نشرت صحيفة "النهار" اللبنانية تقريرًا موسعًا عن انطلاق امتحانات الثانوية العامة الرسمية في لبنان، والمصير التربوي الذي ينتظر طلاب الجنوب.
وأوردت الصحيفة في تقريرها بعض الحالات التي تمثل جزءًا من المجتمع اللبناني في الجنوب الذي يعاني من "الحرب" والنزوح وغيرها.
وقالت الصحيفة أن الأيام الثلاثة التي تفصل طلّاب الشهادة الثانوية عن انطلاق امتحاناتهم الرسميّة، يعيش طلاب الجنوب في ظلها تخبّطاً وقلقاً حول مصيرهم التربويّ وهم أمام شبح حرب غير واضحة الأفق، ووسط تخوّف من توسّعها في أيّ لحظة.
وأضافت: "عام دراسيّ مضطرب في الجنوب ساده انقطاع عن التعليم في الأشهر الأولى من الحرب، في بعض القرى الحدوديّة، قُبيل اختيار الانتقال إلى التعليم "الأونلاين"، وسط ظروف نزوح قاهرة وقصف إسرائيليّ متواصل. فيما مدارس أخرى واظبت على تعليمها الحضوريّ، ولم تستسلم للحرب، وحاول طلّابها وكادرها التعليميّ والإداريّ التكيّف مع الظروف المستجدّة، و"التعوّد" نسبيّاً على أصوات الغارات وجدار الصوت اليومي".
وأوردت في تحقيق نشرته، صرخة عدد من طلّاب الشهادة الثانويّة في الجنوب، مِمّن جاهدوا لمتابعة تعليمهم رغم الخطر والأوضاع النفسيّة الصعبة، إلى وزارة التربيّة، كما نعرض ظروف تحضيرهم للامتحانات الرسميّة قُبيل انطلاقها نهاية الأسبوع.
هل مراكز الامتحانات آمنة؟
وتساءلت الصحيفة حول "الأمان" الذي يشكل الضغط الأساسيّ الذي يواجهه الطلّاب اليوم، وسط مخاوف يشكوها الطلّاب وذويهم من خطر التنقّل على الطرق وصولاً إلى مراكز الامتحانات.
الامتحانات تُراعي ظروف الجنوب
وأضافت الصحيفة أن التدابير لإنجاح الامتحانات الرسميّة اتُّخذت. صرخة طلّاب الجنوب على مدى الأسابيع الماضية لاقت تفاعلاً في أروقة وزارة التربية، بالرغم من إصرار الوزير عبّاس الحلبيّ على إجراء الامتحانات.
وقالت إن "الإنجاز الأهمّ تمثّل في إعادة تقليص المواد التعليميّة وإعادة العمل بالأسئلة الاختياريّة ضمن المادّة الواحدة، ممّا يمنح الطلّاب تكافؤاً بالفرص، ويضمن إجراء امتحانات رسميّة موحّدة للجميع وعدم "سلخ" الجنوب تربويّاً عن لبنان".
ليس الجنوب بأكمله منقطعاً عن التعليم كما كان شائعاً. 24 ثانوية حدوديّة مقفلة فقط موزّعة بين رسميّة وخاصّة اتّجهت للتعليم "الأونلاين"، وهي تضمّ 537 طالباً في الشهادة الرسميّة، فيما ثانويّات أخرى تابعت تعليمها حضوريّاً.
تكشف مصادر متابعة للملفّ التربويّ، لـ"النهار"، أنّ "أسئلة الامتحانات ستكون انطلاقاً من المنهاج الذي أكمله الطالب في مدارس الجنوب، كي لا يُظلَم مرّتين"، مؤكّدةً أنّ "التربية ستُراعي الفئة المتعلّمة عبر (الأونلاين) بعدما بدا متعثّراً".
ووسط الحديث عن ضمان الأمن في محيط مراكز الامتحانات، تؤكّد المصادر المتابعة للملفّ التربويّ أنّ "الحياة ليست معدومة في بعض بلدات الجنوب، وكان الطلّاب يتنقّلون من بيوتهم إلى مدارسهم يوميّاً خلال العام"، وسط تشديد على أنّ "مراكز الامتحانات ليست في القرى الحدوديّة الأكثر عرضة للقصف".
وككلّ عام، وكإجراء طبيعيّ، من المفترض أن تُنسّق وزارة التربية مع الجيش والأجهزة الأمنيّة لضمان حُسن سير العمليّة التربويّة، وسط تأكيدات أيضاً بأنّ "الحلبي يعلم شخصيّاً الواقع الجنوبيّ ويتابعه بشكل مباشر".
وإزاء هذا الواقع، تبقى العين على إنجاح تجربة الامتحانات في ظلّ ظروف قاسية وتحدّيات لتفادي التصعيد العسكريّ خلال أيّام إجراء الامتحانات الرسميّة، وفق ما يُمكن تسميته بـ"هدنة تربويّة".