اوربا واكرانيا: اقتراحات للتسوية ودعم لاسرائيل في المحافل الدولية

تاريخ النشر: 14 يوليو 2017 - 09:34 GMT
تتغاضى عن الاستيطان والحصار والتجويع والقتل الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين
تتغاضى عن الاستيطان والحصار والتجويع والقتل الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين

احتفى الفلسطينيون مؤخرا بادراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي باغلبية مريحة بلغت 12 صوتا مع القرار مقابل 3 ضد وامتناع 6 عن التصويت وكان لافتا وجود بعض المفارقات والمفاجآت في العملية
خلافا لعملية التصويت حول القدس القديمة في شهر ايار- ماي الماضي فان التصويت بالنسبة للخليل جاء سريا الا ان مصادر دبلوماسية كشفت ان دولا اوربية ساندت الموقف الاسرائيلي سواء بالمعارضة او بالامتناع
وتشير المصادر الى ان التصويت الخاص حول اعتبار الخليل من التراث العالمي لم يخلو من المفاجآت حيث صوتت دول عرب الى جانب الحق الفلسطيني بـ الخطأ فيما وقفت اكرانيا كعادتها الى جانب الموقف الاسرائيلي وهو تحول كبير في التوجه السياسي لهذا البلد منذ الانقلاب المدعوم من الصهيونية واميركا في العام 2013 .
تقف اكرانيا حاليا بشكل واضح الى جانب اسرائيل في تحول حاد في الموقف والاتجاه علما ان موقفها قبل 2013 كان يتسم بالتوازن والموضوعية، وتقف على مسافة واحدة من كلا الطرفين خلافا للدعم الاعمى الذي تقوم به حاليا والذي سحب بساط المصداقية من تحت اقدام الدبلوماسية الاكرانية الداعمة للمارسات اللاانسانية واللا اخلاقية لاسرائيل في الاراضي المحتلة.
وليست المرة الاولى التي تقف اكرانيا الى جانب الغطرسة الاسرائيلية حيث عارضت الى جانب دول اوربية اعتبار القدس القديمة للفلسطينيين في نفس المكان قبل شهرين رغم ان القرارات الدولية الخاصة بعملية السلام تؤكد ان القدس الشرقية محتلة.
الملفت ايضا ان الدول الاوربية التي تتراكض من اجل طرح مبادرات السلام والتدخل في شؤون المنطقة واقامة التسوية العادلة وفق القرارات الدولية، قد دعمت الموقف الاسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني بشكل منحاز وسافر ومتعارض مع القرارات الاممية والتي وافقت تلك الدول عليها وربما ساهمت في صياغتها في مجلس الامن.
في الواقع كانت جميع الدول الاوربية تقف الى جانب اسرائيل وتدعمها بشكل مطلق وصريح بحجة ان اي قرار سيدمر عملية السلام فيما تتغاضى عن الاستيطان والحصار والتجويع والقتل الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين
في التصويت على اعتبار القدس القديمة فلسطينية أيدت القرار: سبع دول عربية، ايران، ماليزيا، موريسيوم، نيجيريا، السنغال،جنوب افريقيا، بنغلادش، باكستان، فيتنام، السويد، روسيا، الصين، البرازيل، نيكرغوا، وتشاد. أما الدول التي عارضت القرار فكانت : الولايات المتحدة، إيطاليا، بريطانيا، هولندا، ليطا، اليونان، البارغواي، أكرانيا، طوغو وألمانيا.
وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) البلدة القديمة في الخليل "منطقة محمية" بصفتها موقعا "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية"، وذلك في أعقاب تصويت سري أثار جدلا إسرائيليا فلسطينيا جديدا في المنظمة الدولية.
وتم التصويت في اليونسكو بأغلبية 12 صوتا مقابل ثلاثة وامتناع ستة عن التصويت، على إدراج مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، التي يعيش فيها مئتا ألف فلسطيني مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين على لائحة التراث العالمي.
ويعيش في الخليل مئتا ألف فلسطيني مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين، المقيمين في قطاع يحميه جنود.
ويعتبر الفلسطينيون أن الموقع مهدد بسبب الازدياد "المقلق" للتخريب الذي يطاول ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة ويتهمون المستوطنين الإسرائيليين به.
واحتلت إسرائيل الخليل بعد حرب عام 1967. ورضخت الحكومة الإسرائيلية بعد سنوات من احتلالها لمطالب المستوطنين وسمحت بتواجدهم وإقامتهم في المدينة وسط الفلسطينيين. وانتشرت البؤر الاستيطانية داخل الخليل، وتزايدت المستوطنات حول المدن الفلسطينية الأخرى.
وتندلع مواجهات عنيفة بشكل متكرر في المدينة. ويتذكر الجميع المجزرة التي ارتكبها المستوطن الإسرائيلي الأمريكي باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي في المدينة عام 1994 وقتل خلالها 29 فلسطينيا .
وتم تقسيم الحرم الذي يتضمن بعدا رمزيا قوميا ودينيا في النزاع إلى قسمين: واحد للمسلمين وآخر لليهود بعد المجزرة.
وتُعد مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي مازالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000عام. وهي مدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلامية بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، يعتبر الحرم الإبراهيمي الشريف من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة والذي منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصدًا دينيا للمؤمنين والرحالة العرب والأجانب الذين أفاضوا في الحديث عنها وعن معالمها الدينية والحضارية وتقف المدينة التاريخية بهندستها المعمارية، المملوكية والعثمانية، والتي تم الحفاظ عليها وصيانتها، شاهدًا على حيوية المدينة وتعدديتها الثقافية على مر العصور.