أعلنت مصادر محلية في مدينة الرقة شمال شرق سوريا، العثور على 200 جثة في مقبرة جماعية
وبحسب وكالة "هاوار" الكردية، انتشلت القوات المختصة، من مقبرة معسكر الطلائع الجماعية في مدينة الرقة، جثث 190 شخصا أعدمهم عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي ميدانيا.
وبحسب تحاليل الطب الشرعي فإن بعض الجثث تعرضت لقطع الرأس "القصاص" وإلباس "البدلة البرتقالية"، وجثامين 3 نساء تعرضت "للرجم" .
ورغم مرور أكثر من عام وعشرة أشهر على هزيمة تنظيم «داعش» في الرقة، لا يزال إحصاء الجثث وإخراجها مستمراً مع انتشالها من «مقابر جماعية» أو من تحت الأنقاض والكتل الإسمنتية جراء المعارك العنيفة التي دارت داخل المدينة، التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدّد في سوريا قبل طردهم في أكتوبر 2017.
ومنذ تحرير مدينة الرقة إثر هجوم بري واسع نفذته «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية، وبدعم من تحالف دولي ضمّ 79 دولة غربية وعربية تقودها الولايات المتحدة الأميركية، كُشف عن تسع مقابر جماعية داخل مدينة الرقة الواقعة شمال سوريا، بما فيها مقبرة «البانورما» التي أخرج منها أكثر من 900 جثة منها، وانتهت الفِرق من العمل منها بداية العام الحالي.
وتعد عملية استخراج وتحليل بقايا الهياكل العظمية من المقابر الجماعية عملية معقدة، تتطلب خبرة عالية في جمع المعلومات وقدرة كافية على إجراء الحفريات، ومهارات في التعرف على الجثث وتحديد سبب الوفاة، وهي من بين أبرز التحديات التي تواجه الفرق الميدانية
تقع مدينة الرقة على الضفة الشمالية لنهر الفرات وتبلغ مساحتها نحو 27 ألف كلم، كان يسكنها قبل اندلاع الحراك المناهض لنظام الحكم ربيع 2011؛ نحو 300 ألف نسمة غالبيتهم من العرب السنة إلى جانب أكراد ومسيحيين وتركمان، فرّ معظمهم بعد سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة.
وعمدَ التنظيم إلى احتجاز وقتل آلاف الأشخاص خلال سيطرته على المنطقة، ويتهم سكان الرقة عناصر «داعش» بتنفيذ عمليات الإعدامات ودفنهم في مقابر جماعية؛ إذ تقدر السلطات المحلية مقتل وفقدان آلاف الأشخاص خلال معركة استعادة المدينة تم دفن كثيرين منهم على عجل، ومنهم من بقيت جثثهم تحت الأنقاض.
والمقبرة الجماعية عبارة عن مكان يحتوي على جثث عدة تكون غالباً لأشخاص غير معروفي الهوية، دفن صاحبها في قبر لا يحمل شاهداً أو أي إشارة تدل على اسمه أو هويته الحقيقية، بحسب الدكتور محمود حاج حسن (60 سنة) المتحدر من الرقة، والذي يعمل طبيباً شرعياً لدى فريق «الاستجابة الأولية».
كان تنظيم «داعش» قد أعلن في يناير 2014 السيطرة على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور عادلت مساحتها بريطانيا في ذروة قوته منتصف 2015، وعمدَ عناصره إلى بثّ الشعور بالرعب من خلال نشر صور وأفلام مروعة لعمليات القتل التي نفذها عناصره، مثل مشاهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً بشهر فبراير (شباط) 2015، وتعليق رؤوس جثث مئات الجنود السوريين - أشباه عراة – في دوار النعيم وسط الرقة والذين أُسِروا في مطار الطبقة العسكري بيوليو (تموز) 2014، إلى جانب تصفية وقتل عشرات المواطنين الأجانب من صحافيين وعاملين في منظمات إغاثة.
وتحت عنوان «اكشفوا مصير ضحايا (داعش) المفقودين»، أطلقت الكثير من الأسر حملة بدعم من منظمة «هيومن رايتس ووتش»، للكشف عن مصير أبنائهم الذين فُقدوا وكانوا محتجزين لدى تنظيم «داعش» عندما كان يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا، وهذه العائلات لا تزال تحاول الاستعلام عن مصير ذويهم.