هدد المرجع الاعلى للشيعة في العراق، اية الله علي السيستاني، باصدار فتوى مناهضة للاحتلال اذا لم تعمل واشنطن على اجراء انتخابات مباشرة في البلاد. وياتي التهديد في وقت يتوجه فيه الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر الى واشنطن لمناقشة اعتراضات الشيعة على خطط تشكيل حكومة مؤقتة بالعراق.
واعلن آية الله محمد باقر المهري وهو مساعد للسيستاني مقره الكويت ان "الإمام يصر على رأيه بأن الانتخابات العامة والشاملة يجب أن تجرى في جميع مناطق العراق حتى يكون للشعب الكلمة الأخيرة".
ونقل المهري عن السيستاني رفضه "السماح لأناس من الخارج بأن يحكموا العراق" موضحا ان "الإمام بذلك يعني قوات الائتلاف".
ويعترض السيستاني على خطط الولايات المتحدة لإنشاء جمعية انتقالية في العراق تنتخبها مؤتمرات إقليمية بدلا من الانتخابات. وستنتخب الجمعية حكومة مؤقتة من المنتظر أن تتولى السيادة بحلول نهاية حزيران/يونيو.
وقال المهري "إذا أصدر (السيستاني) فتوى فإن جميع العراقيين سيخرجون في مسيرات احتجاج ومظاهرات ضد قوات الائتلاف."
وطالب الحاكم الاميركي للعراق، بول بريمر، باخذ موقف الامام السيستاني على محمل الجد، وان "يصغي إلى مواعظه وتعليماته ويفعل ما يقوله أيا كان"، اذا ما اراد منع وقوع "المشكلات".
واشار المهري الى ان السلطة الدينية حالت دون وقوع "مجابهة" بين الشعب العراقي وقوات الائتلاف.
وفي وقت سابق الخميس سار ألوف من العراقيين وهم يهتفون "لا لأميركا" في شوارع البصرة ثاني أكبر المدن العراقية لمساندة دعوات السيستاني إلى إجراء انتخابات مباشرة.
بريمر إلى واشنطن
وقد ترافق تهديد السيستاني مع اعلان مسؤولين أميركيين أن بريمر سيشارك في الاجتماع الثلاثي (الأمم المتحدة والتحالف والعراق) الذي دعا اليه الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في 19 كانون الثاني/يناير في نيويورك.
لكنهم قالوا انه سيتوجه قبل الاجتماع إلى واشنطن حيث يلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش لمناقشة اعتراضات الشيعة على الخطط الاميركية لتشكيل حكومة مؤقتة في العراق.
واذا كان الاجتماع مع بوش لم يتأكد فان من المقرر أن يعقد اجتماعا مع كوندوليزا رايس المستشارة الرئاسية لشؤون الأمن القومي.
واكد مسؤول في البيت الابيض مشاركة بريمر في الاجتماع بين الرئيس الحالي لمجلس الحكم في العراق عدنان الباجه جي والامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أعلن عنه الباجه جي امس في بغداد. واعرب فريد ايكهارت المتحدث باسم أنان عن ارتياحه لمشاركة بريمر في الاجتماع.
وقال الباجه جي في مؤتمر صحافي في بغداد "ستجرى مناقشات ثلاثية مع السفير بريمر وكوفي انان". وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال أن من المرجح مشاركة بريمر والمندوب البريطاني جيريمي غرينستوك في اجتماع نيويورك.
ولم تعلن الولايات المتحدة حتى الان مستوى مشاركتها في الاجتماع الذي سيناقش دور الأمم المتحدة في العراق.
وقد انسحبت الأمم المتحدة من العراق بعد هجمات في آب/اغسطس وايلول/سبتمبر على مقرها في بغداد اسفرت عن 23 قتيلا منهم ابرز مندوبيها في العراق سيرجيو فييرا دو ميلو.
واضاف الباجه جي "اعتقد أن المحادثات ستسفر عن نتيجة ايجابية. وسنتمكن من الحصول من الامين العام ومساعديه على توضيحات حول ما تستطيع الأمم المتحدة القيام به في الاشهر المقبلة، الفترة التي سيستعيد خلالها العراق سيادته".
وأعلن مجلس الأمن انه سيستقبل في 19 كانون الثاني/يناير وفدا من مجلس الحكم في العراق برئاسة الباجه جي.
وقال سفير تشيلي هيرالدو مونوز الذي يتولى الرئاسة في كانون الثاني/يناير "نريد أن نناقش مستقبل العراق والدور الذي تستطيع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الاضطلاع به في العراق".
ويقول ديبلوماسيون أن هذه الجلسة هي "اجتماع خاص" كما أعلن رسميا، لكن مشاركة أنان فيها يعطيها ميزة خاصة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)