النيجر: 10 قتلى وحرق 10 كنائس في الاحتجاجات على "شارلي إبيدو"

تاريخ النشر: 18 يناير 2015 - 03:35 GMT
البوابة
البوابة

قتل خمسة أشخاص في نيامي، نيامي عاصمة النيجر،السبت، خلال تظاهرات عنيفة احتجاجا على نشر اسبوعية "شارلي ابدو" الفرنسية الساخرة رسما كاريكاتوريا للنبي محمد.

 وذلك غداة مقتل خمسة أشخاص آخرين في زيندر، ثاني كبرى مدن النيجر، كما أعلن الرئيس محمدو ايسوفو.

وقال ايسوفو انه "في نيامي الحصيلة هي خمسة قتلى، جميعهم مدنيون وبينهم اربعة قتلوا في كنائس وحانات"، مضيفا انه تم ايضا العثور صباح السبت على "جثة متفحة داخل كنيسة" في زيندر، لتضاف الى القتلى الاربعة الذي سقطوا في المدينة الجمعة.

وكانت مصادر الشرطة قالت في وقت سابق ان ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا السبت في احتجاجات في نيامي ضد الرسوم .

وأضافت المصادر انه عثر على جثتين متفحمتين داخل كنيسة أحرقت على مشارف نيامي، بينما عثر على جثة امرأة في حانة.

واشارت المصادر الى انه يعتقد ان المرأة الضحية أصيبت باختناق من الدخان والغاز المسيل للدموع . 

كما أحرقت عشر كنائس السبت في نيامي على ايدي متظاهرين كانوا يحتجون على الرسم الكاريكاتورية للنبي محمد، في حين طلب من الفرنسيين البقاء في منازلهم في النيجر خوفا على سلامتهم.

واضافة الى العاصمة نيامي، توسعت التظاهرات لتشمل ايضا مدينة مارادي الواقعة بين نيامي والمدينة الثانية في البلاد زيندر التي شهدت تظاهرات الجمعة ادت الى مقتل اربعة اشخاص وإصابة 45 اخرين بجروح.

وافاد مصدر امني السبت ان 255 مسيحيا لجأوا الى ثكنة عسكرية في زيندر (جنوب) كما اختبأ نحو 70 شخصا في كنيسة انجيلية بحماية نحو مئة عنصر من الشرطة خوفا من اعمال الشغب، حسب ما افاد اثنان منهم وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلنت فرنسا "إدانتها للجوء الى العنف السبت في نيامي والبارحة في زيندر" كما اعلن وزير الخارجية لوران فابيوس في بيان حرص فيه على "الاعراب عن تضامنه مع سلطات النيجر".

وعاد الهدوء الى العاصمة نيامي مع ساعات المساء الاولى.

وبقيت سيارات الشرطة متمركزة أمام كاتدرائية العاصمة وأمام كنائس اخرى على الضفة اليسرى لنهر النيجر الذي يعبر العاصمة.

 

 

 

كما عاد الهدوء الى الضفة اليمني ايضا بعد ان كان المتظاهرون احرقوا كنيستين في هذه المنطقة.

ونتيجة هذا الفلتان اصدر نحو عشرين من العلماء المسلمين في البلاد نداء دعوا فيه السكان الى الهدوء.

وقال الداعية ياو سونا عبر التلفزيون الرسمي موجها كلامه الى المتظاهرين "لا تنسوا ان الاسلام لا يرضى بالعنف. ادعو الرجال والنساء الى الهدوء. ان الاسلام لا يقبل اعمال التخريب".

كما قال شيخ آخر "ادعو الشبان الذين يتحركون بدافع الحمية الاسلامية الى وقف اعمال العنف هذه التي تصيبنا جميعا".

واحصى مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في نيامي ثماني كنائس محروقة غالبيتها انجيلية وتقع على الضفة اليسرى لنهر النيجر.

وشوهد متظاهرون ينتقلون الى الضفة اليمنى للنهر، حيث توجد كنائس اخرى.

كما تم تخريب العديد من الحانات والفنادق ومتاجر بيع مشروبات واغذية لغير المسلمين او اي مقار تحمل علامة تدل انها لشركات فرنسية.

واوضح مسؤول امني ان ست مجموعات تضم الواحدة ما بين 200 و300 شخص عملت على زرع الفوضى في نيامي. وحمل المتظاهرون هراوات وقضبانا حديدية.

وعند الظهر تجمع نحو الف شخص قرب الجامع الكبير في نيامي رغم حظر السلطات، وهم يهتفون "لتسقط فرنسا، لتسقط شارلي ابدو".

وعمل عشرات العناصر من شرطة مكافحة الشغب على تفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع.

وقال احد المتظاهرين بغضب "سنكسر كل شيء. نحن ندافع عن نبينا الاكرم، وسنفعل ذلك بدمائنا".

وتوسعت اعمال العنف بعد ذلك لتشمل احياء عدة في وسط العاصمة وخاصة في محيط الكاتدرائية، حيث تجمع نحو مئة عنصر من الشرطة للحيلولة دون وصول المتظاهرين اليها.

واحرق المتظاهرون مكاتب تابعة لشركات فرنسية، حتى انهم لم يوفروا اكشاكا كانت ترفع اعلانات لشركة (اورانج) الفرنسية للهواتف المحمولة.

وقال ميكانيكي جنوب افريقي مسيحي تحصن بورشته مع عماله وبقي يراقب من نافذة مغلقة المتظاهرين وهم يخربون كشكا قبالة محله "بعضنا بقي في بيته. لم يسبق ان اعتراني مثل هذا الخوف في حياتي".

واضاف "هنا في العمل اجبرنا على البقاء في ورشتنا. نحن خائفون. يجب ان تنهي الدولة هذا الوضع. الامر لا يبدو جيدا بالنسبة الينا".

وقال كيما صومايلا، مدير حانة معروفة في نيامي "منذ ان بدأت التظاهرات ناحية المسجد الكبير، شعرنا بأن الامر سيتطور. وطلبت من كل العمال العودة الى منازلهم".

وكسر المحتجون باب الحانة و"احرقوا كل شي".

ودعت السفارة الفرنسية في نيامي جميع الفرنسيين الى البقاء حيث هم "وتجنب الخروج"، كما طلب من العاملين في الامم المتحدة الابتعاد عن التجمعات في العاصمة.

ويعيش 1648 فرنسيا في النيجر وهم مسجلون لدى السفارة الفرنسية كمقيمين في هذا البلد.

وحتى مساء السبت لم تكن السلطات قد اعلنت عن وقوع ضحايا خلال هذه الأحداث.

وكان المتظاهرون احرقوا الجمعة المركز الثقافي الفرنسي النيجري في مدينة زندر كما تم تخريب ثلاث كنائس في هذه المدينة القريبة من شمال نيجيريا.

وردا على أعمال العنف في زيندر، حذر وزير الداخلية حسومي مسعود في تصريح صحافي المتظاهرين قائلا "لن نسمح بأن تعم الفوضى" في البلاد.

وكان رئيس النيجر من بين الرؤساء الأفارقة الست الذين شاركوا الأحد الماضي في التظاهرة الضخمة في باريس احتجاجا على الاعتداء الذي استهدف "شارلي ابيدو".

كما شهدت مدينة مارادي الواقعة بين نيامي وزيندر تظاهرات مناهضة للصحيفة الفرنسية  احرق خلالها محتجون إطارات في تقاطعات الطرق.

وفي اغاديز المدينة الكبيرة شمال النيجر، عاد الهدوء غداة تظاهرات عنيفة الجمعة تم خلالها احراق مقر الحزب الحاكم.