حذر راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الاسلامي الحاكم في تونس، الجمعة قبل ثلاثة ايام من احياء الذكرى الثانية للثورة التونسية، من تحول الثورة الى "فوضى" في الوقت الذي تتزايد في البلاد التظاهرات الاجتماعية التي تترافق مع اعمال عنف.
وقال الغنوشي امام مئات من انصاره في منطقة رواد بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية ان "بلدانا كثيرة استطاعت الاطاحة بنظامها والطغاة لكن لم تقدر على بناء دولة ديموقراطية بسبب سوء استعمال الحرية نذكر كمثال الصومال".
واضاف رئيس حزب النهضة الذي يعتبر الرجل القوي في البلاد "لا نريد ان تتحول الثورة (التونسية) الى فوضى لا نريد ان تكون تونس مثل الصومال".
واشار الى ان النزاعات الاجتماعية التي تحولت الى اعمال عنف الخميس في مدينة بنقردان (جنوب) او تلك التي شهدتها مدينة سليانة (شمال غرب) في كانون الاول/ديسمبر وخلفت 300 جريح "لا تشرف الثورة بل على العكس تهددها".
وقال شهود ان قوات الامن اطلقت الرصاص في الهواء وقنابل الغاز يوم الجمعة في مدينة بن قردان لتفريق محتجين غاضبين يطالبون بالشغل واعادة فتح معبر حدودي مع ليبيا في تصعيد جديد للعنف في مهد الربيع العربي.
وبعد أسابيع من الاغلاق اعادت السلطات التونسية والليبية فتح معبر رأس جدير يوم الخميس لكن سرعان ما اغلق من جديد بسبب التوتر الامني في البلدين.
وقال مصور لرويترز في بن قردان "الليلة الماضية تم احراق مركز الامن بالمنطقة..غادرت قوات الامن المدينة وانتشر الجيش ثم عاد الامن بتشكيلات اكبر والان الشرطة تلاحق بعض العناصر في وسط المدينة وتلقي قنابل مسيلة للدموع واطلقت الرصاص في الهواء".
وزادت الاحتجاجات الاقتصادية في تونس في الاشهر القليلة الماضية للمطالبة بتوفير فرص العمل والتنمية بعد حوالي عامين من الثورة التي اطاحت بالنظام السابق. وفي نهاية نوفمبر تشرين الثاني الماضي جرت اشتباكات عنيفة بين قوات الامن ومحتجين على البطالة ونقص التنمية في سليانة أصيب خلالها اكثر من 220 شخصا.
وتصل البطالة في تونس الى 17 بالمئة. وتقود حركة النهضة الاسلامية الحكومة في تونس بعد فوزها في اول انتخابات حرة العام الماضي اعقبت الاطاحة بالنظام السابق قبل عامين احتجاجا على الفقر والبطالة.