من عائلة البراهمة، وهدمت منزلاً آخر من طابقين، يعود لعائلة أبو جزر، مما أدى إلى تشريد المواطنين وخروجهم إلى العراء في البرد الشديد. 

وكانت قوات الاحتلال توغلت في منطقة البراهمة وسط إطلاق نار كثيف، أدى إلى تضرر العديد من المنازل وإشاعة الخوف والرعب بين المواطنين. 

وأفاد الشهود، أن قوات الاحتلال لا تزال في المنطقة، وتطلق نيران رشاشاتها تجاه منازل المواطنين، الأمر الذي يعرض حياة المواطنين للخطر 

كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي،خمسة منازل في بلوك "O" في مخيم يبنا، جنوب مدينة رفح، وذلك أثناء توغلها داخل أراضي المواطنين في المدينة. 

وأفادت مديرية الأمن العام، أن عدداً من آليات وجرافات جيش الاحتلال، توغلت مسافة خمسين متراً داخل المخيم، وقامت بتسوية الأرض في المنطقة، مشيرةً إلى أنها هدمت منزلين بشكل كلي، وثلاثة آخرين بشكل جزئي. 

وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، قرية تل جنوب غرب نابلس، وفرضت عليها منع التجول.  

وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال توغلت في القرية مدعومة بالآليات العسكرية وشددت من إجراءاتها التعسفية في الجهة الغربية للقرية، وحاصرت منزل عائلة المواطنة منال فتحي رشيد حمد، وأجبرت أفراد أسرتها على إخلاء المنزل من محتوياته وأثاثه وهددتهم بتفجيره في حال عدم تسليم ابنتهم. 

وفي المدينة اعتقلت عبود فتح الله سمارو من سكان شارع 24 وغسان فتحي أسعد الدلال من حي مجاور لجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس. 

وفي جنين أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، كافة مداخل المدينة وعزلتها ومخيمها عن محيطها الخارجي، وفرضت عليها حصاراً مشدداً. 

وأضافوا، أن جنود الاحتلال طاردوا المواطنين الذين حاولوا إيجاد سبل جانبية تمكنهم من التوجه إلى أعمالهم مشياً على الأقدام، وأجبروهم على العودة إلى منازلهم. 

.—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن