اتفق المعارضون السوريون المجتمعون في العاصمة المصرية القاهرة مساء الثلاثاء على الإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الجيش السوري الحر، غير أنهم ظلوا مختلفين حول قضايا رئيسية.
وحاول نحو 250 مشاركا بصعوبة حسم عدة قضايا من بينها التدخل العسكري الخارجي ومستقبل دور الدين في شئون البلاد.
وقال كمال اللبواني، وهو أحد رموز المعارضة،بينما كان يتلو البيان الختامي للمؤتمر الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة على مدار يومين والذي بدأت فعالياته الاثنين: "اتفقنا على أن حل المشكلة يبدأ برحيل نظام الأسد وحكومته وحماية المدنيين ودعم الجيش السوري الحر".
ووصف المشاركون بالمؤتمر في البيان الختامي الآليات الخاصة بالعملية الانتقالية لما بعد الأسد،بحسب ما ذكره رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا.
وقال إن المشاركين وافقوا على الدعم الكامل للجيش السوري الحر الذي يتألف بشكل رئيسي من المنشقين عن الجيش النظامي والذين يحمون المدنيين ويحظون بدعم كبير في المناطق المضطربة.
وقلل سيدا من أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية بينما لا يزال الأسد في السلطة.
وقال مصدر مشارك في المؤتمر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن خلافات عميقة سيطرت على أعمال المؤتمر أمس الثلاثاء،وكانت قناة "العربية" ذكرت أن المشاركين تبادلوا اللكمات في ختام الجلسة الختامية.
وطبقا للمندوبين فإن الخلافات تركزت على الدعوة إلى تدخل عسكري أجنبي من عدمه لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ 16 شهرا.
ويأتي هذا فيما قال نشطاء داخل سورية إن حصيلة قتلى أمس الثلاثاء بلغت 80 قتيلا معظمهم من محافظة حمص بوسط البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ اندلاع الانتفاضة السورية بلغت 16507 شخصا.
نزوح جماعي جديد من سورية إلى الأردن بسبب أعمال العنف في درعا
من ناحية ميدانية، أدت موجة جديدة من أعمال العنف في محافظة درعا جنوبي سورية إلى نزوح جماعي للاجئين إلى الأردن، حيث عبر ألف سوري الحدود مساء الاثنين وحده، فيما وصفه مسؤولو إغاثة الأوضاع بأنها "أزمة إنسانية".
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين إن موجة القتال الجديدة التي اندلعت في المنطقة الحدودية أسفرت عن وصول "أعداد قياسية" من اللاجئين السوريين إلى المملكة ، مما دفع عمان إلى إعداد خطة استجابة طارئة تحسبا لوصول آلاف اللاجئين الآخرين في الأيام القليلة المقبلة.
وقال ممثل مفوضية اللاجئين في الأردن أندرو هاربر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "شهدنا ارتفاع عدد الوافدين يوميا من 200 إلى 500 ، وصار يقدر الآن بالآلاف".
وأضاف أن "المشكلة التي نواجهها حاليا لا تتمثل فقط في تلبية احتياجات هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم ألف شخص ، بل تتمثل كذلك فيما نفعله في الغد عند وصول الألف التاليين".
ويقول مسؤولون أمنيون إن التدفق الجماعي للسوريين، والذي يفد 70% منهم من درعا، أدى إلى تكدس المجمعات السكنية التي تديرها الحكومة بأعداد تفوق سعتها الاستيعابية، مما دفع وكالات الإغاثة إلى استضافة اللاجئين الجدد في خيام إيواء مؤقتة وترشيد الموارد الشحيحة بالفعل.
وفي ضوء أحدث موجة من تدفق اللاجئين ، قالت مصادر إن المسؤولين الأردنيين والأمم المتحدة يسارعون في إقامة أول مخيم للاجئين في المملكة، وهي خطوة طالما قاومتها عمان بسبب تداعياتها السياسية.
ويذكر أن سياسة الحدود المفتوحة التي تتبناها الأردن تجاه السوريين شكلت نقطة خلاف بين عمان ودمشق، وبلغت التوترات بين البلدين ذروتها على خلفية قرار المملكة منح حق اللجوء السياسي لطيار مقاتل سوري منشق في الشهر الماضي.