المالكي يحث الجيش العراقي على الاسنعداد فيما العنف يتواصل

تاريخ النشر: 07 فبراير 2007 - 01:41 GMT

حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قادة الجيش العراقي الثلاثاء بالاستعدادات للقيام بحملة أمنية تدعمها الولايات المتحدة في بغداد بعد سلسلة من الهجمات راح ضحيتها مئات القتلى في الأيام الأخيرة.

وفي حديثه لقادة الجيش العراقي بشأن ما وصفه بالتأخير في خطة ينظر اليها كثيرون على أنها الفرصة الاخيرة للحيلولة دون انزلاق العراق في هوة حرب أهلية شاملة قال المالكي "أدعوكم وبسرعة الى انجاز كل المقدمات... حتى لا نحبط آمال الناس."

وجاءت تصريحات المالكي بعد ثلاثة أيام من تفجير انتحاري بشاحنة ملغومة أدى الى مقتل 135 شخصا في منطقة شيعية ببغداد في أسوأ هجوم منفرد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وهناك شعور متزايد بالاحباط لدى العراقيين بسبب تأخر انطلاق الحملة الأمنية التي أعلن عنها المالكي للمرة الاولى قبل نحو شهر.

وفي حادث قد ينذر بمزيد من التوتر بين الولايات المتحدة وايران قال مسؤولون ايرانيون وعراقيون ان مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي خطفوا دبلوماسيا ايرانيا في بغداد. وحملت طهران الجيش الاميركي المسؤولية وطالبت باطلاق سراحه.

ويقول مسؤولون عراقيون إن الحملة المزمعة كان من المقرر انطلاقها هذا الاسبوع لكن قوات الامن العراقية طلبت مزيدا من الوقت لنشر جنودها في الاماكن المناسبة. وفشلت حملة سابقة في الصيف الماضي لان عدد القوات العراقية المشاركة فيها كان أقل كثيرا مما ينبغي.

وبالاضافة الى ذلك لم يصل حتى الآن القائد الجديد للجيش الامريكي في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس وهو خبير في مكافحة المقاومة لكن من المقرر أن يصل في الايام القليلة المقبلة. وخصص الرئيس الاميركي جورج بوش 17 ألف جندي اضافي لحملة بغداد المزمعة.

وفي لقاء بقادة الجيش العراقي بثه التلفزيون الرسمي قال المالكي إن الكثير من الكلام قيل بشأن الحملة الامنية المزمعة مما شجع العراقيين الذين أنهكتهم الحرب على الاعتقاد بأنها تمثل نهاية "للنفق المظلم".

وأضاف "اما أن نربح جميعا أو نخسر جميعا" مشيرا الى أن العالم يراقب الموقف عن كثب وينتظر من العراقيين تحقيق النصر.

وفي اشارة الى أن التأخير يؤجج العنف الذي أودى بحياة ما يربو على 1000 شخص في الايام العشرة الاخيرة قال المالكي "لابد أن تكون العمليات هي التي توحد الموقف .. حينما ننزل الى الميدان قريبا ان شاء الله وان كنت أشعر أننا تأخرنا وأن هذا التأخر بدا للبعض رسالة سلبية".

وأضاف أن أي تأخير في تطبيق الخطة الأمنية سيستغله من وصفهم بأعداء العملية والراغبين في كسر ارادة قوات الأمن.

وقال المالكي من قبل إن الحملة الأمنية ستستهدف المسلحين الشيعة والسنة على السواء وذلك ردا على انتقادات بأن من أسباب فشل حملة مماثلة في الصيف الماضي أن حكومته التي يهيمن عليها الشيعة منعت القوات الامريكية من تعقب الميليشيات الشيعية.

وعلى الرغم من دعوة المالكي الى التعجيل يقول ضباط أميركيون انه سيكون هناك تدرج في الحملة.

وحث جنرال أميركي العراقيين قبل أيام على التحلي بالصبر. وبينما وصل آلاف من الجنود العراقيين الاضافيين الى بغداد لم تصل بعد غالبية القوات الاضافية التي وعد بها بوش.

وفي حادث خطف الدبلوماسي الايراني الرفيع الاحد قال مسؤولون عراقيون وايرانيون إن 30 مسلحا يرتدون زي وحدة خاصة بالجيش العراقي تعمل مع القوات الاميركية في العراق خطفوا السكرتير الثاني في السفارة الايرانية في بغداد.

وقال مسؤول عراقي إن رجال شرطة كانوا قريبين من موقع الحادث أطلقوا النار على المسلحين وألقوا القبض على ستة منهم. وفي وقت لاحق جاءت قوة أمنية أخرى الى مركز الشرطة وقال أفرادها انهم سيقتادون الرجال الستة الى مبنى الجرائم الخطيرة في بغداد لكن الشرطة اكتشفت لاحقا أنهم لم يصلوا الى هناك مطلقا.

وكانت القوات الاميركية في العراق قد اعتقلت عددا من الايرانيين بينهم دبلوماسيون خلال الشهرين الاخيرين وما زالت تحتجز خمسة ايرانيين. وتتهم واشنطن ايران بمساعدة المسلحين الذين يقاتلون القوات الاميركية في العراق وتعهد الرئيس الاميركي جورج بوش بوقف ذلك الدعم.

ونفى متحدث باسم الجيش الاميركي أي دور للقوات الامريكية في الحادث الذي يأتي وسط توترات بين الولايات المتحدة وايران بسبب برنامج طهران النووي.

ومع تزايد التوقعات بشأن الحملة الامنية المنتظرة في بغداد ظهرت بضع علامات الثلاثاء على قرب انطلاقها.

فقد أقامت قوات الامن العراقية نقاط تفتيش جديدة في بعض الاحياء في أرجاء بغداد. وخلافا للمعتاد شوهدت وحدات من الجيش والشرطة العراقيين تقوم بدوريات في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يعد حليفا أساسيا للمالكي.

وشوهدت عربات همفي ومركبات أخرى مدرعة تابعة للجيش الامريكي في حي الشعب ذي الاغلبية الشيعية حيث فرت عائلات كثيرة من العنف الطائفي.

الى ذلك قالت الشرطة العراقية إن قنبلة مزروعة على الطريق استهدفت دورية تابعة للشرطة مما أسفر عن مقتل شرطي واصابة ثلاثة اخرين في وسط بغداد.

وفي الموصل قالت الشرطة إن مسلحين أغاروا على منزل مما أسفر عن مقتل رجل وزوجته في مدينة الموصل الواقعة على بعد 093 كيلومترا شمالي بغداد.

واضافت الشرطة إن قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت قرب سيارة مما أسفر عن مقتل امرأة واصابة اثنين اخرين في قرية قرب بلدة الصويرة الواقعة على بعد 04 كيلومترا جنوبي بغداد.

وفي بغداد قالت الشرطة إنه تم العثور على اجمالي 03 جثة عليها اثار أعيرة نارية في مناطق مختلفة في بغداد يوم الثلاثاء.

سقطت قذيفة مورتر على منزل في الفلوجة الثلاثاء مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى بينهم امرأتان في الفلوجة معقل السنة والواقعة على بعد 05 كيلومترا غربي بغداد.

وفي المحمودية قالت الشرطة إنها عثرت على جثث ثلاثة أفراد أمس في بلدة المحمودية الواقعة على بعد 03 كيلومترا جنوبي بغداد.

و عثرت الشرطة أمس في بلدة اليوسفية الواقعة على بعد 51 كيلومترا جنوبي بغداد.

وقرب الكوت قالت الشرطة إنها اعتقلت ثلاثة ايرانيين أمس لعبورهم بشكل غير مشروع الحدود قرب مدينة الكوت الواقعة على بعد 071 كيلومترا جنوب شرقي بغداد