المخابرات التركية تتواصل مع الارهابيين في الجزائر

تاريخ النشر: 21 سبتمبر 2021 - 01:44 GMT
تبون واردوغان
تبون واردوغان

بعد تدخلها غير الشرعي في ليبيا وتونس، والمغرب، تعمل تركيا على اختراق المشهد السياسي الجزائري والتدخل فيه من خلال الاتصالات التي تقوم فيها مع تنظيمات اسلامية محظورة في البلاد هي نتاج لتنظيم الاخوان المسلمين في البلاد.

خلال مطارده عناصر الاخوان في الداخل والخارج الجزائري، عملت انقرة على تامين الغطاء والحماية والايواء لهم وتسهيل تحركاتهم في تركيا وتقديم المدد المالي والتوجيهي لهم.

الواضح ان انقرة تعمل على اعادة التاريخ الى الوراء، وفتح اوراق العشرية السوداء التي اودت بحياة الاف الجزائريين الابرياء وارهقت الاقتصاد الوطني ودمرت المصانع والمنشآت التي كانت تفتخر فيها البلاد، وهجرت وشردت عشرات الالاف من مدنهم وقراهم بعد ان حملت الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة السلاح في وجه الدولة لانتزاع الحكم في بداية التسعينيات.

بعد ان قضت الدولة الجزائرية على براثن التطرف، فقتلت واعتقلت رؤوس الارهاب، قام عدد من القيادات الاخوانية بالفرار الى الخارج، واسسوا تنظيما متطرفا يحمل اسم رشاد، قامت المخابرات التركية باحتواءهم في اراضيها وقدمت لهم العون والمساعدة والدعم في مساعيهم لاسقاط نظام الحكم في الجزائر.

تشير التقارير الى ان المخابرات التركية تعقد اجتماعات دورية مع مع حركة رشاد، بمدينتى إسطنبول وأنطاليا لتامين الدعم اللوجيستى والسياسى بهدف «تقوية التنظيم وتمكينه من الشارع الجزائرى» والعمل على تحريك الخلايا النائمة لهذا التنظيم، الذى تصنفه السلطات الجزائرية على أنه الأكثر تطرفا وخطورة على أمن الدولة

وينظر على نطاق واسع إلى رشاد، التى تعود أصولها إلى عام 2007 على أنها حركة إسلامية محافظة. اثنان من قادتها يعيشان فى جنيف ولندن، كانا ضمن الجبهة الإسلامية للإنقاذ، التى أدت شعبيتها المتزايدة إلى إشعال سنوات من الفوضى والتى كانت على وشك الفوز بالانتخابات الوطنية عام 1991، قبل أن يتمّ حظرها وهو ما أدى إلى تصاعد تمرد المتطرفين وتسبب فى حرب شاملة بين السلطات الجزائرية والحركة استمرت نحو 10 سنوات وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 ألف جزائرى، وخلدت فى التاريخ العربى باسم «العشرية السوداء».

كما أن أحد مؤسسى المجموعة، محمد العربى زيتوت، دبلوماسى سابق مقيم فى لندن، من بين 4 أشخاص، يقال إنهم مرتبطون برشاد، استُهدفوا فى مذكرات توقيف دولية أصدرتها الجزائر فى مارس بسبب مزاعم بخرق النظام العام وأمن البلاد، أما الشخص الخامس، أحمد منصورى، وهو عضو سابق فى الجبهة الإسلامية للإنقاذ فاعتقل بسبب انضمامه إلى جماعة إرهابية فى التسعينيات ثم أطلق سراحه، فقد أعيد اعتقاله فى فبراير لدوره المركزى المزعوم فى المؤامرة، بما فى ذلك تمويل «أنشطة سرية» لرشاد.

رصد اتصالات الكترونية 

زيادة على ذلك فان دعم انقرة لداعش في سورية والعراق لا يبشر الدول العربية بخير، وقد عملت المخابرات التركية على نقل المئات من عناصر التنظيم الى الدول المغاربية وتم رصد اتصالات وتواصل عبر الانترنت بين الخلايا النائمة للارهابيين في الجزائر وعناصر جزائرية مع داعش بهدف تسهيل عودتهم من سورية والعراق الى الجزائر 

والمفاجاة ان عددا من التجار الذين ينشطون الاتراك سهلو بطريقة معينة عودة بعض الارهابيين الى الجزائر 


تحاول تركيا ضم الجزائر الى نفوذها السياسي والاقتصادي بعد ان سيطرت على مفاصل الدول المحيطة بها في تونس والمغرب وليبيا والنيجر لعلها تسيطر على البوابة الاوسع على البحر المتوسط والنافذة الافريقية باتجاه اوربا والعالم المتطور.

ولم تكتف انقرة بالشراكة الرسمية والمشروعة مع الدولة الجزائرية، حيث بلغت قيمة التبادلات التجارية بينهما 4.2 مليارات دولار في العام 2020. بل انها تعمل على توسيع اطماعها من خلال زرع أكثر من 1200 شركة تركية في الجزائر لا يعرف الاصل او الهدف الحقيقي من عملها  اذا تشير التقارير الى محاولة تركيا تعزيز نفوذها الامني والعسكري في جميع دول شمال افريقيا، واي محاولة لن تنجح ما دامت الجزائر خارج السيطرة.
ولانها كانت عصية بالطرق السياسية والاتفاقيات المكبلة للدولة كما حصل في ليبيا وتونس التي كان يقودهما الاخوان المسلمين، فقد عملت انقرة للسيطرة على القرار الجزائري من خلال الاخلال بالامن واضعاف هذه الدولة خوفا من تدخلها في الشان الليبي ومعارضة الوجود التركي، علما ان ليبيا والجزائر تشتركان بحدود تتجاوز الـ الف كيلو متر.

يعمل اردوغان على تثبيت اقدامه في القارة السمراء، فهو محبط ومهزوم من اصرار الاتحاد الاوربي عدم قبول بلاده في صفوفه لذلك يجاهد من اجل السيطرة على افريقيا لعلها تكون وسيلة ضغط على الاوربيين للقبول به بصفته حاملا للراية الاسلامية في العالم