بعد 35 عاما من حظر بيع الاسلحة لـ قبرص، رفع الرئيس الاميركي جو بايدن العقوبات عن هذا البلد، فقد سنت اميركا حظر الأسلحة المفروض على قبرص عام 1987 بحجة عدم تزويد دوله في حاله حرب بالسلاح، حيث كان النزاع قد اندلع بين قبرص وتركيا واليونان، ادعت واشنطن ان هدفها كان لافساح المجال للحلول الدبلوماسية ومنع تراكم الاسلحة في الجزيرة المتوسطية.
اللجوء للاسلحة الروسية
بعد قرر الحظر، ومنع قبرص من الدفاع عن نفسها في ظل تدفق الاسلحة من تركيا الى الجزء القبرصي الذي تسيطر عليه، ولا يعترف به احدا سواها، وبينما امتنعت الولايات المتحدة عن تامين الحماية لقبرص اليونانية في صد الهجمات التركية، لجات الاخيرة الى شراء الاسلحة الروسية، ونجحت في الحفاظ على استقرار وحماية ما تبقى من اراضيها تحت سيادتها
اميركا: شفافية قبرص وراء رفع العقوبات
الاعلان الاميركي الذي تحدث بثناء عن الدولة القبرصية اشار الى ان اسباب رفع العقوبات نتيجة "التقدم الذي أحرزته نيقوسيا فيما يتعلق بالإصلاحات المالية ، بالاضافة الى ان قبرص استوفت الشروط اللازمة بموجب التشريعات ذات الصلة للسماح بالموافقة على الصادرات وإعادة التصدير وتم تحويل المواد الدفاعية إلى جمهورية قبرص للسنة المالية 2023
المهم لدى الولايات المتحدة ان قبرص رفضت مكالمات الموانئ البحرية الروسية، وهذا اهم سبب لدى ادارة بايدن والولايات المتحدة الاميركية يدفعها لرفع العقوبات عن نيقوسيا.
وفق صحيفة نيويورك تايمز فان قبرص ابدت "التعاون فيما يتعلق بتعزيز لوائح مكافحة غسل الأموال والرقابة التنظيمية المالية واتخاذ خطوات "لمنع السفن العسكرية الروسية من الوصول إلى الموانئ للتزود بالوقود وتقديم الخدمات".
الهدف الاميركي لرفع العقوبات عن قبرص
خلال الاشهر الاخيرة توددت الولايات المتحدة الى اليونان، وبالطبع تابعيتها قرص، في ظل الحرب العالمية التي بدات ملامحها تتضح بين اميركا وروسيا، وفيما كانت القارة الاوربية ودوله الغنية تستاء من ضخ السلاح والمليارات الى نظام فلاديمير زيلينسكي، وما تلاحظه اجهزة استخباراتها من فساد في الجيش والطبقة السياسية الاوكرانية، في الوقت الذي تحتاج القارة العجوز الى الاموال الاضافية من اجل تامين الطاقة بالاسعار المرتفعة الجديدة لشعبها، حيث ان الغاز الروسي الذي ان يصلها يعد الاقل كلفة وسعرا في العالم، هنا اضطرت الولايات المتحدة وفي سياق البحث عن مصالحها الى رفع الحظر عن قبرص، ليس برفع الحظر فقطـ بل بتقديم عرض سخي يتمثل في بيعها اسلحة جديدة ومتطورة من صنع اميركا ودول الناتو، وفي الحقيقة والواقع فان الامر لا يرتبط بما ساقته واشنطن من ثناءات واطراءات بشان التقدم والتطور في هذه الجزيرة.
اغراءات اميركية لقبرص
على مدار الاسابيع القليلة الماضية، كثفت الوفود الامنية والعسكرية والسياسية الاميركية زيارتها الى قبرص وقدمت المساعدات العسكرية والامنية والسياسية ووعدت باضعافها مقابل شرط واحد، ووحيد، يتمثل في موافقه نيقوسيا على ارسال الاسلحة الروسية التي اشترتها ابان الحظرالاميركي الى الجيش الاوكراني مقابل تعويضها باسلحة دفاعية حديثة ومتطورة، من الولايات المتحدة، بالطبع التعويض لن يكون مجانا بل مقابل اموال تقدمها قبرص لاميركا.
واشندن اكدت ان المعدات العسكرية الجديدة "لها نفس القوة والقدرات"
خلاف وانقسام في الشارع السياسي القبرصي
نيقوسيا لم تعلن عن موافقتها بعد وتنقل صحيفة قبرص ميل عن المتحدث باسم الإدارة القبرصية اليونانية ماريوس بيليكانوس إن الأسلحة سترسل بشرط تجديد مخزونها العسكري، وانه "لم يتم إجراء أي اقتراح ملموس أو مشاورات حتى الآن"
الا ان حزب AKEL الشيوعي الشريك في الحكومة رفض تلك الصفقة واعتبرها فخ اميركي لبلاده، وقال المتحدث باسم الحزب جورجيوس كوكوماس "إنهم يعارضون إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا" وإن التدخل المباشر في الحرب سيكون له عواقب، واعتبر ان ما تقوم به الولايات المتحدة واوربا ما هو الا تأجيج للحرب ، واستبعاد نهائي للحلول الدبلوماسية "يرقى إلى إضافة الوقود إلى وقال "نار الحرب التي تتخذ الآن اتجاهات مروعة للبشرية".
عرض اميركي محفوف بالمخاطر لـ قبرص
من المؤكد انه وفي حال اقدام قبرص على تنفيذ الاوامر الاميكية، فان علاقاتها مع موسكو ستتوتر، وسيتم اضافتها الى حلف الاعداء لروسيا، وتخرج من قائمة الاصدقاء الذين تزودهم روسيا بالخبرات غير المشروطة عسكريا وامنيا، بالاضافة الى انها لن تتلق تفضيلات اقتصادية لدى الروس
بالنسبة لتركيا فان السلاح الجديد في قبرص سيعرضها وقواتها للخطر، وهي في حالة حرب شبه ساكنه مع قبرص واليونان، كما سيعرض الشطر التركي لقبرص لمخاطر جمه وتهديدات كبيرة.
قلق قبرصي من مصداقية الولايات المتحدة
ييقن السياسي القبرصي ان رفع العقوبات الاميركية عن بلاده بعيدة كل البعد عن المصالح الداخلية لنيقوسيا وشعبها، ويصب في المصالح الاميركية بالدرجة الاولى، وفي حال قدمت قبرص اسلحتها الى اوكرانيا وافرغت مخازنها، فانها ستتعرى امام الخطر التركي الى حين وصول الاسلحة الجديدة، وستبقى قبرص من دون سلاح في حال فرضت المصالح الاميركية عدم بيعها السلاح الموعود، فتكون لقمة سائغة في فم الجيش التركي
اسلحة القوات القبرصية
وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والتوازن العسكري 2021 فان قبرص اليونانية تمتلك:
أسلحة خفيفة متوافقة مع تلك الموجودة في القوات المسلحة الأوكرانية.
82 دبابة T-80U
43 مركبة قتال مشاة من طراز BMP-3
11 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-35P
6 أنظمة دفاع جوي Tor-M1
4 أنظمة دفاع جوي من طراز Buk-M1-2
4 قاذفات صواريخ متعددة من طراز BM-21.
كل هذه الأنظمة إما تعمل حاليًا أو لديها متغيرات قريبة يديرها الجيش الأوكراني.