خبر عاجل

المعارضة الاردنية تطالب ايران بوقف التدخل في العراق

تاريخ النشر: 25 يناير 2007 - 05:07 GMT

طالبت مذكرة موجهة للرئيس الإيراني احمدي نجاد سلمها تسعة ممثلين لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارض الى السفير الإيراني في عمان محمد الإيراني على ضرورة اسهام الاخيرة في معالجة الاوضاع"الخطيرة" في العراق.

وطالبت أحزاب المعارضة الوطنية إيران بالإسهام إيجاباً في وأد الفتنة المندلعة في العراق،وإعلان موقف واضح من الاحتلال الأمريكي له وإسناد المقاومة العراقية المتناقضة مع الاحتلال ي".

واكدت المذكرة على استعداد "تنسيقية" المعارضة الاردنية التي تضم 14 حزباً اردنياً على "التعاون وبذل الجهود الواجبة سعيا لوأد الفتنة ووقف الاقتتال المذهبي، وعصمة الدماء التي تراق في العراق، مطالبة ب"توجيه الصراع الى مساره الحقيقي لمواجهة مخاطر الهجمة الامريكية الغازية وركيزتها الكيان الصهيوني الغاصب".

واشار الامين العام للحزب زكي بني ارشيد في تصريحات خاصة للبوابة الذي كان من بين اعضاء الوفد الزائر للسفارة الإيرانية في عمان ان الإيرانيين "سمعوا كلاما واضحا وقويا يطالبهم بضرورة اعادة النظر في السياسة الإيرانية ازاء العراق وبما يتم ترجمته في اجراءات عملية تنزع فتيل الفتنة الطائفية هناك".

وقال ان الوفد "طالب بجواب خطي" على المذكرة التي سلمت اليوم بما يتضمن "مراجعة للسياسة الإيرانية في العراق ومواطن إخفاقها"،وطالب ايران ب"تحريم النيل من الدم المسلم في العراق وسواها"،منوها الى "غياب دور المرجعيات الدينية في هذا الصدد".

وتابع بالتنويه الى ان الوقت "قد حان لتحمل إيران مسؤوليتها في ما يجري في العراق"،لافتاً الى التحليلات الصحفية التي تحذر ايران من تجاهل هذه المطالب بما ينذر بفقدها لمصداقيتها وأصدقائها،وهو الامر الذي سيؤدي بها الى عزل نفسها رسميا وشعبياً،وبالتالي تكون قد ساعدت في استهدافها أمريكياً.

وذكر بني ارشيد ان السفير الايراني رحب بمبادرة "تنسيقية" المعارضة واعدا اياها بارسال المذكرة ومداولات الجلسة الى القيادة الإيرانية والسعي للحصول على اجابات محددة على النقاط التي اثيرت في هذا اللقاء.

وجاء في مذكرة احزاب المعارضة انها "تتابع بقلق شديد ما يجري في العراق من تدهور خطير للاوضاع الداخلية منذ الاحتلال الامريكي عام 2003م، وما رافق ذلك من تدمير ممنهج للبلاد وقتل للعباد، واستلاب للسيادة والقرار، وقهر للشعوب، وفرض للهيمنة والغطرسة والاستكبار، بالاضافة الى ما يتعرض له العراق الآن من مجازر يومية، ومعاناة قاسية، وهجرات جماعية، وما يصاحب ذلك كله من تصاعد اللهجة الطائفية والشحن المذهبي، ليس في العراق فقط وانما في دول الجوار ، مما ينذر بعواقب وخيمة تهلك الامة وتفتت قوتها، وتهدد المنطقة بمجموعها"

وتابعت المذكرة الموقعة باسم رئيس لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية لهذه الدورة تيسير الحمصي"ان استهداف القوى المخلصة المنتمية الى دينها وحضارتها وثقافتها من خلال إثارة التناقضات الداخلية(المذهبية والطائفية والعرقية) ومن خلال اختراق الاجهزة الامنية الامريكية والصهيونية للواقع العراقي، وما تمارسه من فتنة وفساد، وتوظيف خبيث للاختلافات الناشئة عن التنوع والتعدد بين أبناء الامة الواحدة، وهي الاهداف التي تسعى امريكا لتحقيقها وتعميقها في المنطقة من خلال رؤيتها للشرق الاوسط الجديد، ومخططاتها الاستراتيجية الهادفة الى استمرار التفوق المتميز للكيان الصهيوني في المنطقة".

وقالت"لقد ساهمت التعبئة السياسية المغرضة، والضخ الاعلامي الموجه، في خلط الاوراق والمعاني والقيم، لاعادة الفرز والاصطفاف، وتكوين المحاور والائتلافات القائمة على اسس التفرقة والتضليل وصناعة المخاطر البينية وتضخيمها بين أبناء هذه الامة تأسيسا لحروب اقليمية بالوكالة عن اعداء هذه الامة تأتي –لا قدر الله- على ما تبقى من عناصر القوة، بل وتستهدف امكانية امتلاك ايران لقدرات نووية تحقق توازنا للقوة النووية الصهيونية".

ولم يغب عن "تنسيقية"المعارضة التنويه الى المخطط الامريكي الهادف الى التفريق وقالت"في الوقت الذي تتراجع فيه سطوة النفوذ الامريكي في فلسطين ولبنان والعراق، ويشهد العالم تحديا كوريا وايرانيا، وتغيرا في العديد من دول امريكا اللاتينية، ضد التفرد الامريكي والغطرسة الاستعمارية، وتتعالى فيه اصوات الداخل الامريكي لمراجعة السياسة الخارجية في ادارة الازمة الامريكية في العراق. تسعى امريكا لرسم مشروعها الجديد فيما تبقى لها من وقت لضرب أبناء الامة بعضهم ببعض ودعم بعضهم ضد بعض، وتصنيفهم بين معتدل ومتطرف، وأصولي واصلاحي، وارهابي وحداثي".

وخاطبة المذكرة الرئيس الايراني بالقول"انطلاقا من حرصنا الاكيد على بناء ورسم مستقبل ناهض ومستقر وآمن ومتقدم، يتمتع بالحريات المكفولة شرعا وحضارة، ويمتلك مقومات النهوض والقوة الذاتية للدفاع عن حياض الامة ورد العدوان، ودعم قوى المقاومة والممانعة لنيل التحرير والاستقلال في فلسطين والعراق ولبنان، فإننا نأمل من فخامتكم الاسهام في معالجة الاوضاع الخطيرة في العراق، والمرشحة للانتقال الى دول الجوار، باعتبار ذلك واجبا شرعيا لا يحتمل التأجيل او الاحالة، وبما يضمن وحدة العراق وانتمائه العربي والاسلامي، ونؤكد على استعدادنا للتعاون وبذل الجهود الواجبة سعيا لوأد الفتنة ووقف الاقتتال المذهبي، وعصمة الدماء التي تراق في العراق، وما تخلفه من مآسي وجراحات، وتوجيه الصراع الى مساره الحقيقي لمواجهة مخاطر الهجمة الامريكية الغازية وركيزتها الكيان الصهيوني".

وختمت مذكرتها بتوجيه التحية الى الموقف الايراني من المقاومة في فلسطين ولبنان وقالت"وختاما فان أحزاب المعارضة الوطنية الاردنية اذ تحيي مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية الداعمة والمعلنة لقضايا الامة وخاصة المقاومة منها ، وتعلن بوضوح دعمها الحاسم لايران في مواجهة الاستهداف الامريكي لها، وتؤكد ان عمق ايران الاستراتيجي هو في محيطها العربي وعمقها الاسلامي في مواجهة اعدائها أعداء الامة، مما يتطلب من ايران القيام بمسؤولياتها لوقف الفتنة والاقتتال الداخلي."

يشار أخيرا الى ان الوفد المشارك في الزيارة ضم كل من الامين العام للحزب زكي بني ارشيد،وامين عام حزب جبهة العمل القومي طارق الكيالي،وامين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب،وامين عام حزب حقوق المواطن"حماة" يعقوب الكسواني،وامين عام الحركة القومية للديمقراطية المباشرة محمد القاق،وامين عام حزب الانصار عدنان زهران ،ونائب الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي شريف حلاوة ،ورئيس الهيئة الرقابية في الحزب العربي الاردني ابراهيم العدلي.وفيما يلي نص المذكرة: