أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أن التفاهمات التي توصل إليها مع التحالف العربي تقضي بانسحاب قواته من المرافق الخدمية فقط في مدينة عدن اليمنية، ولا تشمل الانسحاب من أي مواقع عسكرية.
وذكر المتحدث باسم المجلس نزار هيثم اليوم السبت في حديث لإذاعة "مونت كارلو" الدولية، أن مصطلح "الانسحاب" ليس صحيحا بالنسبة لإجراءات المجلس الأخيرة في عدن، وأن التفاهمات المبرمة بين المجلس والتحالف تخص فقط المرافق الخدمية، مثل البنك المركزي والمستشفى والمجمع القضائي، في أكبر مدينة بجنوب اليمن، بهدف تأمينها أي صراعات.
وأكد هيثم وجود اتفاق بين المجلس والتحالف على تشكيل لجنة فنية مشتركة لإدارة المنشآت الخدمية مشيرا إلى أن عملية تأمينها ستكون مشتركة تحت إشراف مباشر من التحالف لضمان عدم تواجد أي عناصر قد تخل بالأمن فيها.
من جهته أعلن عضو في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، السبت، أن القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي انسحبت من مبان رسمية عدة استولت عليها مؤخرا في عدن من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وكتب وزير الإعلام معمر الإرياني على “تويتر” أن الانفصاليين أخلوا مقرات الحكومة ومجلس القضاء الأعلى والبنك المركزي، إضافة إلى مستشفى عدن، بعدما كان التحالف العسكري بقيادة السعودية أعلن في وقت سابق عن هذا الانسحاب في بيان.
في المقابل، توعدت قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، السبت، السعودية برد عسكري في حال تعرضت مواقعها للقصف في العاصمة المؤقتة عدن.
وأكدت تلك القوات رفضها الانسحاب الذي دعا إليه التحالف العربي من المواقع التي سيطرت عليها الأسبوع الماضي، إثر معارك مع قوات الحكومة الشرعية.
وعاودت قوات المجلس الانتقالي السيطرة على مؤسسات حكومية، وطردت قوات الحماية الرئاسية التي استلمتها، عصر الجمعة، بإشراف اللجنة السعودية المكلفة باستلام المواقع التي اقتحمتها قوات الانتقالي.
وقال “اللواء الخامس دعم وإسناد”، التابع لقوات “الحزام الأمني” المدعوم إماراتيا، في بيان نشره عبر حسابه على “فيسبوك”، إنه في حال تعرضت معسكرات ما أسماها “المقاومة الجنوبية” للقصف فإن شعب الجنوب، من المهرة إلى باب المندب، سيصير كتلة مشتعلة ستحرق ما تبقى من سلام واستقرار في اليمن”.
وأشار البيان إلى أن اللجنة السعودية وصلت عدن وطالبت الانتقالي بالانسحاب من كافة المواقع التي تمت السيطرة عليها، ومن بينها القصر الرئاسي في معاشيق ومحيطه، وأنهم تجاوبوا بالانسحاب.
وتابع بيان الانتقالي: “فكانت نواياهم بأن ترحل كافة قواتنا عن عدن، وهذا لا ولا يمكن أن نرتضيه ما دامت أروحنا في أجسادنا”.
وكشف عن تعرض قيادة اللواء لتهديد بالقصف بعد قيام المقاتلات السعودية بإطلاق صواريخ ضوئية على معسكر اللواء الخامس في ردفان.
وتابع البيان بلهجة حادة: “لن نتراجع ولن نتزحزح ولن تخيفنا طائراتهم”.
وأكد مصدر حكومي أن قوات الانتقالي عاودت احتلال المؤسسات الحكومية بعد ساعات قليلة من تسليمها، مؤكدا أن تحليقا مكثفا لطيران التحالف في سماء عدن منذ صباح السبت لا يزال مستمرا.
وكان الإرياني قد كتب في تغريدة: “نرحب بخطوة انسحاب المجلس الانتقالي من عدد من المقرات الحكومية في مدينة عدن”.
وأضاف: “يجري استكمال إجراءات تسليم وزارة الداخلية ومصفاة عدن إلى ألوية الحماية الرئاسية بإشراف تحالف دعم الشرعية”.
واعتبر الوزير أن “ما حدث في عدن فرصة مهمة لمراجعة شاملة وتحفيز العمل المشترك للحفاظ على الدولة اليمنية”.
وثمّن “عاليا دور الأشقاء في السعودية ودولة الإمارات في احتواء أحداث عدن”.
ودعا الإرياني “إلى توحيد كافة الجهود الوطنية في المعركة الرئيسية لليمنيين وعدم الانشغال بمعارك جانبية، وبما يضمن استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران”.
ولم يشر الوزير إلى وضع المعسكرات التابعة للحرس الرئاسي، التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي المدعومة من إماراتيا.
وكان مصدر محلي يمني مسؤول قد أكد، في وقت سابق من السبت، استمرار سيطرة قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي -المطالب بانفصال شمال اليمن عن جنوبه- على المؤسسات الحكومية والنقاط الأمنية في مدينة عدن.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن قوات الحزام الأمني لم تنسحب من المواقع التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، ولا تزال متحكمة بمقرات ومعسكرات الدولة والنقاط الأمنية داخل المدينة التي أعلنتها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأوضح أن قوات الحزام سلمت السبت بعض النقاط الأمنية القريبة من القصر الرئاسي “معاشيق” للجنة المشكلة من السعودية، ثم تم تسليمها إلى قوات الحرس الرئاسي، “إلا أن الحزام استعاد تلك النقاط مجددا”.
وأشار المصدر إلى أن طيران التحالف حلق الجمعة بعلو منخفض في أجواء مدينة عدن مع فتح حاجز الصوت، وألقى قنابل ضوئية عليها.
والسبت، أعلن التحالف العربي بدء المجلس الانتقالي وتشكيلاته العسكرية في الانسحاب والعودة إلى مواقعه السابقة قبل الأحداث الأخيرة، وتسليم مقرات الحكومة اليمنية بإشراف من التحالف.
وثمن البيان استجابة الحكومة اليمنية الشرعية للدعوة لضبط النفس أثناء الأزمة، وتغليبها لمصالح الشعب اليمني، ومحافظتها على مكاسب تحالف دعم الشرعية لأجل إعادة الدولة ومؤسساتها.
كما ثمن البيان استجابة الانتقالي في عدن لدعوة السعودية والإمارات لوقف إطلاق النار وتغليب الحكمة ومصالح الشعب اليمني وعدم الإضرار بها أو المساس بالممتلكات العامة والخاصة.
وكانت الحكومة اليمنية قد اشترطت انسحاب قوات المجلس الانتقالي من المواقع التي سيطرت عليها، مقابل الدخول في حوار مع المجلس لحل الأزمة بعدن.
وفي السياق، قال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، إن بلاده “متفقة مع الإمارات على استعادة أمن اليمن واستقراره”، وذلك عقب اتهامات لـ”أبو ظبي” بدعم “انقلاب” المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن على الشرعية.
وأضاف “آل جابر”، في تغريدات نشرها السبت عبر “تويتر”، أن الإجراءات المتخذة لمعالجة أحداث عدن (لم يحددها)، وتجاوب الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، “أكدت متانة العلاقات السعودية الإماراتية (يقودان التحالف العربي في اليمن)”.
كما شدد نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، على أهمية توحيد “الصف والجهود” في اليمن لـ”إنهاء الخطر الإيراني”.