خبر عاجل

المالكي يتوعد ”الارهابيين” وانباء عن عزمة اجراء تعديل وزاري

تاريخ النشر: 25 يناير 2007 - 04:58 GMT
توعد رئيس الحكومة العراقية جواد المالكي "الارهابيين" من العرب وغير العرب واكد ان الحملة الامنية الجديدة ستقضي على العنف الطائفي، في هذه الاثناء افادت مصادر كردية عن قرب التعديل في الحكومة العراقية حيث ستشمل 10 وزارات خدمية

المالكي يتوعد

تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الخميس بأن الحملة الامنية في بغداد لن تترك مكانا للمسلحين يختبئون فيه حتى لو سعوا للاحتماء بالمساجد أو المدارس.

وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان حث المالكي السياسيين من جميع التيارات على تأييد حملة بغداد الامنية التي ستدعمها قوة أمريكية من نحو 17 ألف جندي والتي ينظر اليها البعض على أنها الفرصة الاخيرة لاستئصال شأفة العنف الطائفي في العاصمة. وقال "لن يكون هناك مكان محصن لا مدرسة ولا بيت ولا حتى مسجد او حسينية اذا كانت منطلقا للارهابيين وحتى مقرات الاحزاب اذا اصبحت مكانا لتحصن الارهابيين."

وقال المالكي ان عزمه آتى ثماره. وقال انه على علم بأن "مجرمين" كبارا فروا من بغداد وان اخرين فروا من البلاد واصفا ذلك بأنه أمر جيد لانه يظهر أن رسالة الحكومة العراقية تؤخذ مأخذ الجد. وكانت هناك مخاوف من أن يحاول المسلحون ببساطة تفادي المواجهة خلال الحملة على أمل أن تغادر القوات الامريكية في نهاية المطاف. وقال السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاد يوم الاربعاء "هناك قلق من أنهم قد يختفون عن الانظار ويتجنبون الصراع الان كي يقاتلوا في يوم اخر." وتعهد المالكي الذي وجهت له انتقادات لعدم بذل ما يكفي من الجهود لكبح الميليشيات المرتبطة ببعض من حلفائه بالحمل على الجماعات المسلحة بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية والسياسية. وقال ردا على الانتقادات بأن الميليشيات الطائفية نجحت في اختراق صفوق الجيش والشرطة "أجهدنا أنفسنا للحصول على ضباط مهنيين فقط.. فلنساعد هؤلاء الضباط لنكون هذه المرة في موقع واحد."

وصنفت واشنطن جيش المهدي وهو ميليشيا موالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بأنه الخطر الاكبر على أمن العراق وحذرت من أن نجاح خطة المالكي يعتمد على تعامله مع الميليشيات الشيعية بنفس القدر من الحزم الذي يتعامل به مع الميليشيات السنية.

واتهم رئيس الوزراء الذي يعتمد على تأييد كتلة الصدر في البرلمان بالفشل في اتخاذ اجراءات صارمة ضد جيش المهدي من قبل لكن مسؤولين في الائتلاف الشيعي الحاكم قالوا انه قبل الان بأن عليه التحرك. وتعهد بهاء الاعرجي وهو عضو كبير في التيار الصدري بمساندة خطة المالكي في البرلمان كما فعلت الاحزاب السنية والكردية. ووافق البرلمان بالاجماع على الخطة. ومنذ أعلن المالكي خطته في وقت سابق هذا الشهر نفذت سلسلة من التفجيرات وعثر على عشرات الجثث ملقاة في جميع أنحاء المدينة فيما يبدو أنها عمليات تنفذها فرق اعدام. وعثر على 33 جثة يوم الاربعاء فقط.

وقال المالكي ان قوات الامن العراقية ستبدأ في اخلاء منازل النازحين من بغداد والتي تركها أصحابها فرارا من العنف الطائفي والتطهير العرقي وسكنها اخرون تمهيدا "لعودة العوائل المهجرة الى منازلهم." وقال "اعلموا ان اليوم أو غدا سنمارس عملية اعتقال على كل من يسكن في بيت مهجر لكي نفتح الباب أمام الذين هجروا من بيوتهم للعودة."

وفر عشرات الالاف من السكان من الشيعة والسنة والمسيحيين من منازلهم في بغداد بسبب العنف والتهديدات التي حولت الكثير من الاحياء التي كانت تضم مزيجا طائفيا الى جيوب تقتصر على طائفة دون غيرها.

وتقول الامم المتحدة ان نحو نصف مليون عراقي نزحوا عن ديارهم الى أماكن أخرى داخل العراق منذ تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في فبراير شباط مما أدى الى تصاعد الهجمات الطائفية. وفر كثيرون اخرون الى خارج البلاد.

ورفض المالكي التلميحات بأن خطته الامنية تمثل فرصة أخيرة قائلا انه لا يوجد جدول زمني للنجاح. وقال "المعركة مع الارهاب معركة مفتوحة ومستمرة والخطة لن تكون الاخيرة." ومع قرب نفاد صبر الرأي العام الامريكي من الحرب لاقت خطة بوش لارسال 21500 جندي اضافي معظمهم الى بغداد معارضة شديدة من الكونجرس الجديد الذي يهيمن عليه الديمقراطيون. ورفضت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي يوم الاربعاء نداء بوش باعطاء فرصة لاستراتيجيته الجديدة وصوت 12 عضوا ضد الخطة مقابل تسعة أصوات مؤيدة.

تعديل وزاري وشيك

الى ذلك أكدت مصادر كردية قريبة من مجلس الوزراء العراقي أن التعديلات الوزارية التي كثر الحديث عنها منذ عدة أشهر في حكومة المالكي "باتت وشيكة" وستشمل عشر وزارات خدمية تطال جميع الكتل البرلمانية. وقال حسن السنيد، القيادي في حزب الدعوة الإسلامي (حزب المالكي) في لقاء مع صحيفة (آسو) الكردية، إن التعديلات المرتقبة ستجري خلال شهر شباط/فبراير القادم، وستشمل عشر وزارات خدمية من جميع الكتل". وأعرب السنيد عن أمله في أن تؤدي التعديلات المقترحة إلى "تفعيل" حكومة المالكي التي "لديها برنامج مكثف لتحسين الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد". وعلى صعيد متصل أشارت مصادر كردية في بغداد إلى ن وفدا من عدة شخصيات مقربة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بينهم صادق الركابي كبير مستشاري المالكي وحيدر العبادي وعلي الأديب وحسن السنيد، سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع القادم لتسلم رسالة من الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى المالكي. ووصفت تلك المصادر الرسالة القادمة بأنها "ستكون أكثر صراحة وأشد لهجة" من تلك السابقة التي وجهها الرئيس بوش الى المالكي. ولكن السنيد رفض الإفصاح عن أسباب زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن، مكتفيا بالرد على أن الزيارة تأتي بناءا على دعوة أمريكية وأن هناك تفاهم جيد بين الحكومة العراقية وإدارة واشنطن نافيا نية الأخيرة إرسال رسالة "تهديد" إلى المالكي. ووصف السنيد المالكي بـ"الشخصية القوية ويجب أن تكون وزارته قوية أيضا"، وأبدى رفضاً للاتهامات الموجهة للأخير مذكراً بأن "القوة لا تعني مواجهة المشاكل بالقمع والعنف ، أو أن نحول البلد إلى سجن كبير، بل القوة تكمن في الالتزام بالدستور والتحالف مع القوى الأخرى لتغليب مصلحة البلد على المصالح الأخرى". يذكر أن الرئيس الأمريكي سبق وأن وجه تحذيرات إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مطالبا إياه "بذل جهود أكبر" لتحسين الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، وإلا فأنه "سيخسر" الدعم الأمريكي لحكومته