هزت سلسلة انفجارات مساء الثلاثاء، منطقة تتمركز فيها القوات الاثيوبية في شمال العاصمة الصومالية مقديشو، فيما توعدت جماعة اسلامية محلية بالقتال ضد قوة حفظ سلام يلاقي زعماء أفارقة صعوبات في جمعها للعمل في هذا البلد الغارق في الفوضى.
وقال مصدر أمني حكومي "وقعت بعض الانفجارات. لا أحد يعرف من المسؤول عن الهجوم لكنني اشتبه في ان المتطرفين هاجموا الاثيوبيين."
ولم ترد على الفور معلومات عن وقوع خسائر في الارواح بعد الانفجارات.
وقال عبدي جامع وهو احد سكان مقديشو في سوق للماشية بالقرب من المنطقة التي وقع فيها الهجوم "الانفجار يبدو انه قذيفة صاروخية. سمعت ايضا اصوات بنادق كلاشنيكوف."
وشن مسلحون هجمات في الايام القليلة الماضية على القوات الحكومية والاثيوبية التي طردت الاسلاميين من العاصمة الصومالية في بداية العام بعد ان حكموا الجانب الاكبر من جنوب الصومال على مدى ستة اشهر.
ووقع احدث هجوم بالقرب من دارمولي حيث اطلق مسلحون قذائف المورتر على معسكر للاثيوبيين في مطلع الاسبوع.
القوة الافريقية
وفي وقت سابق الثلاثاء، هددت جماعة اسلامية صومالية الثلاثاء بالقتال ضد أي قوة لحفظ السلام ترسل الى بلادها بينما يلاقي زعماء أفارقة صعوبات في جمع قوة دولية للعمل في الدولة الغارقة في الفوضى بالقرن الافريقي.
وحول الاتحاد الاوروبي مبلغ 15 مليون يورو (19 مليون دولار) لتمويل عمليات حفظ السلام لكن الزعماء في قمة الاتحاد الافريقي لا يزالون يسعون لجمع أربعة آلاف جندي يحتاجونهم لكي تصل القوة المقترحة الى المستوى المطلوب.
ويعتقد ان هناك حاجة لما يصل الى ثمانية آلاف جندي لملء الفراغ عندما تنسحب القوات الاثيوبية بعد ان ساندت الحكومة في حرب سريعة هزم فيها الاسلاميون الذين كانوا يديرون قطاعا كبيرا من البلاد خلال الشهور الستة الماضية.
وقال الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي امام القمة "ان الفوضى ستعم الصومال اذا لم تنتشر القوات الافريقية سريعا".
وقال أعضاء الوفود في القمة باديس ابابا ان غانا والجزائر وتنزانيا وزامبيا تدرس الدفع بقوات لكن التعهدات النهائية لن تقدم في الاجتماع. وحتى الان وعدت اوغندا ونيجيريا ومالاوي بتقديم جنود.
وفي الوقت الذي كان فيه الزعماء الافريقيون يناقشون القوة نشر موقع اسلامي صومالي على شبكة الانترنت رسالة يوم الثلاثاء يبدو انها من حركة تمرد جديدة اوضحت فيها المخاطر التي تنتظر اي قوة لحفظ السلام.
وقالت حركة المقاومة الشعبية ان الصومال ليس بالمكان الذي يمكنهم ان يأتوا اليه لكسب رواتبهم وانما هو مكان يمكن ان يموتوا فيه.
وقالت ان الرواتب التي يأتون بحثا عنها في الصومال سيستخدم في نقل نعوشهم الى بلادهم.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز "لا اعتقد ان مثل هذه الحركة موجودة على ارض الواقع. لا بد انهم من مدمني احلام اليقظة. الاسلاميون سحقوا تماما. ولا يمكنهم العودة الى الظهور مرة اخرى."
وحث البيان الصومالييين على مقاومة الجنود الاثيوبيين الموجودين حاليا داخل الدولة الواقعة بالقرن الافريقي و"الصوماليين الاذلاء" الموالين للحكومة.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية جينداي فريزر ان البيان يستهدف "محاولة تخويف الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي حتى لا يساعدان شعب الصومال".
وقالت للصحفيين في اديس ابابا "من الواضح ان هؤلاء المتطرفين لا يعبرون عن ارادة الشعب الصومالي".
ولم يتسن التحقق من وجود حركة المقاومة الشعبية. لكن البيان أعاد الى الذاكرة الجهود الفاشلة التي بذلت لتهدئة الصومال بعد سقوط الدكتاتور محمد سياد بري في عام 1991.
وغادرت القوات الاميركية بطريقة مخزية بعد مقتل 18 من جنودها وسحب جثثهم في شوارع مقديشو في حادث صور فيما بعد في فيلم "سقوط البلاك هوك".
ومنذ هزيمة الاسلاميين تفرقت صفوفهم في جنوب الصومال لكنهم توعدوا بشن حرب عصابات طويلة الامد ووقعت موجة من الضربات منخفضة الحدة على غرار اعمال التمرد المسلح ضد أهداف اثيوبية وحكومية في الأسابيع الأخيرة.
وقال لويس ميشيل مسؤول المساعدات الاوروبية ان حكومة الصومال المؤقتة وافقت على عقد مؤتمر موسع للمصالحة لزعماء العشائر ورجال الدين والجماعات السياسية لمناقشة مستقبل البلاد.
ودعت اوروبا والولايات المتحدة واثيوبيا الرئيس عبد الله يوسف للانخراط في حوار مع اكبر عدد ممكن من الفصائل لا سيما الاسلاميين المعتدلين والعشائر القوية من اجل اعادة الاستقرار.
وقال يوسف "اي شخص يريد السلام هو مواطن عندنا ونحن مستعدون للتعاون."
وحث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الحكومة على العمل مع الجماعات الاخرى وتفادي الرغبة في الثأر والاحساس المفرط بالانتصار.
ويخشى محللون ان يعود الصومال بسرعة الى هاوية الفوضى التي سادت على مدى 15 عاما اذا لم تحل قوة محل الجنود الاثيوبيين.
وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي لرويترز قبل يومين ان ثلث قواته ينسحب حاليا من الصومال وانه يريد خروج باقي القوات خلال أسابيع.
وفي بلدة بيدوة بوسط الصومال دعا رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي الى تطبيق حالة الطواريء التي وافق عليها البرلمان مؤخرا.
وقال ان المشرعين يتنقلون حول بيدوة في عربات قتالية مدججة بالسلاح بما يتناقض مع القانون الذي يمنع امتلاك الاسلحة.