تحوّل خلاف طلابي بسيط في إحدى مدارس مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق إلى نزاع عشائري مسلح استخدمت فيه أسلحة خفيفة ومتوسطة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين بجروح خطيرة، في حادثة أثارت جدلا واسعا على المنصات الرقمية ودعوات متصاعدة لنزع سلاح العشائر بالقوة.
وبحسب مصادر أمنية، فإن المشادة التي اندلعت بين مجموعة من الطلبة داخل المدرسة، تطورت سريعا بعد تدخل ذويهم من الطرفين، لتتحول إلى مواجهات مسلحة في أحياء سكنية، وسط حالة من الهلع بين السكان. وأظهرت مقاطع مصورة من موقع الاشتباك تصاعد أعمدة الدخان بكثافة وسماع أصوات إطلاق نار متواصل، فيما كشفت التحقيقات الأولية أن الحادثة تجدد لخلاف عشائري قديم.
وأدت المواجهات إلى احتراق مضافتين عشائريتين، إحداهما تعود لعشيرة لا علاقة لها بالنزاع، بينما تدخلت قوات الشرطة في محافظة ذي قار لاحتواء الموقف، إلا أن الاشتباكات امتدت لتشمل مواجهات متقطعة بين القوات الأمنية والمسلحين من الجانبين.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية لاحقا إلقاء القبض على 27 متهما متورطا في النزاع، وضبط عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بينها بندقية "كلاشنكوف"، مؤكدة إحالة الموقوفين إلى الجهات القضائية المختصة.
وأشعلت الحادثة تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر وسم "ذي_قار" قائمة الأكثر تداولاً في العراق، وسط انتقادات حادة لتراخي الدولة في ضبط السلاح المنفلت.
وطالب ناشطون، بضرورة تحرك عاجل من الحكومة لنزع السلاح العشائري وحصره بيد الدولة، فيما دعا أبو حسين التميمي إلى إرسال قوات خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب إلى ذي قار لتولي المهمة. معبرين عن أسفهم لتحول المدارس إلى "ساحات لتصفية الحسابات"، داعيا وزارة التربية إلى تحمل مسؤولياتها التربوية.