البشير يحذر أعداء السودان والمهدي يتحدث عن إنتفاضة تشابه سوريا

تاريخ النشر: 12 يوليو 2012 - 07:36 GMT
الرئيس السوداني عمر البشير
الرئيس السوداني عمر البشير

أكد الرئيس السوداني عمر البشير بعد افتتاحه لمصنع سكر النيل الأبيض أن من مصلحة الشعب بقاءه في السلطة و أنه لا وجود للربيع في السودان بل صيف حارق سيشوي كل أعداء السودان حسب تعبيره.

كما تجددت الاشتباكات في محيط جامعة الخرطوم وأفيد بإطلاق رصاص حي وقنابل مولوتوف على الطلاب ما أدى الى وقوع جرحى.

واشنطن أعربت عن قلقها العميق للمعاملة القاسية التي جابهت بها الحكومة السودانية التظاهرات السلمية. ودعا محامون في السودان إلى مسيرة إلى القصر الرئاسي الاثنين المقبل.

الموقف ذاته عبرت عنه منظمة العفو الدولية و"هيومان رايتس ووتش" في بيان مشترك لهما، لافتة إلى ضرورة كف الخرطوم فورا عن تعذيب المعتقلين. وأشار البيان إلى طلاب مسلحين بالعصي والفؤوس والسكاكين يشاركون في القمع، كما أشار إلى حجب الخدمات الطبية عن الجرحى بين المحتجين.

في هذه الأثناء تتواصل الدعوات إلى جمعة أُطلق عليها اسم "الكنداكة"، وتعني الملكة والمرأة القوية في اللغة النوبية، وقد حملت الملكة أماني ريناس هذا الاسم، وهي التي انتصرت على الجيش الروماني سنة 24 قبل الميلاد.

من جانبه قال الصادق المهدي رئيس الوزراء الأسبق الاربعاء إن انتفاضة على نمط الربيع العربي في السودان ستتبع في الغالب النموذج الدموي في سوريا أو ليبيا لان القوات المسلحة والقضاء هناك غير مستقلين ويمكن استخدامهما ضد الشعب السوداني.

ولم يشهد السودان حتى الان موجة الاضطرابات الشعبية التي أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا واليمن الذين أمضوا فترات طويلة في الحكم لكن اجراءات التقشف التي طبقت في الشهر الماضي لاحتواء أزمة اقتصادية فجرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال المهدي الذي أطيح به في انقلاب غير دموي عام 1989 جاء بالرئيس عمر حسن البشير الى السلطة انه نادرا ما جمعت المظاهرات أكثر من بضع مئات في المرة الواحدة لكن الاستياء الشديد بشأن ارتفاع اسعار الغذاء والمتاعب الاقتصادية الاخرى التي تفاقمت نتيجة لانفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام يمكن ان تشعل مزيدا من الاحتجاجات.

وقال المهدي في مقر اقامته في ام درمان "... النظام الذي جاء الى السلطة من خلال انقلاب فشل. كل البرامج فشلت".

لكنه قال ان اي انتفاضة ستشبه على الارجح الانتفاضة في سوريا حيث تستخدم القوات المسلحة لسحق انتفاضة مستمرة منذ 16 شهرا وليس انتفاضة تونس التي فر زعيمها الى السعودية في مواجهة الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.

وقال "ليس لدينا نفس النوع .. دعنا نقول .. قوات مسلحة وطنية أو هيئة قضائية محايدة ومستقلة. في الحالتين في السودان تم تسييس الاثنين مثل سوريا وليبيا واليمن".

وأدت المظاهرات الحاشدة الى سقوط الحاكمين العسكريين في السودان في عامي 1964 و1985 . وقال المهدي انه في الحالتين انحاز الجيش الى المتظاهرين في مرحلة ما لكنه اضاف انه أقل ثقة في ان هذا سيحدث الان.

وقال "الانتفاضة الممكنة تقود الى سيناريو سوريا أو سيناريو ليبيا أو سيناريو اليمن".

وينفي مسؤولون سودانيون الاتهامات بأن تكون محاكم البلاد والمؤسسات الاخرى مسيسة. وقال البشير اليوم الاربعاء انه لن يكون هناك ربيع عربي في السودان.

وأصبح المهدي زعيم طائفة الانصار القوية رئيسا للوزراء بعد ان فاز حزبه في انتخابات ديمقراطية في الثمانينات لكن أطيح به في عام 1989 .

وأمضى السياسى الذي تعلم في جامعة اكسفورد اربع سنوات في منفى اختياري في التسعينات وعاد الى السودان في عام 2000 .

وفي الاسبوع الماضي وقع حزب الامة وثيقة مع جماعات معارضة اخرى تدعو الى القيام باضرابات واعتصامات ومظاهرات للاطاحة بالحكومة لكنها لم تدفع بأعضائها الى الشارع بقوة.

وقال المهدي ان هدف الحزب هو خلق تغيير سياسي من خلال المفاوضات يضم لاعبين مختلفين بينهم الحزب الحاكم وليس من خلال اضطرابات دامية.

واتهم ناشطون شبان حزب الامة وجماعات معارضة اخرى بأنها شديدة اللين مع المؤسسة الحاكمة وعازفة عن الضغط بشدة من اجل التغيير.

لكن المهدي قال "نحن ملتزمون بالتغيير. الامر فقط هو اننا نعتقد انه من الممكن ان تصنع الضغوط التغيير بدماء اقل. لسنا عازفين. نحن أكثر خبرة ونعلم .. دعونا نقول .. قواعد اللعبة".

وقال المهدي ان الوضع الاقتصادي سيستمر في اذكاء الاعتصامات والاضرابات والمظاهرات. وأضاف "متى يحدث غليان؟ لا يمكنني التنبؤ تحديدا. لكنه هناك. لن يتبدد ما دامت العوامل المسببة له موجودة".

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن