السودان: معارك دامية بين الجيش والدعم السريع بعد سقوط الفاشر

تاريخ النشر: 01 نوفمبر 2025 - 04:46 GMT
_

تجددت المعارك العنيفة في إقليم كردفان غربي السودان، بين الجيش السوداني ومليشيا "قوات الدعم السريع"، بعد أيام من سيطرة الأخيرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ومحاولتها توسيع نطاق القتال إلى ولايات مجاورة.

وأفادت مصادر محلية بأن المعارك احتدمت، اليوم السبت، حول مدينة بارا بولاية شمال كردفان، التي كانت مليشيا "الدعم السريع" قد سيطرت عليها الأسبوع الماضي، بينما دفع الجيش بتعزيزات كبيرة من مدينة الأبيض نحو محاور القتال. وأشارت المصادر إلى أن قوات "الدعم" انسحبت من عدد من المواقع مع تقدم الجيش، في حين شنّ سلاح الجو السوداني غارات مكثفة على تجمعات المليشيا في شمال وغرب كردفان، أسفرت – وفق مصادر ميدانية – عن مقتل قائد ما يُعرف بـ"المجموعة 411"، هاشم ديدان.

كما نفذت طائرات مسيّرة للجيش غارات على منطقة الكومة شرق الفاشر، استهدفت آليات ومواقع تابعة لـ"الدعم السريع"، بينما نجحت القوات المسلحة في تنفيذ إنزال جوي لقواتها في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان لتعزيز مواقعها هناك.

وقال قائد "كتائب البراء بن مالك" الموالية للجيش، المصباح طلحة، إن الحكومة أرسلت "النخبة الأفضل من قادتها إلى القيادة المركزية في كردفان"، مؤكداً أن "طريق الحسم قد بدأ"، مشيراً إلى تدمير أكثر من 105 سيارات عسكرية للمليشيا خلال الساعات الأخيرة ومقتل عدد من قادتها الميدانيين.

في المقابل، اتهمت شبكة أطباء السودان مليشيا "الدعم السريع" بقصف مقر منظمة الهجرة الدولية بمدينة كادوقلي بطائرات مسيّرة، مما أسفر عن مقتل خمسة أطفال، كما قصفت مخيماً للنازحين في العباسية تقلي بولاية جنوب كردفان، ما أدى إلى استشهاد سبعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وأكدت الشبكة وصول أكثر من 640 نازحاً من مدينة الفاشر إلى الولاية الشمالية بعد رحلة شاقة، مشيرة إلى أنهم يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية في ظل نقص الغذاء والمياه والمأوى، وتوقعت تضاعف أعداد الفارين خلال الأيام المقبلة مع استمرار المجازر والانتهاكات بحق المدنيين.

وتشهد ولايات كردفان ودارفور منذ أسابيع تصعيداً عسكرياً واسعاً، حيث يسعى الجيش لاستعادة زمام المبادرة بعد سلسلة من الهزائم التي مُني بها أمام "الدعم السريع"، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة في مناطق النزاع.