الناتو يقرر عدم دعوة دول شرق أوسطية لحضور قمته باسطنبول

تاريخ النشر: 25 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قرر حلف شمال الأطلسي عدم توجيه الدعوة لدول من الشرق الأوسط لحضور قمته في اسطنبول الشهر المقبل، بسبب ما قال دبلوماسيون انه هواجس تشيع في المنطقة التي تتشكك في حملة تقوم بها واشنطن لتطبيق برنامج للإصلاح. 

ولايزال الحلف الذي تهيمن عليه واشنطن يأمل في وضع خطط خلال القمة التي تعقد يومي 28 و29 حزيران/يونيو من أجل "تعميق" حواره الذي مضى عليه عقد مع سبع من دول منطقة الشرق الأوسط مع إجراء مفاتحات مع دول أخرى في المنطقة المضطربة لاسيما في دول الخليج. 

إلا انه تم بهدوء تجاهل خطط بتوجيه الدعوة الى وزراء خارجية كل من اسرائيل ومصر والاردن والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا لحضور القمة في تركيا. 

وتتركز الأنظار حاليا على إجراء اجتماعات منفصلة مع هذه الدول في وقت لاحق من العام الجاري على أمل ان يكون قد تبدد آنئذ الغضب العربي بشأن الاحتلال الاميركي للعراق وتأييد واشنطن لاسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين. 

وقال دبلوماسي رفيع في الحلف "بناء على مشاوراتنا مع دول المنطقة قررنا ان عقد اجتماع لوزراء الخارجية خلال... قمة اسطنبول فيما تستمر حالة الغليان في المنطقة بات أمراً غير واقعي." 

وكانت واشنطن تأمل أصلا باطلاق مبادرتها التي تعرف باسم الشرق الأوسط الكبير للاصلاح في المنطقة خلال اجتماع قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية الشهر القادم. 

وانتقدت دول عربية كثيرة هذه المبادرة بقولها انها تفرض الاصلاح من الخارج كما انها تتجاهل تناول قضايا اقليمية رئيسية منها الصراع العربي الاسرائيلي. وتهدف مبادرة الشرق الأوسط الكبير ضمن أهداف أخرى الى التصدي للتشدد الاسلامي. 

وفي إشارة الى انعدام ثقة المنطقة قال وزير الخارجية المصري احمد ماهر الاثنين ان الرئيس حسني مبارك رفض دعوة لحضور قمة الثماني وأضاف انه يتصور ان تونس وقطر قد حذتا حذو مصر. 

وقال دبلوماسيون ان حلف شمال الاطلسي قرر عدم خوض هذه المخاطرة المتعلقة برفض الدعوة لحضور القمة بعد سبر غور مواقف بقية الدول العربية.  

وقال مسؤول في الحلف ان الرسالة الواضحة الآتية من المنطقة مفادها "ليس هذا هو الوقت المناسب لاجراء محادثات على مستوى عال مع الحلف." 

واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان قادة الحلف الذين سيجتمعون في اسطنبول سيضعون بدلا من ذلك خيارات من الانشطة المشتركة تطرح على دول الشرق الاوسط في وقت لاحق. 

وستطرح على دول حوض البحر المتوسط علاقات تتسم بصورة عملية أكبر من منتدى الحوار الرسمي الذي طرح عام 1994.  

وقد يضاهي ذلك الشراكة من أجل السلام التي يتعاون الحلف بمقتضاها مع دول اوروبا الشرقية ووسط آسيا في مسائل عسكرية منها الاصلاح الدفاعي. 

وقد تفتح دول الحلف أبواب أكاديمياتها العسكرية أمام ضباط بالقوات المسلحة من الدول السبعة مع دعوة دول شمال افريقيا للمساعدة في دوريات عبر البحر المتوسط بحثا عن ارهابيين وإسداء النصح في مجال مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل. 

وسيتم خلال القمة صياغة "مبادرة اسطنبول للتعاون" وهي مبادرة موازية تستهدف دولا عربية أخرى على ان تنتقي منها هذه الدول ما تشاء. 

وقال مسؤول الحلف "انه أسلوب واقعي للتقدم الى الأمام.. يمكن ان يسهم هذا في إحراز تقدم فعلي."—(البوابة)—(مصادر متعددة)