انشقاق في المعارضة السورية وكلينتون تحذر من تسليحها

تاريخ النشر: 27 فبراير 2012 - 07:48 GMT
انشقاق في المعارضة السورية
انشقاق في المعارضة السورية

شكل اعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري منظمة منشقة يوم الاحد ليكشفوا بذلك اخطر شقاق في صفوف المعارضين للرئيس السوري بشار الاسد منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكمه القمعي في مارس اذار.

واعلن 20 شخصا على الاقل من الاعضاء العلمانيين والاسلاميين في المجلس المؤلف من 270 عضوا والذي انشيء في اسطنبول العام الماضي تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري. ويرأس المجموعة الجديدة هيثم المالح وهو محام وقاض سابق قاوم حكم عائلة الاسد منذ بدايته في عام 1970 .

وانضم اليه كمال اللبواني وهو زعيم للمعارضة سجن ست سنوات وافرج عنه في ديسمبر كانون الاول ومحامية حقوق الانسان كاترين التللي والمعارض فواز تللو الذي له صلة بالجيش السوري الحر ووليد البني الذي كان من بين اكثر الشخصيات جرأة في المجلس المسؤول عن السياسة الخارجية. وقال بيان للمجموعة "لقد مضت أشهر طويلة وصعبة على سوريا منذ تشكيل المجلس الوطني السوري .. دون نتائج مرضية ودون تمكنه من تفعيل مكاتبه التنفيذية أو تبني مطالب الثوار في الداخل .

" وقد بات واضحا لنا أن طريقة العمل السابقة غير مجدية لذلك قررنا أن نشكل مجموعة عمل وطني تهدف لتعزيز الجهد الوطني المتكامل الهادف لا سقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة بما في ها دعم الجيش الحر الذي يقع عليه العبء الاكبر في هذه المرحلة."

وصدر هذا البيان في تونس حيث كان اعضاء المجلس الوطني السوري يحضرون مؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي شاركت فيه 50 دولة الاسبوع الماضي في محاولة لدفع الاسد لانهاء القمع العسكري.

ويتعرض المجلس الوطني السوري لضغوط متزايدة من داخل سوريا بسبب عدم دعمه صراحة المقاومة المسلحة ضد الاسد والتي يقودها الجيش السوري الحر.

وارسل الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية دبابات الى شتى انحاء سوريا لسحق الانتفاضة. ودفع الهجوم المستمر على مدينة حمص بوسط سوريا المجلس نحو الدعوة بشكل اقوى للتدخل الدولي

كلينتون: السلاح تستفيد منه القاعدة وحماس

حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن تسليح المعارضة السورية يمكن أن يساعد تنظيم القاعدة وحركة حماس، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها تشعر "بالتعاطف الشديد" مع الدعوات إلى التحرك لوقف حملة القمع التي يقول نشطاء إنها أودت بحياة 7600 شخص.

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة CBS News الأميركية أثناء زيارتها للمغرب "إننا لا نعلم في الحقيقة من هي الجهة التي نسلحها" في سورية، مشيرة إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أعرب عن دعمه للمسلحين السوريين.

وتساءلت الوزيرة الأميركية قائلة "هل نحن ندعم القاعدة في سورية؟ .. حماس تدعم المعارضة الآن. هل نحن ندعم حماس في سورية؟".

وكان كبار قادة القاعدة وحماس قد أعربوا عن دعمهم للمسلحين السوريين الذي يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وعن حملة القمع التي تنفذها القوات الموالية للأسد والتي أودت بحياة الآلاف، قالت كلينتون "أحيانا الإطاحة بالأنظمة الوحشية يستغرق وقتا ويكلف الأرواح، ويا ليت الحال كان غير ذلك" في سوريا.

وتابعت قائلة إن "هذه ليست ليبيا التي كان لنا فيها قاعدة عمليات في بنغازي، والتي كان فيها أشخاص يمثلون المعارضة بأكملها"، في إشارة إلى الثورة المسلحة ضد نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي أدت إلى الإطاحة به ومقتله بعد تدخل عسكري دولي. وأشارت إلى أن عددا من المسؤولين الأميركيين التقوا عددا من قادة المجلس الوطني السوري المعارض، لكنها لفتت إلى أن هؤلاء القادة "ليسوا داخل سورية".

وحول صعوبة التدخل العسكري في سورية، قالت كلينتون إنه "لا يمكنك إحضار دبابات إلى حدود تركيا ولبنان والأردن. لن يحدث ذلك". وتوقعت كلينتون أن "تتمكن بعض الجماعات من إيجاد طرق لتهريب أسلحة رشاشة إلى داخل سورية، ولكن من الصعب إيصال الأسلحة بشكل فعال إلى الجبهات التي يقاتل فيها المسلحون".

وتساءلت الوزيرة الأميركية عن موقف هؤلاء الذين لم يثوروا ضد نظام الأسد قائلة "ماذا عن الناس في دمشق، ماذا عن الناس في حلب؟ ألا يعلمون أن أشقاءهم من السوريين والسوريات والأطفال يذبحون على يد حكومتهم؟ ما الذي سيفعلونه حيال ذلك؟ متى سيبدأون التحرك ضد هذا النظام غير الشرعي؟".

وفيما تدعو الولايات المتحدة والقوى الغربية الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، قالت كلينتون إن الأسد "لديه أصدقاء أقوياء للغاية" مشيرة بالتحديد إلى "روسيا والصين وإيران المصرة على إبقاء الأسد لأنه يشتري أسلحتها ويبيعها النفط".

واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) مرتين في أكتوبر/تشرين الأول وفبراير/شباط لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار يدين النظام السوري.

ضحايا

أعلن نشطاء معارضون يوم الاثنين ان ثلاثة شبان قتلوا بالرصاص في دمشق عندما أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية على مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في واحدة من أكثر المناطق المفروض عليها حراسة في العاصمة السورية.

وأضافوا ان الثلاثة قتلوا خلال احتجاجين وقعا ليل الأحد في حي كفر سوسة حيث تقع عدة مقار للشرطة السرية والمخابرات بعد اجراء استفتاء على دستور جديد شهد مقاطعة على نطاق واسع في المنطقة.

وقال بيان للنشطاء في المنطقة ان"الاحتجاجات كانت ضد مهزلة الاستفتاء الذي حاول النظام فرضه على الشعب السوري." وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة شبان أصيبوا بجروح خطيرة أيضا في الهجمات.

واضاف عبد الرحمن من المنفى في بريطانيا ان "المظاهرات انتشرت في دمشق وفي حلب والنظام يستخدم كل الوسائل المتاحة لسحقها." ولم يصدر تعليق من السلطات السورية التي تفرض قيودا شديدة على دخول وسائل الاعلام الى سوريا.

قال نشطاء من المعارضة السورية ان القوات الحكومية نفذت قصفا مدفعيا وصاروخيا كثيفا يوم الاثنين لأحياء يقطنها السُنة في حمص حيث يتحصن معارضون خلال أسابيع من القصف.

وقال النشط محمد الحمصي لرويترز متحدثا من حمص ان القصف العنيف بدأ على الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة فجرا. وأضاف أن الجيش يطلق النيران من الطرق الرئيسية على الأزقة والشوارع الجانبية. وتابع أن تقارير أولية تشير الى سقوط قتيلين على الاقل في منطقة السوق