استمرت اصوات الانفجارات والاشتباكات في الخرطوم رغم دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ رسميا مساء الاثنين، ما اثار مخاوف من انهيار هذا الاتفاق كما حصل ما سابقاته التي تم انتهاكها تباعا.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة عند الساعة 21:45 بالتوقيت المحلي ولمدة اسبوع.
ويهدف الاتفاق على تسهيل توصيل المساعدات وخروج المدنيين من منازلهم بعد اكثر من شهر من القتال الذي تسبب في مقتل اكثر من الف شخص وتشريد 1.1 مليونا اخرين من ديارهم، من بينهم ربع مليون فروا إلى الدول المجاورة.
وقال شهود في الخرطوم وجنوبها ان اصوات غارات جوية واشتباكات عنيفة كانت لا تزال تسمع بعد الموعد المحدد للهدنة.
واستبق الجيش السوداني سريان الهدنة مع قوات الدعم السريع بغارات استهدفت مواقع الاخيرة في الخرطوم بهدف تحقيق مكاسب قبل ساعات من بدء وقف اطلاق النار بموجب الاتفاق الموقع بينهما في جدة بالسعودية.
وتحدث سكان عن ضربات جوية للجيش طالت مواقع للدعم السريع في مدن ولاية الخرطوم الثلاثة وهي الخرطوم وأم درمان وبحري، كما سجلت اشتباكات في وسط الخرطوم.
وكان الجيش شن غارات مساء الأحد، استهدفت مركبات وحدات متنقلة تابعة لقوات الدعم السريع ضمن مناطق ماهولة في الخرطوم بحسب ما افاد شهود.
التحول الديمقراطي
وحتى الان، لم يحقق الجيش نجاجا كبيرا في مساعيه للسيطرة على مواقع استراتيجية واحياء ومبان مدنية استولت عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم عند اندلاع الصراع بين الطرفين في 15 نيسان/أبريل.
وتبادل الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحليفه السابق وخصمه الحالي محمد حمدان دقلو حميدتي الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ في الصراع بينهما.
وتفجرت الاشتباكات بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير عام 2019..
وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية، وذلك بسبب خلافات حول بند اساسي في اتفاق السلام يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
واتهم دقلو في تسجيل صوتي الاثنين نظام البشير و"قادة الانقلاب" في اشارة الى البرهان والجيش "بالتخطيط لقطع الطريق أمام التحول الديموقراطي" في السودان، علما انه كان قد نفذ الانقلاب على المدنيين بمعية البرهان.

والجمعة، أعلن البرهان أنه أصدر مرسوما بتعيين زعيم المتمردين السابق مالك عقار نائبا له في مجلس السيادة الذي يعد اعلى سلطة سياسية في البلاد، وذلك بدلا من دقلو قائد قوات الدعم السريع الذي امر باعفائه من المنصب.
وتعهد عقار في اول تصريح له عقب توليه المنصب بالعمل من اجل التوصل الى وقف إطلاق نار دائم وانهاء الحرب توطئة لاستعادة الحياة بشكل طبيعي للسودانيين.
- هل تصمد الهدنة؟-
لعل ما يعزز الامل بصمود الهدنة المرتقبة هو انه تم الاتفاق على الية لمراقبتها يشارك فيها الجيش قوات الدعم السريع اضافة الى ممثلين سعوديين واميركيين.
يشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.
ودعا دقلو في التسجيل الذي نشره الاثنين أهالي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور الى وقف فوري للقتال بينهم.
وفيما رحبت الامم المتحدة باتفاق وقف اطلاق النار، لكنها حذرت الاثنين، من وجود بوادر تنذر بتحول الصراع الدائر منذ اكثر من شهر في السودان الى حرب عرقية طاحنة تمتد تداعياها الى دول المنطقة.
وجاء التحذير المثير للقلق خلال افادة قدمها مبعوث الأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس الى مجلس الأمن الدولي.
وقال بيرتس في الافادة ان الطابع العرقي للصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع اخذ في التنامي، ما ينذر باغراق السودان في حرب طويلة تمتد تداعياتها الى دول الجوار.
واوضح ان المعارك في عدد من مناطق السودان احيت التوترات ضمن المجتمعات وخلقت صراعات بين بعض المجموعات العرقية، في وقت تم رصد تعبئة قبلية خصوصا في جنوب كردفان.
وأعرب عن صدمته من الأنباء التي تتحدث عن حالات اغتصاب في الخرطوم واقليم دارفور.