دان حاخام اسرائيلي بارز والفاتيكان الفيلم المسئ لنبي الاسلام، فيما تظاهر العشرات امام السفارة الاميركية في تونس، في وقت دعا الاسلاميون في الاردن ومصر الى وقفات احتجاجية في ارجاء العالم الاسلامي والى مقاطعة البضائع الاميركية .
وقال الحاخام الاسرائيلي ميخائيل ملكيئور الذي شغل منصب وزير سابقا، وهو من المدافعين عن الحوار بين الاديان في بيان "على الرغم من ان حرية التعبير وحق الانتقاد هما من المبادىء المقدسة للديمقراطية الا انه يجب عدم استخدام هذه الحريات كذريعة لنشر البذاءات والاوساخ".
واضاف: "الفيلم الذي اخرجه سام باسيل الذي يعرف نفسه كيهودي وكاسرائيلي ونشر بذريعة الحرب على الارهاب، هو في الحقيقة فيلم يدوس على ايمان وكرامة مئات ملايين المؤمنين المسلمين ويسيء الى نبي الاسلام محمد باكثر الطرق اهانة وقباحة".
وقال مليكور الذي شغل سابقا منصب نائب وزير الخارجية ووزير الشؤون الاجتماعية "بصفتي يهوديا وحاخاما اسرائيليا اشعر بالخجل من الاسلوب واللغة المهينة لهذا الفيلم".
واضاف: "انه مخالف لمضمون توراة اسرائيل ويدنس اسم الله".
ومن جهتها قالت وزارة الداخلية الاسرائيلية بانها لا تعلق اذا ما كان مخرج الفيلم يحمل الجنسية الاسرائيلية ام لا.
وتسبب هذا الفيلم المسيء للاسلام بهجوم دموي على القنصلية الاميركية في بنغازي ادى الى مقتل السفير الاميركي كريس ستفينز وثلاثة اميركيين اخرين.
واحتشد حوالى مئة متظاهر أمام السفارة الاميركية في العاصمة التونسية الاربعاء إحتجاجاً على الفيلم.
ورفع المتظاهرون من رجال ونساء الرايات السلفية السوداء وتجمعوا على رصيف مواجه لمبنى السفارة في منطقة ضفاف البحيرة التي تبعد 10 كلم شمال تونس العاصمة.
وانتشرت تعزيزات للشرطة وامنت آلية عسكرية الحراسة وقام دراجون بدوريات حول السفارة التي عادة ما تفرض حولها تدابير امنية مشددة.
وقال مصدر في السفارة لوكالة "فرانس برس" ان الموظفين والدبلوماسيين عملوا بشكل طبيعي بعد ظهر الاربعاء.
وسيتظاهر المحتجون الذين اتوا مجموعات وبصمت، بعد صلاة العصر في الساعة 15,00 ت غ.
كما دان الفاتيكان الاربعاء "الاهانات والاستفزازات" لمشاعر المسلمين بعد بث الفيلم المسئ للاسلام.
وقال فدريكو لومباردي المتحدث بلسان الفاتيكان ان "التبعات الخطيرة للاهانات والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المؤمنين المسلمين تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه الايام".
واضاف لومباردي في بيان ان هذه الاستفزازات والاهانات "تترتب عليها نتائج مأسوية تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لاعمال عنف لا يمكن القبول بها اطلاقا".
واضاف ان "الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب".
وقتل السفير الاميركي في ليبيا كريس ستفينز وثلاثة اميركيين عندما هاجمت مجموعة من المحتجين الغاضبين القنصلية الاميركية في بنغازي واضرمت فيه النيران احتجاجا على فيلم يسيء للاسلام.
كما اقتحم عدد من المحتجين السفارة الاميركية في القاهرة وانزلوا العلم عنها ورفعوا علما اسود يحمل عبارة "لا اله الا الله محمد رسول الله".
ويصور الفيلم الذي يمثل فيه عدد من الممثلين الذين يتحدثون بلكنة اميركية واضحة، المسلمين على انهم من دون اخلاق وعنيفون.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" فان الفيلم الذي تسبب في اعمال العنف هو فيلم "براءة المسلمين" الذي اخرجه الاميركي الاسرائيلي سام باسيل المستثمر العقاري البالغ من العمر 54 عاما. وقال المخرج بعد تظاهرات القاهرة للصحيفة الاميركية ان "الاسلام سرطان".
وقد دعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر الاربعاء الى وقفات احتجاجية في جميع انحاء البلاد الجمعة احتجاجا على الفيلم.
وقال محمود حسين الامين العام لحركة الاخوان المسلمين في بيان "ان الجماعة تدعو لعمل وقفات احتجاجية سلمية لاستنكار الاساءة للمعتقدات الدينية، والاساءة لرسول الله .. وذلك بعد صلاة الجمعة القادمة .. امام المساجد الرئيسية في جميع محافظات مصر.
كما دعت الجماعة "كل القوى الوطنية للمشاركة في هذه الوقفات".
وتعد جماعة الاخوان المسلمين التي ياتي منها الرئيس محمد مرسي، اكبر قوة سياسية منظمة في مصر.
واعلنت الرئاسة الافغانية الاربعاء انها "تدين بشدة" الفيلم المسيء للاسلام والذي تسبب في تظاهرات عنيفة ادت الى مقتل سفير الولايات المتحدة وثلاثة موظفين اميركيين في ليبيا، مؤكدة ان هذا الفيلم "غير انساني ومهين".
واعتبرت كابول في بيان ان "هذا العمل المهين اثار مواجهة بين الاديان والثقافات في العالم، انها ضربة وجهت الى السلام والتعايش السلمي"، مؤكدة ان "اهانة المعتقدات والقيم الدينية ليست جزءا من حرية التعبير".
وفي الاردن، استنكرت جماعة الاخوان المسلمين الفيلم ودعت الى "تحرك رسمي وشعبي اسلامي" والى "مقاطعة السلع والبضائع الاميركية".
وقال المراقب العام للاخوان همام سعيد في بيان نشره الموقع الالكتروني للجماعة "نطالب الحكومات الاسلامية باتخاذ موقف حازم ازاء الاعتداء العنصري الجديد بحق العقيدة الاسلامية، بما يوقف هذه الاعمال الاستفزازية الدنيئة".
ودعا سعيد الى "مقاطعة السلع والبضائع الامريكية، حتى توقف السلطات هناك المسيئين وتحاكمهم وتعتذر للمسلمين عن مثل هذه الاعمال المنافية للفطرة الانسانية السليمة".
كما دعا الشعوب الاسلامية الى "الضغط على حكوماتها لوقف الهجمة على رموز الاسلام ومقدساته"، مشيرا الى ان "ما يجري يخالف القيم والقوانين والاعراف والمواثيق الانسانية".
واعتبر سعيد ان "ما يجري هو حقد اعمى على الاسلام الذي يواصل الانتشار في مختلف الاوساط"، مشيرا الى ان "الجرم الجديد يتزامن مع صحوة الامة الاسلامية وربيعها".
ودعت "جماعة الاخوان المسلمين" في مصر الى وقفات احتجاجية في جميع انحاء البلاد الجمعة احتجاجا على هذا الفيلم المسيء للاسلام.
وقال محمود حسين الامين العام لحركة الاخوان المسلمين في بيان "ان الجماعة تدعو لعمل وقفات احتجاجية سلمية لاستنكار الاساءة للمعتقدات الدينية، والاساءة لرسول الله وذلك بعد صلاة الجمعة المقبلة امام المساجد الرئيسية في جميع محافظات مصر.
كما دعت الجماعة "كل القوى الوطنية للمشاركة في هذه الوقفات".