قال ضباط سابقون في الجيش الأمريكي: إن الضربات الجوية التي قد تلجأ إليها الولايات المتحدة الأمريكية؛ لضرب معاقل المسلحين المتشددين بالعراق، ستكون معقدة، على الرغم من وجود قوات أمريكية كافية في الخليج العربي.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، قد أعلنت في وقت سابق، عن وصول حاملة الطائرات "ميسا فيردي" إلى الخليج العربي، وتحمل عدداً كبيراً من الطائرات المقاتلة، وطائرات البحث والإنقاذ، وذخائر وصواريخ "توما هوك" وذخائر أخرى، مما يتيح لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خيارات متعددة للتعامل مع الأزمة في العراق.
يقول ديفيد ديبتيل، ملازم أول جنرال متقاعد: "عسكرياً، يمكننا أن نفعل أي شيء نريده، ولكن السؤال هو: لماذا؟ فقدرة البنتاغون على نشر طائرات بدون طيار لإجراء المراقبة وتنفيذ الضربات الجوية -وهي الخطوة التي أيدها العديد في الكونغرس- قد تكون محدودة، الجيش الأمريكي لديه طائرات بدون طيار في عدة قواعد في المنطقة، ولكن يجب أن تحصل على إذن من البلدان المضيفة، (فهم) يترددون باستخدامها في العراق".
ويرى الضباط السابقون في الجيش الأمريكي، أن عمليات استهداف مسلحي دولة العراق والشام، لن يكون صعباً إذا ما استمروا بالتقدم نحو بغداد، ولكن الأمر سيكون صعباً إذا وُجد المسلحون داخل المدن التي سيطرون عليها، إذ ستكون احتمالية سقوط ضحايا بين المدنيين كبيرة جداً.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال يوم الجمعة الماضي: إنه لن يقوم بإرسال قوات برية إلى العراق، ما يعني أنه لن تكون هناك أعداد كبيرة من الموظفين الأمريكيين والمقاتلين في البلاد؛ للمساعدة في جمع المعلومات الاستخبارية، وتحديد الأهداف لغارات جوية، على عكس القوات العسكرية التقليدية، خاصة وأن مقاتلي دولة العراق والشام ليست لديهم معسكرات أو قواعد ثابتة.
وقال مسؤولون أمريكيون، (6/16) يوم الإثنين: إن البيت الأبيض يدرس إرسال ما يصل إلى 100 جندي من عناصر العمليات الخاصة إلى العراق في دور للتدريب، مؤكداً على أن تلك القوات لن تشارك بشكل مباشر في أي قتال.
ومن دون وجود قوات على الأرض، لن يكون بإمكان أي ضربات جوية أمريكية أن تصيب أهدافها، مما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون عرضة للدعاية المضادة من قبل مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية"، كما يرى الأميرال المتقاعد غاري رافهيد.
وأضاف: "سيكون لدى الجانب الآخر القدرة على التأليف والسرد، بغض النظر إن كان حقيقة أم خيالاً"، وتابع: "غياب القدرة على التنسيق على الأرض سيجعل الأمر صعباً للغاية".
ويقول الجنرال في سلاح الجو المتقاعد، جيس أوبوس: في حالة قررت الولايات المتحدة اللجوء لضربة جوية لقواعد المسلحين، فإنها قد تلجأ إلى معلومات يقدمها الجانب العراقي، أو حتى من خلال الصور التي توفرها الأقمار الصناعية، كما أن وجود قوات على الأرض العراقية، سيقلل إلى حد كبير من احتمالات الخطأ.
وتابع: "ولكني أعتقد حتى مع وجود هذا التنسيق مع القوات العراقية، وصور الأقمار الصناعية، فإن الوجود الفعلي على الأرض سيكون ضرورياً".