الطفل "ريان".. فرق الإنقاذ على بعد مترين وكاميرات المراقبة ترصد حركته

تاريخ النشر: 05 فبراير 2022 - 09:28 GMT
الطفل ريان
تواصل عملية انقاذ الطفل ريان البالغ من العمر 5 سنوات

كشف مصدر مغربي مسؤول، النقاب عن تفاصيل جديدة تتعلق بعمليات إنقاذ الطفل ريان، مشيرا إلى أن كاميرات المراقبة رصدت الطفل صاحب الخمسة أعوام، وهو يستلقي على جانبه داخل البئر، المحاصر بعمقه منذ أيام.

وقال عبد الهادي الثمراني، عضو لجنة تتبع إنقاذ ريان المحدثة بعمالة إقليم شفشاون، أن "فرق الإنقاذ يفصلها متر وثمانون سنتيمترا فقط للوصول إلى الطفل ريان.. استطعنا حفر 4 أمتار يدويا، إلى حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت، والباقي 180 سنتيمترا للوصول إلى الهدف".

حالة غيبوبة

من جانبه قال رئيس الهيئة الإقليمية للمواطنة والتنمية البشرية بالمجلس الإقليمي لشفشاون شمالي المغرب، عبد الحي الطيار، إنه ليس هناك دليل على استمرارية بقاء ريان حيا.

وأكد الطيار، اليوم السبت، إن "أعمال الحفر تتم على مهل". وقال "هناك تخوف من انهيار التربة خلال أعمال الحفر".

واعتبر الطيار أن "6 ساعات ستكون كافية لإخراج الملاك الصغير ريان من البئر".

وحول احتمالية بقاء ريان على قيد الحياة، رجح الطيار أن يكون الطفل "في حالة غيبوبة"، وقال "ليس هناك دليل على استمرارية بقائه حيا".

وفيما يتعلق بانهيار التربة وجاهزية السلطات لمواجهة ذلك، بين الطيار أن فرق الإنقاذ مستعدة لكل الظروف حتى في حالة انهيار التربة، مؤكدا أن "القوات تعمل بحذر حتى لا يقع أي خطأ".

قنوات اسمنتية

وأوضح أن القوات "تستخدم قوادس (قنوات أسمنتية) لإنزالها في النفق بهدف تفادي انهيار التربة وحدوث فاجعة أكبر".

وشدد الطيار على أن قوات الإنقاذ مستعدة لجميع الظروف متمثلا ذلك في عدد رجال الوقاية المدنية، ووجود قوات عمومية من رجال الدرك الملكي، فضلا عن وجود سيارات إسعاف، وثلاث مروحيات بالقرب من مكان الحادث، ومتخصصين ومهندس مدني ومهندس طبوغرافي.

وفسر الطيار أن حفر النفق، كان بالاعتماد على الحفر اليدوي أفقيا، من قبل أشخاص متخصصين في حفر الآبار والمغارات بالمنطقة وتحت إشراف الوقاية المدنية.

 

ومرت حوالي 18 ساعة مرت على بدء الحفر الأفقي، وهي تتم بأدوات يدوية وآليات لا تحدث اهتزازات كي لا يحدث أي انهيار في التربة الهشة.

ويتوافد المزيد من الأهالي على المكان منذ ساعات الصباح الأولى بالتوقيت المحلي، حيث بات عمال الإنقاذ على مسافة مترين من الطفل ريان البالغ من العمر 5 سنوات .

الطفل ريان

عملية إنقاذ معقدة

وبدوره، قال وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة في بيان إن سلطات بلاده سخرت كل الإمكانيات لإنجاح عملية إنقاذ الطفل، التي تعد من بين أعقد عمليات الإنقاذ المماثلة بسبب هشاشة التربة، وانجرافها المتكرر نتيجة عمليات الحفر الجارية.

وأضاف "في هذه اللحظات نترقب فيها كمغاربة بكل أمل وثقة من أجل أن يعود بطلنا ريان حيا يرزق إلى حضن عائلته، وأن تتمكن فرق التدخل من إنقاذه في أقرب وقت ممكن".

الطفل ريان

وفجر اليوم السبت، بدأت طواقم الإنقاذ الاستعانة بصهريج حديدي مفتوح من الجانبين قطره متر ونصف، إلى جانب أنابيب إسمنتية كبيرة، وذلك لحماية الطواقم من أي انهيار صخري محتمل.

ومنذ غروب الجمعة، شرعت طواقم الإنقاذ بالحفر اليدوي الأفقي، حيث تفصلهم أمتار قليلة عن الطفل العالق منذ ظهر يوم الثلاثاء داخل بئر جافة عمقها 32 مترا، في القرية الزراعية إغران بولاية شفشاون.

وتأتي هذه المرحلة بعد إنهاء الجرافات من حفر منحدر عمقه 32 مترا، بموازاة البئر التي علق فيها الطفل.

مراحل حاسمة

وقالت السلطات فجرا إن عملية الإنقاذ دخلت مرحلتها الأخيرة والحاسمة، كما قال عضو اللجنة التي أحدثت لتتبع العملية عبد الهادي الثمراني لوسائل إعلام محلية أمس إن فرق الإنقاذ "تزود الطفل بالأكسجين على مدار الدقيقة وكل ثانية"، بينما جهزت طائرة مروحية طبية على أمل إنقاذه حيا لينقل إلى أقرب مستشفى.

عملية إنقاذ الطفل ريان

ولا يزال مصير الطفل يخطف الأنفاس في المملكة وسط ترقب وآمال عريضة بنهاية سعيدة، كما تحظى عملية الإنقاذ بمتابعة واسعة في العالم العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تصدّر وسم "أنقذوا ريان" قائمة المواضيع الأكثر تداولا في دول عدة.

ولم تمنع برودة الأجواء آلاف السكان من الانتظار حول البئر حتى منتصف الليلة الماضية، إذ كانوا يصفقون من حين لآخر تشجيعا لفرق الإنقاذ، وبينهم من قدموا من مناطق بعيدة لإبداء الدعم.

وقال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي الخميس إن تجمع المواطنين حول موقع الحادث صعّب مهمة فرق الإنقاذ، داعيا إياهم إلى تسهيل عمل المنقذين.

والدة ريان

وقالت والدة الطفل لوسائل إعلام محلية "تجندنا جميعا للبحث عنه بمجرد أن اختفى (…) إلى أن علمنا أنه سقط في البئر"، وأضافت بتأثر شديد "لا أزال مصدومة، لكنني أرجو من الله أن يخرجوه حيّاً. لم أفقد الأمل".

والدة الطفل ريان

بدوره، قال والده للقناة المغربية الثانية (حكومية) أمس "لا يزال لدي الأمل في رؤية ابني يخرج حيا، أشكر كل الناس الذين يعملون على إنقاذه وكل الذين يدعموننا في المغرب وخارجه".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن