قال نشطاء معارضون ان القوات السورية قتلت 54 شخصا على الاقل يوم الجمعة خلال حملتها لاخماد المظاهرات ضد الرئيس بشار الاسد قبل مهة سلام لمبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.
وقال نشطاء ان قذائف الدبابات وقذائف المورتر سقطت على احياء معارضة في مدينة حمص المضطربة بوسط سوريا مما اسفر عن مقتل 17 شخصا. وتحدث النشطاء عن مقتل 24 شخصا اخرين في محافظة ادلب الشمالية كما تحدثوا عن مزيد من القتلى في مناطق اخرى في البلاد.
وقال كرم أبو ربيع الذي يقيم بحي كرم الزيتون في حمص "دخلت 30 دبابة في الساعة السابعة صباحا وهي تستخدم مدافعها في اطلاق النار على المنازل."
ونظمت احدى المظاهرات لاحياء ذكرى احتجاجات للاكراد في شمال شرق سوريا عام 2004 أخمدتها قوات الامن وأسفرت عن سقوط نحو 30 قتيلا.
واظهرت مقاطع الفيديو التي نشرت على موقع يوتيوب على الانترنت مشاركة الاف من الاكراد في عدد من المدن الشمالية الشرقية في مظاهرات حيث حمل بعضهم لافتات تدعو الى انقاذ الشعب السوري. بينما اظهرت مقاطع اخرى بضع مئات من المحتجين في حي العسالي في دمشق يحرقون صورا للرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الاسد ويرددون هتافات ضده.
وتحدثت وكالة الانباء العربية السورية عن مظاهرات ضخمة مؤيدة للاسد في دمشق والحسكة في الشمال الشرقي.
وتؤدي القيود المشددة التي تفرضها السلطات السورية على عمل الصحافة الى صعوبات شديدة في التحقق من الاحداث والروايات عما يحدث على الارض.
وخرجت المظاهرات كل اسبوع بعد صلاة الجمعة منذ اندلاع الانتفاضة قبل عام على الرغم من القمع العنيف الذي تقوم به قوات الجيش والميلشيات الموالية للاسد.
ودخل الجانبان في صراع دام يبدو انه ينزلق الى حرب اهلية بعد فشل كل منهما في حسم الامر لصالحه.
وقالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة التي زارت حمص هذا الاسبوع ان حكومة الاسد وافقت على الانضمام الى منظمات الامم المتحدة في "تقييم محدود" لاحتياجات المدنيين في سوريا لكنها لم تستجب لطلبها بالسماح بالدخول غير المشروط لمنظمات الاغاثة.
وقالت اموس في مؤتمر صحفي في انقرة بعد زيارة قامت بها لمخيمات الاجئين السوريين في تركيا ان المسؤولين السوريين طلبوا مزيدا من الوقت.
واضافت اموس انها "صدمت" من مشاهد الدمار التي رأتها في حمص وانها تريد ان تعرف مصير المدنيين الذين كانوا يعيشون في حي بابا عمرو الذي غادره مقاتلو المعارضة في الاول من مارس اذار بعد حصار دام 26 يوما.
وقال نشطاء ان زيارة اموس لم تحدث اي تغيير.
وذكر وليد فارس وهو ناشط من حي الخالدية بحمص ان ما يريده السكان هو وقف القتل وتوفير الطعام.
وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ان 25 الف لاجئ سوري على الاقل فروا من سوريا العام الماضي.
واستندت احصائيات الامم المتحدة اساسا على اللاجئين الذين سجلوا انفسهم في المفوضية. وفر كثيرون الى دول مجاورة دون تسجيل. وقال ادواردز ان المعتقد ان اعدادا كبيرة من السوريين قد نزحت داخليا.
ودعا عنان الذي يبدأ مهمته في دمشق يوم السبت الى حل سياسي يتم التوصل اليه من خلال التفاوض لكن معارضين يقولون انه ليس هناك مجال للتفاوض وسط الحملة الامنية التي يشنها الاسد.
وحالت الخلافات بين القوى الكبرى دون اتخاذ اي اجراء بالامم المتحدة لحل الازمة حيث عارضت الصين وروسيا بصرامة اي خطوة قد تؤدي الى تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا.
ورحبت الصين بمهمة الامين العام السابق للامم المتحدة. وقال ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية "نأمل أن يستغل السيد عنان حكمته وخبرته لحث جميع الاطراف في سوريا على وقف العنف وبدء محادثات السلام."
ودافعت روسيا حليفة دمشق وموردة الاسلحة الرئيسية لها عن الاسد في مواجهة منتقدي حملته الدموية وانضمت الى الصين مرتين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين حول سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف عبر موقع تويتر في وقت متأخر يوم الخميس "يجب الا نؤيد اي قرار يعطي اي أساس لاستخدام القوة في سوريا."
ونأت القوى الغربية بنفسها عن اي عمل عسكري. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في المغرب يوم الجمعة "خيار اي تدخل عسكري ليس مطروحا على الطاولة."
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ايضا ان باريس لا يمكنها ان تقبل قرارا لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا يوجه اللوم عن أعمال العنف بشكل متساو للحكومة ومعارضيها.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الوزارة "لا يوجد تكافؤ بين القمع الوحشي الذي ارتكبته جماعة بشار الاسد على مدى شهور ورغبة الشعب السوري المشروعة في احترام حقوقه."
وقال دبلوماسي روسي ان الاسد يقاتل "ارهابيين" مدعومين من تنظيم القاعدة بينهم 15 الف مقاتل أجنبي على الاقل سيستولون على المدن اذا انسحبت القوات الحكومية.
وتنفي المعارضة السورية قيام القاعدة بأي دور في الانتفاضة الشعبية ضد حكم حزب البعث المستمر منذ نحو نصف قرن.
ويمكن أن تلعب موسكو دورا حيويا في اي جهود دبلوماسية ليتنحى الاسد عن الحكم مما سيجنب سوريا المزيد من سفك الدماء.
وتقدر الامم المتحدة أن قوات الامن السورية قتلت ما يزيد عن 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة للاسد. وقالت الحكومة في ديسمبر كانون الاول ان "ارهابيين مسلحين" قتلوا ما يزيد عن الفين من أفراد الجيش والشرطة.