الخرطوم - الوطن - عامر محمد أحمد
تأتي الانتخابات السودانية في ظل تجاذبات سياسية داخلية ومطالبات خارجية. انتخابات يرى مراقبون انها خالية من التنافس إلا من دوائر جغرافية وقوائم نسبية وخالية من الشخصيات المعروفة سياسياً خصوصاً في انتخابات الرئاسة اذ لا يعرف كثير من الناخبين سوى الرئيس الحالي للسودان عمر حسن البشير والوزير في نظام الرئيس الراحل جعفر النميري الدكتورة فاطمة عبدالمحمود.
في السطور التالية ترصد الوطن، رؤية عدد من السياسيين السودانيين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والولائية، التي يختتم التصويت فيها اليوم.
يقول د. ربيع عبدالعاطي – القيادي بالمؤتمر الوطني والخبير السياسي: لـ «الوطن» ان حديث المعارضة حول العزلة حديث لا صحة له وغير حقيقي, وان العبرة بالعدد الذي تم تسجيله للمشاركة في الانتخابات والعدد الذي سيشارك عقب انتهاء العملية الانتخابية, واضاف عبدالعاطي ان الصناديق هي الفيصل وان الحق ابلج والباطل لجلج» .ورفض د. ربيع عبدالعاطي بشدة وضع الحوار في مقابل الانتخابات واشار الى ان الانتخابات حق دستوري اذا كنا نحتكم لدولة القانون وان الحوار الوطني لمعالجة كثير من القضايا العالقة والوصول الى قواسم مشتركة لكيفية الاتفاق حول هذه القضايا من اجل انهاء الصراعات يمثل أولوية يجب ترجيح كفة اخراجها من الصراع الحزبي الى مباديء عامة يجب الاتفاق حولها لمصلحة الوطن, وحول ما رشح عن تكوين حكومة قومية عقب الانتخابات اكد د. ربيع عبدالعاطي ان الصناديق هي الفيصل وان اي حديث قبل اعلان النتيجة النهائية سابق لأوانه.
في ما يرى الاستاذ محمد علي جادين – رئيس حزب البعث السوداني وأحد أبرز قادة تجمع قوى الاجماع الوطني ان هذه الانتخابات معزولة جماهيرياً وسياسياً بمقاطعة القوى السياسية وتأتي في بيئة وظروف وتوجهات غير ديمقراطية. مشيرا الى انها لن تأتي بجديد سوى تأكيد الأمر الواقع لا غير. من جانبه يقول ألاستاذ الجامعي والخبير الاستراتيجي د. الحاج حمد «
بعيداً عن التطرف وبمهنية فان النظام الاحادي الحاكم من حقه اجراء انتخابات تخصه دون ان يحاول اقناعنا بأنها نزيهة وشفافة. مضيفا ان النسبية هي المعيار لقراءة الانتخابات وهذه النسبية ايضاً تحكمها معيارية اخرى ترتبط بانتخابات الأنظمة الشمولية في المنطقة. واوضح الحاج حمد ان صراع الكتل داخل المؤتمر الوطني وفرز الكتلة الغالبة يرتبط بهذه الانتخابات ونتائجها وكذلك التحالفات مع قوى سياسية أخرى تسعى اغلبها الى قيام حوار وطني شامل يفضي الى حل ناجع لأزمات السودان.
من جانيه يقول صديق المجتبى – القيادي بالحركة الاسلامية السودانية ووزير الدولة السابق للثقافة، «أهمية الانتخابات دائماً تنبع من المشاركة الجماهيرية وقياسها يرتبط بنهاية الانتخابات وهي استحقاق دستوري واجب, ومتفق عليه دستورياً من قبل المعارضة التي أجازت دستور 2005م وهذه العملية الانتخابية الثانية والأولى كانت العام 2010م واشتركت فيها كل القوى السياسية وكذلك قانون الانتخابات وتكوين المفوضية وممثليها كل هذه العملية الدستورية كانت بموافقة القوى السياسية المعارضة حالياً والمنتمية للتجمع الديمقراطي, وممثلة في برلمان 2005م واضاف المجتبى ان هناك صراعات داخل المعارضة حول الانتخابات, فطرف المعارضة ويحمل السلاح يسعى من اجل اسقاط النظام واشاعة الفوضى باستهداف المدن وخلق فراغ أمني عريض يتسلق من خلاله للسلطة ويسعى لتطبيق اجندته وطرف يسعى لتعطيل الانتخابات لصالح تفاوضه مع الحكومة بدعم غير مباشر أو مباشر سياسياً من الطرف الأول وهناك طرف ثالث يسعى لتسوية سياسية وهو منخرط في الحوار الوطني ولا تمثل له الانتخابات كاستحقاق دستوري هاجساً ويسعى للحوار الحقيقي, وأوضح القيادي بالحركة الاسلامية السودانية المجتبى ان الفوضى في المنطقة تحتم الحوار المبني على أسس حقيقية وان محاولة فرض اجندة بالقوة المسلحة لا مستقبل له, والنماذج التي نراها في «اليمن» من محاولة اقلية فرض اجندتها على الاغلبية غير قابلة للتطبيق لذلك فان طرح المعارضة يجب ان ينظر الى المستقبل وطرح مشروعات تساهم في التنمية والوعي العام بأن لا مصلحة للكل في اسقاط نظام شرعي يحتكم لصناديق الاقتراع واوضح الاستاذ المجتبى ان الحزب الحاكم في السودان لا يساوم على انه صاحب الاغلبية وان الوصول الى قواسم مشتركة مع المعارضة قابلة للتطبيق شرط الاحتكام الى القانون وعدم القفز على المراحل وان تصدق النوايا في ان بديل الشرعية والدستور هو الفوضى..!
اقرأ أيضا:
تمديد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في السودان
السودان يحتج على تصريحات مسؤولة اوربية بشأن الانتخابات