دعا مقتدى الصدر زعيم مليشيا جيش المهدي الهارب الى ايران أتباعه في مدينة الصدر الى عدم التعاون مع القوات الاميركية واعتبارها عدوة فيما ذكر تقرير ان القائد الاميركي في العراق ديفيد بيترايوس طلب ارسال لواء اضافي لدعم عمليات قواته في هذا البلد.
وحث البيان الصادر عن المكتب الرئيسي للشهيد الصدر في النجف ويحمل توقيع مقتدى الصدر اهالي مدينة الصدر ذات الاغلبية الشيعية والتي تقع في شرق العاصمة بغداد الى عدم التعاون مع القوات الاميركية قائلا ان هذه القوات تسعى "الى تشويه سمعتها (مدينة الصدر) بان تبث الدعايات والشائعات الكاذبة وتقول ان هناك مفاوضات وتعاونا بينكم وبينهم."
واضاف البيان "انا على ثقة انكم قد اتخذتموهم اعداء لكم... فعدو الله عدوكم لا محالة."
وتأتي تصريحات الصدر بعد اعلان القوات الاميركية في الاونة الاخيرة عن وجود تعاون بين اهالي مدينة الصدر وبين القوات الاميركية التي تنتشر في المدينة من حين لآخر ضمن عمليات خطة امن بغداد.
واعلنت القوات الاميركية قبل ايام انها تعتزم فتح مركز امني مشترك في المدينة لقواتها وللقوات العراقية.
ودعا البيان اهالي مدينة الصدر الى الوقوف امام التواجد الامريكي في المنطقة وقال "ارفعوا اصواتكم جميعا متحابين متاخين متوحدين ضد عدوكم هاتفين ... كلا كلا امريكا."
واضاف "بوقفتكم هذه وتظاهركم هذا وطاعتكم لحوزتكم وقياداتكم قد اغظتم الاعداء فكتب الله لكم عملا صالحا."
وكان الصدر قد اعلن عن تاييده للخطة الامنية التي اعلنت الحكومة العراقية انها ستنفذها بمساعدة القوات الامريكية.
ويصنف مسؤولون اميركيون مليشيا جيش المهدي التي تزعمها مقتدى الصدر بانها باتت تمثل التهديد الاكبر الان في العراق امام جهود اعادة الامن في البلاد.
وتظاهر في مدينة الصدر بعد صلاة الجمعة العديد من اتباع الصدر منددين بقرار فتح المركز الامني المشترك.
وقال مسؤول في مكتب الصدر ان عدد الذين اشتركو في التظاهرة يقدر بالاف.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الاميركية وليام كودويل قبل ايام ان انتشار القوات الاميركية في مدينة الصدر يلقى قبولا من قبل الاهالي وعلل ذلك بالتعاون الذي يبديه اهالي بعد انتشار القوات الامريكية هناك مؤخرا.
لواء اضافي
في غضون ذلك، قالت صحيفة "بوسطن جلوب" ان القائد الأميركي في العراق يسعى لنشر لواء اضافي من الجيش قوامه بين 2500 و3000 جندي للمساعدة في تعزيز الحملة المكثفة لاحلال الاستقرار في البلاد.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار بوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الجنرال ديفيد بترايوس طلب وحدة طيران قتالية تشمل عشرات من مروحيات النقل والمروحيات القتالية. ولم يعلن عن هذا الطلب حتى الآن.
وقالت الصحيفة انه من المتوقع ان تصل القوات الاضافية الى بغداد ومحافظة الانبار المضطربة بحلول مايو ايار وهو ما سيرفع قوام القوة الاميركية الاضافية المزمعة الى 30000 جندي في محاولة لقمع المتمردين والعنف الطائفي.
وأقر الرئيس الاميركي جورج بوش بالفعل الأسبوع الماضي ارسال قوة اضافية تزيد على 4400 جندي أميركي إلى العراق بعد الاعلان في كانون الثاني/يناير انه سينشر 21500 جندي اضافي في محاولة لاحلال الامن في بغداد ومحافظة الانبار. وقال بترايوس انه ستكون هناك حاجة لتعزيز هذه القوات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالبنتاغون يشارك عن كثب في التخطيط للحرب قوله "هذه هي الخطوة التالية." وأضاف المسؤول "لا يمكن ان يكون لديك خمسة ألوية قتالية هناك ولا يكون لديك طيران أو شرطة عسكرية أو وحدات مخابرات.
جاء الاعلان عن هذه الخطوة فيما يضغط الديمقراطيون في الكونجرس من اجل تمرير تشريع يقضي بانهاء الحرب التي تفتقر للشعبية على نحو متزايد في الولايات المتحدة.
واجتازت خطة للديمقراطيين لسحب القوات الاميركية من العراق بحلول العام القادم اختبارا رئيسيا في مجلس النواب يوم الخميس لكن مجلس الشيوخ فشل في فرض مهلة مماثلة لانهاء الحرب التي بدأت قبل أربع سنوات. ويوجد حاليا نحو 140 الف جندي في العراق.