افاد مسؤولون في مدينة الحسيمة ان العاهل المغربي الملك محمد السادس سيصل بعد ظهر اليوم السبت الى هذه المدينة التي ضربها زلزال عنيف في الرابع والعشرين من الشهر الجاري على ان يقيم لايام عدة في مخيم على مرتفعات تطل على المدينة.
واعلن وزير الاتصالات المتحدث باسم الحكومة نبيل بن عبدالله الجمعة ان الملك الذي ارجئت زيارته الى المنطقة مرتين قرر التوجه الى الحسيمة "والبقاء هناك عدة ايام دون ان ينتظر انتهاء الهزات الارتدادية".
واوضح الوزير ان الملك "سيقيم في مخيم"، كما اوضح مسؤولون في المكان ان المخيم سيقام على ارض تطل على البحر وتقع في المرتفعات المطلة على الحسيمة.
وتقع مدينة الحسيمة في شمال المملكة وتطل على البحر المتوسط وهي تعد سبعين الف نسمة في الشتاء وضعف ذلك في الصيف بعد عودة الكثير من سكانها المغتربين في هولندا وبلجيكا وفرنسا الى مسقط راسهم لتمضية اجازتهم.
وشوهدت اجراءات امنية مشددة في المكان الذي سينصب فيه المخيم حتى قبل وصول العاهل المغربي الذي سيتوجه أيضا خلال الايام القليلة المقبلة الى مختلف المواقع التي تضررت من الزلزال الذي أوقع 571 قتيلا واكثر من 400 جريح حسب اخر حصيلة لا تزال موقتة.
وبعد زيارة الحسيمة السبت يتوجه العاهل المغربي الى امزورن التي تعد ثلاثين الف نسمة والواقعة على بعد 20 كلم جنوب المرفأ ثم الى مدينة آيت قمرة التي تضررت كثيرا من الزلزال.
واعتبر الوزير المغربي ان وجود الملك في المنطقة سيكون من شأنه "المساهمة في تسهيل وتسريع عمليات الاغاثة" مشيرا الى ان معاوني الملك سيتنقلون يوميا بين الحسيمة وطنجة لملاحقة اعمال الاغاثة.
ووصل العاهل المغربي منذ الثلاثاء الى طنجة (شمال غرب) "ليكون قريبا من رعاياه ويتابع عمليات الاغاثة".
ونظم السكان المنكوبون الجمعة عدة تظاهرات للتنديد ببطء المساعدات خصوصا قرب مطار المدينة حيث حطت منذ الاثنين 120 طائرة محملة بالاغذية ومواد الاغاثة من البلدان المانحة.
واشارت فرق الاغاثة الى ان عمليات توزيع المساعدات على السكان تحسنت حتى في القرى المعزولة رغم الصعوبات اللوجستية الكبيرة ورغم عمليات النهب والتدافع اثناء التوزيع.
وقال الفرنسي ايفون دلسو من منظمة اليسا المتخصصة في الاسعافات عن طريق الجو "انه امر طبيعي ان تكون هناك فوضى بل ان الأمر هنا اكثر تنظيما مما شهدت في زلازل أخرى".