"الكونغرس" يدعو للتحقيق بشأن سجون الإمارات السرية

تاريخ النشر: 26 مايو 2018 - 08:40 GMT
 ألفا يمني قد اختفوا في السجون، حيث كانت أساليب التعذيب القاسية هي القاعدة الرئيسية
ألفا يمني قد اختفوا في السجون، حيث كانت أساليب التعذيب القاسية هي القاعدة الرئيسية

صوَّت مجلس النواب الأمريكي، أحد مجلسي الكونجرس، على التحقيق والمحاسبة العامة للدور الأمريكي الحالي في سجون التعذيب السرية، التي تديرها الإمارات وحلفاؤها جنوب اليمن.

وذكر موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، الجمعة، أن الموافقة على التحقيق جاءت في أعقاب معركة كلامية بين النواب والمخابرات الأمريكية، حيث أبرزت الدور الجديد لوكالة المخابرات المركزية "جينا هسبل" في برنامج التعذيب الأمريكي في السنوات، التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تقدمت لجنة قوانين مجلس النواب بطلب من وزارة الدفاع للتحقيق فيما إذا كان حلفاء الولايات المتحدة في اليمن متورطين في تعذيب المعتقلين، وإذا كان للعاملين الأمريكيين أي دور في الاستجواب، وتم الاتفاق عليه بالإجماع، من خلال التصويت الصوتي يوم الخميس، وفقاً للموقع.

وذكر تحقيق، أجرته وكالة "أسوشيتد برس" العام الماضي، أن شبكة مؤلفة من 18 سجناً سرياً في جنوب اليمن تديرها الإمارات، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في محاربة القاعدة في اليمن، أو من قبل القوات اليمنية التي تسيطر عليها وتمولها الإمارات.

وأفاد التحقيق أن ما يقرب من ألفين يمني قد اختفوا في السجون، حيث كانت أساليب التعذيب القاسية هي القاعدة الرئيسية، بما في ذلك أسلوب "الشواء"، الذي "ترتبط فيه الضحية بعمود، ويقلب على النار بشكل دائري مثل الشواء".

قوات يمنية تمولها وتديرها الإمارات

وحمَّل تقرير أعده فريق من خبراء الأمم المتحدة في يناير الماضي، القوات الإماراتية في اليمن المسؤولية الكاملة عن أعمال التعذيب، التي شملت الضرب، والصعق بالكهرباء، والحرمان من العلاج الطبي، والعنف الجنسي، وفقاً للموقع.

وبحسب التقرير، فإن الدور الدقيق الذي يلعبه أفراد الولايات المتحدة من وزارة الدفاع أو وكالة المخابرات المركزية في هذه الاستجوابات ليس واضحاً، لكن مسؤولي الدفاع الأمريكيين قالوا لـ"أسوشيتد برس": إن "القوات الأمريكية تشارك في استجواب المعتقلين في مواقع باليمن، وتزود الآخرين بالأسئلة، وتتلقى نسخاً من التحقيقات من الحلفاء الإماراتيين".

وقال السيناتور الديمقراطي، رو خانا، إنه من غير المقبول أن "يشارك أفراد من الولايات المتحدة في التعذيب، أو يعتمدون على دولة حليفة لاستخدام التعذيب، هذه ليست الطريقة الأمريكية، نحتاج إلى وضع حد لذلك".

وطالب خانا بتقرير عام متاح للجمهور، وليس سرياً، عن نتائج الدور الذي لعبته الإمارات في سجون التعذيب هذه، وما إذا كان أي من الأفراد الأمريكيين متورطاً بأي شكل من الأشكال"، مشككاً بالدور الأمريكي في اليمن قائلاً: "لا أعتقد أن هناك شفافية كافية حول دور الولايات المتحدة في اليمن".

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد ذكرت أنها وثقت ما لا يقل عن 18 سجناً سريا في جنوب اليمن تحت إدارة الإماراتيين أو القوات اليمنية التي شكلتها ودربتها الإمارات، وفق تقارير جمعتها من معتقلين سابقين وعائلات السجناء ومحامين وحقوقيين ومسؤولين عسكريين يمنيين.

وقالت لورا بيتر، من هيومن رايتس ووتش، إن الانتهاكات تظهر أن الولايات المتحدة لم تتعلم الدرس بأن التعاون مع القوات، التي تعذب المحتجزين وتفرق الأسر ليس وسيلة فعّالة لمحاربة الجماعات المتطرفة.

من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق بقيادة الأمم المتحدة لدور الإمارات والأطراف الأخرى في إنشاء شبكة التعذيب "المروعة" وفي مزاعم استجواب الولايات المتحدة للمحتجزين أو تلقيها معلومات ربما تم الحصول عليها من خلال التعذيب.