العراق يرد بقوة على تصريحات المبعوث الأميركي

تاريخ النشر: 07 ديسمبر 2025 - 05:47 GMT
_

أبدت وزارة الخارجية العراقية دهشتها من تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك بشأن الشأن الداخلي للعراق، مؤكدة أن الديمقراطية والنظام الاتحادي ثابتان في الدستور ولا تراجع عنهما.

 وقالت الوزارة في بيان اليوم الأحد إن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين عقد اجتماعاً مع مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بالملف السوري توماس باراك على هامش أعمال منتدى الدوحة.

وأوضح البيان أن الوزير استعرض خلال اللقاء المسار الذي قطعه العراق منذ عام 2003 لترسيخ نهجه الديمقراطي، وما رافق تلك المرحلة من تحديات معقدة، مؤكداً تمسك البلاد بخيارها الديمقراطي وبناء مؤسساتها، ورفض عودة أي شكل من أشكال الحكم الدكتاتوري الذي عانى منه العراقيون طويلاً.

وفي إطار متصل، تناول اللقاء التحديات التي تواجه سوريا والجهود السياسية المبذولة لحلحلة الأزمة، إضافة إلى دور المبعوث الأميركي في هذا المسار.

وأشار حسين، وفق البيان، إلى استغراب الحكومة العراقية من تصريحات باراك الأخيرة المتعلقة بالأوضاع الداخلية، مبيناً أن توضيح الرؤية كان يستدعي معالجة مختلفة تعكس ما تحقق في العراق من تطور سياسي واستقرار نسبي. وشدد على أن خيارات العراقيين محترمة، وأن الديمقراطية والنظام الاتحادي مساران لا بديل عنهما رغم ما يواجه البلاد من صعوبات.

وأكد الوزير أهمية تعزيز التعاون بين بغداد وواشنطن، وتطوير الشراكة الاستراتيجية خصوصاً في ضوء دور الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. كما دعا إلى ضمان تمثيل جميع مكونات الشعب السوري في العملية السياسية وبدء حوار وطني شامل، مع استعداد العراق لتقديم الخبرة والمشورة استناداً إلى تجربته في إدارة الأزمات.

من جهته، أعرب توماس باراك عن تقديره للعرض التاريخي والسياسي الذي قدمه حسين بشأن أوضاع العراق قبل عام 2003، مشدداً على احترام الإدارة الأميركية للتجربة العراقية، ومبيناً أن تصريحاته الأخيرة كانت موجهة لانتقاد مقاربات الإدارات الأميركية السابقة.

وكان باراك قد أدلى بتصريحات لصحيفة ذي ناشيونال، انتقد فيها السياسات الأميركية السابقة في العراق، محذراً من احتمال انزلاق البلاد نحو سيناريوهات تقسيم أو نشوء جمهوريات فيدرالية. كما اعتبر أن إيران ملأت الفراغ السياسي بسبب ما وصفه بالهيكل المختل الذي أتاح نفوذاً واسعاً لجماعات مسلحة يتجاوز نفوذ البرلمان.

وأشاد باراك برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني واصفاً إياه بالرجل الكفؤ، لكنه قال إن رئيس الحكومة لا يملك القوة الكافية لتشكيل ائتلاف قوي بسبب عرقلة بعض مكونات الحشد الشعبي داخل البرلمان.

 كما رأى أن العراق وسوريا يواجهان تحديات قد تقود إلى نماذج تقسيم شبيهة بما شهدته يوغوسلافيا، محذراً من مخاطر تعدد الرؤى حول الفيدرالية وعدم الاتفاق على نموذج موحد.