فيما يصل وزير الخارجية السوري الى العاصمة الروسية لبحث آخر التطورات على صعيد الملف السوري الغربي، فقد دعا الاتحاد الاوربي واشنطن لتاجيل الضربة العسكرية في وقت لم يستبعد كيري باعادة الملف الى مجلس الامن
المعلم الى موسكو
يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو اليوم الاثنين 9 سبتمبر / أيلول للتباحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول الوضع في سورية في الوقت الذي تستكمل دمشق استعداداتها لما يمكن أن تتمخض عنه عملية التصويت في الكونغرس الأمريكي الذي يلتئم اليوم.ووفقاً لمصادر ديبلوماسية روسية فإن زيارة المعلم جاءت نتيجة لـ"تنسيق مشترك ونقاش متبادل بين الوزيرين سبق الزيارة".ويرافق المعلم نائبه فيصل المقداد. وسيبحث الجانبان التطور الأبرز على الصعيد السوري المتمثل في تصعيد الجانب الأمريكي والتحالف التابع له من لهجة العدوان على سورية.ومن المتوقع أن يصدر عن الطرفين ما يرسخ كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن استعداد موسكو لمساندة دمشق "عسكرياً واقتصادياً وإنسانياً" في حال تعرضت لعدوان، وذلك إضافة للدعم السياسي الذي تقدمه.وقال بيان للخارجية الروسية في وقت سابق ان المباحثات "ستركز على بحث شامل لكل جوانب الوضع الحالي في سورية".وكانت موسكو قد أكدت أنها "لا تزال مقتنعة بأن من الضروري وضع حد لاعمال العنف ومعاناة المدنيين في سورية في اسرع وقت من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الامن الدولي".وتأتي زيارة المعلم بعد يومين من قمة مجموعة العشرين التي تخللتها التوترات جراء النية المعلنة للرئيس الامريكي باراك أوباما بشن ضربات ضد سورية ردا على اتهام النظام السوري بشن هجوم كيميائي في 21 اب / اغسطس في ريف دمشق أوقع مئات القتلى.
كيري: احتمال اعادة الملف الى مجلس الامن
لم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عودة واشنطن إلى مجلس الأمن بعد صدور قرار المفتشين الأمميين بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية.وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري خالد العطية في باريس الأحد 8 سبتمبر/أيلول، إن استخدام النظام السوري للكيماوي يعد انتهاكا لخط أحمر دولي.وأشار كيري، الذي التقى عددا من وزراء الخارجية العرب، بمن فيهم وزيرا الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والمصري نبيل فهمي، إضافة الى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إلى أن واشنطن تبحث مع المجتمع الدولي إجراءات لردع الأسد عن انتهاك الخط الأحمر مرة أخرى. وتابع أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى أن تكون جزءا من "النزاع في الحرب الأهلية في سورية".وقال: "اتفقنا مع جامعة الدول العربية على أن الحرب الأهلية في سورية تتطلب حلا سياسيا"، مشيرا إلى أن "الحل الذي نحاول التوصل إليه في أمريكا مع دول أخرى هو فرض المعايير الدولية ضد استخدام السلاح الكيميائي. ونحن لا نسعى إلى أن نكون طرفا في النزاع السوري".وأضاف كيري أن "الأسلحة الكيميائية حظرت بعد مآسي الحرب العالمية الأولى"، مؤكدا في سياق متصل أن "أمريكا ستدرس الاقتراح الفرنسي بالعودة إلى مجلس الأمن بشأن سورية لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتخذ قرارا بعد".وقال كيري إن "الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية لطالما كانتا متفقتين بشأن الأزمة السورية وتدركان أن الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة والصراع الدائر في سورية هو الحل السياسي. قلت مرارا وسأكرر قولي: ما من حل عسكري للأزمة السورية وما تحاول واشنطن فعله مع دول أخرى تؤيدها في موقفها هو تطبيق المعايير الدولية بخصوص استخدام الكيميائي(...). جميعنا متفق على أن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي هو انتهاك سافر للقانون الدولي".
اوربا تريد التأجيل
ولم تتوصل دول الاتحاد الأوروبي خلال لقاء عقد على مستوى وزراء الخارجية في فيلنوس إلى موقف موحد من العملية العسكرية الأمريكية في سورية، بل دعت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى تأجيل اتخاذ القرار بهذا الشأن.وقال وزراء الخارجية إنه يجب أولا انتظار نتائج تحقيق خبراء الأمم المتحدة في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية.من جانب آخر، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيستيرفيلي إن بلاده قررت الانضمام بأثر رجعي إلى الدول التي أيدت الموقف الأمريكي من سورية في قمة مجموعة الدول العشرين في يومي 5 و6 سبتمبر/أيلول في بطرسبورغ.