المفتشون بموقع الهجوم الكيماوي غدا، ودمشق: اي تدخل أميركي سيشعل المنطقة

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2013 - 03:32 GMT
رجل يسمك بجثة طفل بين جثث أشخاص يقول نشطاء إنهم قتلو في هجوم بالغاز شنته قوات الأسد في منطقة الغوطة
رجل يسمك بجثة طفل بين جثث أشخاص يقول نشطاء إنهم قتلو في هجوم بالغاز شنته قوات الأسد في منطقة الغوطة

قالت الأمم المتحدة إن مفتشيها سيزورون موقع هجوم بالغاز السام في سوريا لاجراء تحقيقات بداية من الإثنين، فيما حذرت دمشق الولايات المتحدة من أي عمل عسكري قائلة ان ذلك سيوجد "كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الاوسط".

وقال مكتب بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في بيان يوم الأحد إن سوريا تعهدت بوقف اطلاق النار في الموقع في ضواحي دمشق في الوقت الذي يبدأ فيه فريق الأمم المتحدة "أنشطته لتقصي الحقائق في الموقع".

واتهمت المعارضة السورية النظام بشن هجوم كيميائي الاربعاء على مناطق في الغوطة الشرقية وجنوب غرب دمشق ما اسفر عن وقوع 1300 قتيل. واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان 322 قتيلا موثقة اسماؤهم.

وقالت منظمة اطباء بلا حدود السبت ان 355 شخصا توفوا من اصل 3600 نقلوا الى مستشفيات في ريف دمشق بعدما ظهرت عليهم "عوارض تسمم عصبي".

واضافت "منظمة أطباء بلا حدود لا تستطيع من الناحية العلمية تأكيد مسببات هذه الاعراض او تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم، غير ان الاعراض التي ظهرت على المرضى والمسار المرضي للأحداث (...) كلها وقائع تشير إلى تعرض جماعي لعنصر سُمي مثير للأعصاب. ومن شأن تأكيد الامر ان يشكل خرقا للقانون الانساني الدولي الذي يحظر حظرا باتا استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية".

واكدت دول غربية عدة مسؤولية النظام السوري في شن الهجوم الكيميائي، الامر الذي نفته دمشق بقوة. واتهم اعلامها المعارضة باستخدام هذا السلاح في جوبر في شرق دمشق.

وجدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد الاشارة الى "مجموعة من الادلة" تفيد ان الهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق كان "ذا طبيعة كيميائية" وان "كل شيء يقود الى الاعتقاد" بان النظام السوري "مسؤول" عنه.

وطالب بالسماح لمفتشي الامم المتحدة الموجودين في سوريا للتحقيق في سوابق اخرى يشتبه باستخدام الاسلحة الكيميائية فيها من "الوصول بدون ابطاء ولا قيود الى المواقع" التي يفترض انها استهدفت بالهجوم.

وتتوالى المؤشرات على احتمال اقدام الولايات المتحدة على التدخل عسكريا في النزاع في سوريا بعد الصدمة التي اثارتها في العالم صور الاطفال الذين يختنقون نتيجة اصابتهم على ما يبدو بغازات سامة.

فخلال الساعات الماضية، اعلن عن اتصال تم الخميس بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره السوري وليد المعلم. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري ابلغ المعلم انه "لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه ان يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل الى موقع" الهجوم الكيميائي المفترض لمحققي الامم المتحدة.

لكن عوضا عن هذا، قال كيري ان نظام الرئيس بشار الاسد "واصل هجومه على المنطقة (التي حصل فيها الهجوم) من اجل منع الوصول اليها وتدمير الادلة".

كما اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تباحثا السبت هاتفيا في "الردود المحتملة" على الاستخدام المفترض من جانب النظام السوري للسلاح الكيميائي.

وقالت رئاسة الوزراء البريطانية ان "استخداما كبيرا للأسلحة الكيميائية يستحق ردا جادا من المجتمع الدولي".

وصرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اليوم الاحد ان القوات الاميركية مستعدة للتحرك ضد النظام السوري، مشيرا الى ان واشنطن ما زالت تقيم خياراتها.

وقال ان اوباما "طلب من وزارة الدفاع اعداد خيارات لكل الحالات".

ويرى خبراء ان النشاط الدبلوماسي والعسكري الاميركي في الايام الاخيرة قد يكون مجرد وسيلة للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد، من دون ان يتخذ طريقه الى التنفيذ على الارض.

في المقابل، حذرت دمشق الولايات المتحدة من أي عمل عسكري قائلة ان ذلك سيوجد "كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الاوسط".

وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في تصريحات نشرتها الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) كان قد ادلى بها لقناة الميادين التي تتخذ من لبنان مقرا لها "في حال حدوث اي تدخل عسكري خارجي امريكي فإن ذلك سيترك تداعيات خطيرة جدا في مقدمتها فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الاوسط برمته."

وقال الزعبي إن دمشق ستتعاون "بشكل كبير وشفاف" مع تحقيقات الأمم المتحدة ولكنها "لن تسمح على الإطلاق بوجود لجان تفتيش تحت أي ذريعة كانت وحول أي مسألة وهذا موقف نهائي لأن الأمر واضح بالنسبة للجنة التحقيق وهو متعلق بالتحقيق بحوادث معينة وثابتة كما حصل في خان العسل ووفق الاتفاق الحاصل بين سوريا والأمم المتحدة ولا يتعلق بالتفتيش الذي فيه مساس بالسيادة الوطنية".

وأشار الوزير إلى أن مفتشي الأمم المتحدة لن يسمح لهم بزيارة موقع الهجوم المزعوم بغاز الأعصاب إذ أنه ليس مدرجا على قائمة المواقع المتفق عليها والتي تقول المعارضة إن القوات الحكومية استخدمت فيها أسلحة كيماوية.

كما حذرت ايران الاحد من "تداعيات شديدة على البيت الابيض" اذا تجاوزت واشنطن "الخط الاحمر" في سوريا، في اشارة الى عملية عسكرية محتملة.

ودعت جامعة الدول العربية الى عقد "اجتماع عاجل" على مستوى المندوبين لمجلس الجامعة الثلاثاء المقبل في القاهرة بهدف البحث في "الاوضاع الخطيرة في سوريا" و"ما تداولته وسائل الاعلام حول الجريمة المروعة التي وقعت في منطقة الغوطة الشرقية بدمشق واودت بحياة مئات الضحايا الابرياء جراء استخدام السلاح الكيماوي".

ودعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اليوم الى جهود دولية "لنزع" الاسلحة الكيميائية من سوريا.

في الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس الاحد الى "اسكات صوت الاسلحة" في سوريا منددا ب"تزايد المجازر والفظاعات" وداعيا "الاسرة الدولية لايجاد حل".

ميدانيا، اطلقت القوات النظامية السورية الاحد صواريخ ارض ارض على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، منطقة "الهجوم الكيميائي" المفترض.

وقصف الطيران الحربي السوري اليوم مناطق في دوما (شرق) ويبرود والزبداني (شمال).

وقتل ثلاثة مواطنين صباحا نتيجة قصف من القوات النظامية على مدينة معضمية الشام جنوب غرب العاصمة، بحسب المرصد.