النمسا تنسحب من قوة الامم المتحدة في الجولان

تاريخ النشر: 07 يونيو 2013 - 07:52 GMT
امراتان تراقبان الوضع في القنيطرة من الجانب المحتل من الجولان/أ.ف.ب
امراتان تراقبان الوضع في القنيطرة من الجانب المحتل من الجولان/أ.ف.ب

أعلنت النمسا يوم الخميس أنها ستسحب جنودها من بعثة المراقبة الدولية في الجولان بعد اندلاع معارك بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة وهو ما يوجه ضربة الي مهمة أبقت الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة على مدى 40 عاما.

وتحرص إسرائيل على بقاء بعثة الأمم المتحدة وتخشى أن تتحول الجولان إلى نقطة إنطلاق لهجمات على الإسرائيليين من متشددين إسلاميين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "مع التقدير لمساهمة النمسا منذ وقت طويل وإلتزامها بحفظ السلام في الشرق الاوسط نأسف لهذا القرار ونأمل ألا يسهم في المزيد من التصعيد في المنطقة."

لكن رحيل الجنود النمساويين الذين يصل عددهم إلي 380 فردا في قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة بالجولان والبالغ قوامها ألفا سيوجه ضربة للعملية برمتها.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة جوزفين جيريرو "ظلت النمسا أساسا للبعثة وانسحابهم سيؤثر على قدرة العمليات بالبعثة."

وقال مجلس الامن التابع للامم المتحدة في بيان "عبر اعضاء مجلس الامن عن القلق العميق للخطر الذي تشكله جميع الانشطة العسكرية في المنطقة العازلة من جانب أي طرف على وقف اطلاق النار المستمر منذ وقت طويل والسكان المحليين."

وسيجتمع مجلس الأمن يوم الجمعة لبحث انسحاب النمسا. وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر إن المسؤولين عن عمليات حفظ السلام سيجتمعون مع الدول المشاركة ليروا ما إذا كانت هناك دول مستعدة لتقديم جنود ليحلوا محل النمساويين.

وقال ليال جرانت "نرى أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك مهمة على قدر بالغ الأهمية... نحن ندعمها ونريد استمرارها."

وسيطر مقاتلو المعارضة المناهضون للأسد لفترة قصيرة على المعبر الوحيد بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان مما دفع قوة الامم المتحدة لحفظ السلام إلى الهرع إلى مخابئهم قبل أن ينجح الجنود السوريون في صد مقاتلي المعارضة وتأكيد سيطرتهم على القنيطرة.

والهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة كان محاولة فيما يبدو لاستعادة قدرا من قوة الدفع بعد أن سيطرت قوات الأسد مدعومة بمقاتلين من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية على القصير وهي بلدة تقع على طريق إمداد حيوي قرب لبنان.

وفي واشنطن قالت جين باسكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية "لقد اوضحنا بجلاء مخاوفنا من عدم الاستقرار الاقليمي الناجم عن الازمة في سوريا. بالطبع هذا مثال اخر لذلك ونحن نواصل دعوة جميع الاطراف الي تفادي اي اجراء من شانه ان يعرض للخطر وقف اطلاق النار القائم منذ وقت طويل بين اسرائيل وسوريا."

ومن ناحية اخرى أعلنت روسيا أنها أرسلت وحدة بحرية إلى البحر المتوسط في خطوة قال الرئيس فلاديمير بوتين إنها للدفاع عن أمن روسيا لكنها تأتي في وقت تدخل فيه موسكو في مواجهة مع الغرب بسبب سوريا.

وقال بوتين "هذه منطقة لها أهمية استراتيجية ولدينا مهام ننفذها لضمانر الأمن الوطني لروسيا الاتحادية."

وحققت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها سلسلة من النجاحات في الأسابيع القليلة الماضية وهو ما يعزز وضع الأسد في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وروسيا الي عقد مؤتمر للسلام يهدف لإنهاء الحرب الأهلية التي سقط فيها أكثر من 80 ألف قتيل.

وسعت قوات الأسد لتعزيز انتصارها ووجهت نيرانها إلى القرى الواقعة شمال شرقي القصير حيث يتحصن مئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين مما دفع مجموعة من النشطاء إلى إصدار نداء يائس طلبا للمساعدة من المقاتلين.

وجاء في رسالة بثها نشطاء في مواقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت "والله صمدنا وسنصمد لكن إلى متى.. الله أعلم أرجوكم التحرك بأسرع وقت لنجدتنا. نعم أوقعنا بهم خسائر كبيرة لكنهم كثر وخط الإمداد عندهم مفتوح ويستطيعون التحرك بحرية أما نحن كان الله بنا عليم."

وأعلن التلفزيون السوري بعد فترة قصيرة أن الجيش أعاد "الأمن والاستقرار" إلى قرية الضبعة القريبة.

وقالت فرنسا يوم الأربعاء إن الوضع على الأرض بحاجة إلى "إعادة التوازن" بعد سقوط القصير لكنها لم توضح كيف يمكن تحقيق هذا.

واتهمت فرنسا الأسد في وقت سابق هذا الأسبوع باستخدام غاز الأعصاب في الحرب الأهلية.

وعبرت روسيا عن قلقها يوم الخميس من إحتمال استخدام المزاعم عن هجمات بأسلحة كيماوية كذريعة تبرير تدخل خارجي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيريه الالماني والفنلندي "لا أستبعد أن أحدا ما يريد استغلالها ليقول إنه تم تجاوز خط أحمر وإن التدخل الخارجي ضرورة."

ولم تظهر الدول الغربية حتى الآن رغبة تذكر في الانخراط في الصراع السوري لكن من الواضح ايضا أن لا أحد يرغب في السماح بخروج الأسد المدعوم بقوة من إيران وحزب الله منتصرا.

وحثت فرنسا وبريطانيا الشهر الماضي الاتحاد الأوروبي لكي يلغي حظر السلاح على المعارضة. ولم تقل لندن وباريس حتى الآن ما إذا كانتا تعتزمان تسليح مقاتلي المعارضة لكنهما تقولان إنهما رغبتا في رفع الحظر للضغط على الأسد.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تتفاوض مع السلطات السورية للوصول إلى المناطق المحيطة بالقصير لتوصيل مساعدات طبية للجرحى. وقدرت جماعات المساعدات الإنسانية أن ما يصل إلى 1500 شخص ربما يحتاجون للمساعدة.

وقال رئيس عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط روبرت مارديني "الحرب الآن مجزأة للغاية وهذا أحد أكبر التحديات التي تواجه عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر."

وتقع القصير على محور يمر عبر محافظة حمص في وسط البلاد يربط العاصمة دمشق بمعقل الطائفة العلوية على ساحل البحر المتوسط.

وفر كثير من مقاتلي المعارضة والمدنيين من القصير المدمرة في وقت مبكر يوم الأربعاء باتجاه قريتي الضبعة والبويضة اللتين تبعدان خمسة وسبعة كيلومترات على الترتيب شمال شرقي القصير.

وقال ناشط من القصير يدعى محمد "يوجد عدد كبير من المدنيين والجرحى في البويضة."

وحذرت روسيا -التي ألقت بثقلها وراء الأسد- دمشق اليوم الخميس من أن الصراع لا يمكن حله إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نرى أنه لا ينبغي لأحد أن يستغل الانتصار العسكري غير المشكوك فيه للقوات الحكومية لخلق وهم بامكانية حل جميع المشكلات التي تواجهها سوريا بالقوة."

ومع تزايد الانقسام الطائفي في المنطقة حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري السوريين على الوحدة ضد الأسد وإحباط ما وصفها بأنها خطط أميركية لإقامة دولة عميلة لحماية أمن إسرائيل.

وانزعجت واشنطن وحلفاؤها الذين أيدوا المعارضة المسلحة في سوريا في الأشهر القليلة الماضية من صعود جماعة للمعارضة المسلحة تعهدت بالولاء للقاعدة.

 

وكلما طالت الحرب الأهلية في سوريا زاد امتداد اثارها الي الدول المجاورة.

ولقي رجلان حتفيهما بعد اشتباك باسلحة نارية مع جنود لبنانيين قرب الحدود السورية في وقت مبكر يوم الخميس في حين أعلن الجيش التركي أن جنديا تركيا أصيب في اشتباك مع مسلحين كانوا ضمن مجموعة من 500 شخص يحاولون الوصول إلى تركيا.

وتراقب إسرائيل بقلق هضبة الجولان وتبادلت إطلاق النار بشكل متقطع مع مهاجمين في الأسابيع الماضية وحذرت من رد سريع إذا تعرضت قواتها لهجوم.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس في بيان انها تتوقع ان تبقي الامم المتحدة بعثة المراقبة في الجولان.

ودافعت النمسا عن قرارها قائلة إنها لم يعد باستطاعتها تبرير بقاء قواتها.

وقال المستشار النمساوي فيرنر فايمان ونائبه مايكل سبندلجر في بيان مشترك "في واقع الأمر فان حرية الحركة في المنطقة لم تعد موجودة. وتصاعد الخطر الداهم الذي يهدد الجنود النمساويين ويصعب تجنبه إلى مستوى غير مقبول."

وانسحبت القوات اليابانية والكرواتية من صفوف القوة الدولية في الأشهر القليلة الماضية بينما قالت الفلبين -وهي المساهم الرئيسي الآخر في القوة- إنها قد تنسحب بعد تكرار حوادث احتجاز أفراد من قواتها على أيدي مقاتلي المعارضة السورية.