اميركا تحول الركبان الى قاعدة عسكرية

تاريخ النشر: 03 يونيو 2019 - 02:19 GMT
اعلن الرئيس دونالد ترامب القضاء على داعش والانسحاب الاميركي من سورية، الا انه ظل يماطل واخترع مبررات واسبابا للبقاء
اعلن الرئيس دونالد ترامب القضاء على داعش والانسحاب الاميركي من سورية، الا انه ظل يماطل واخترع مبررات واسبابا للبقاء

يعد مخيم الركبان واحدا من الجروح المازفة في الجسد السوري، فهو زيادة على افتقاره لادنى متطلبات الحياة، وانتشار الامراض المعدية والساريه فيه، فقد بات ممنوع على سكانه الخروج منه، واللجوء الى مناطق اكثر امنا وآمانا وفق ما تقتضيه المصلحة الاميركية.

أنشئ مخيم الركبان، عام 2014، في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية، للاجئين السوريين، على طول 7 كيلومترات، بين سوريا والأردن.

ويواجه آلاف المدنيين أوضاعا إنسانية صعبة بسبب نقص حاد بالمواد الغذائية وتكاد الخدمات الطبية الأساسية أن تكون معدومة، كما يفتقر المخيم للمياه النظيفة الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي والمقومات الأساسية للسكن، ومنذ فترة طويلة والهلال الأحمر يحاول إيصال المساعدات الإنسانية.

تحكم اميركي في المنطقة

اقدمت الولايات المتحدة اثناء تدخلها في سورية على اقامة قاعدة عسكرية في منطقة التنف، على المثلث الحدودي بين العراقي السوري الاردني، بحجة محاربه تنظيم داعش الارهابي، وظلت تتمدد في نفوذها بحجة الحرب على داعش ، سواءا بشكل مباشر، او من خلال دعم منظمات وفصائل مسلحة، الى ان ربطت المنطقة المذكورة بمناطق شرق الفرات حيث تسيطر على كامل الحدود العراقية السورية.

وقبل 3 اشهر تقريبا اعلن الرئيس دونالد ترامب القضاء على داعش والانسحاب الاميركي من سورية، الا انه ظل يماطل واخترع مبررات واسبابا للبقاء في هذا البلد بشكل غير شرعي، فيما تؤكد تقارير ان ثمة مصالح استراتيجية للاميركيين في المنطقة منها محاولة تفكيك والضغط على التواجد الايراني في سورية، وتشغيل ورقة داعش وفق المصالح الاميركية ، فيما تبقى مأساة الركبان والاهالي فيه حجة ومبرر اميركي مرتبط بالتواجد في سورية.

في المحصلة فان داعش قد انتهى، وخطر الارهاب زال، ولم يعد اي مبرر للتواجد الاميركي في سورية، خاصة وانه حل بصورة احتلال من دون طلب من الحكومة او قرار اممي او حاجة ملحة، حيث ان قوات النظام كانت تشن عمليات ضد التنظيم الارهابي ولم تكن بحاجة الى التواجد الاميركي الذي حمى في عدة محطات تحركات وعمليات داعش .

وفق التقارير فانه في الركبان حاليا مجموعات مسلحة تشرف على المخيم و وتمنع الاهالي من المغادرة، وبعضهم اضطر لدفع 1500 دولار للفصائل المدعومة اميركيا ليتمكن من الفرار، فيما تحدثت تقارير عن حملة تجنيد أمريكية في مخيم الركبان وتدريبات خاصة و600 دولار راتب المسلح شهريا. لتنفيذ المتطلبات والمصالح الاميركية وتمد اجل الازمة السورية، حيث ان بقاء الازمة مرتبط بالتواجد الاميركي وتمدده.

ولم يكن ضرر وجود الركبان ينعكس على الدولة السورية والاستقرار فحسب، بل ان الاردن تضرر ايضا من تفريخات المسلحين الذين تسللوا الى المخيم، حيث ارسلو سيارة مفخخة في 21 يونيو عام 2016؛ الأمر الذي أدّى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الأردنيين، ودفع البلاد إلى إغلاق حدودها واعتبارها منطقة عسكرية، وأعلنت عمان حينها أن "المخيّم بات مرتعاً لتنظيم الدولة".

مؤخرا تم فاح معبرين انسانيين للسماح لعودة قاطني المخيم الى ديارهم ومدنهم، الا ان الاميركيين منعو اي شخص من المغادرة كما اوقفوا المساعدات الاممية الانسانية التي كانت تتجه الى السكان.

الغاء واغلاق هذا المكان بات حاجة انسانية ملحة، هناك اكثر من 50 الف شخص غالبيتهم من النساء والاطفال تتم المتاجرة بهم وبحياتهم، ويفتقدون لادنى متطلبات الحياة، موجودين من دون قصد لحماية مصالح اميركا وترامب فقط