السلطة لا ترى الظروف مهيأة للمفاوضات والرباعية تريد مقترحات بشأن الحدود

تاريخ النشر: 20 أكتوبر 2011 - 05:56 GMT
رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض
رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض

 

اعتبرت السلطة الفلسطينية إن الظروف لم تتهيأ بعد لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل، فيما تعتزم اللجنة الرباعية مطالبة الجانبين بطرح تصوراتهما بشأن ترتيبات الامن والحدود الخاصة بحل الدولتين خلال ثلاثة أشهر.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض  الاربعاء إن الوقت لم يحن بعد لاجراء محادثات جدية بين إسرائيل والفلسطينيين وانها على الارجح لن تؤدي الا إلى التلاوم لا إلى تسوية.
وكان رباعي وسطاء السلام في الشرق الاوسط فشل في تحقيق هدفه جمع الجانبين في مباحثات مباشرة وقرر بدلا من ذلك عقد اجتماعات منفصلة معهما في 26 من اكتوبر تشرين الاول املا في اجراء مفاوضات في نهاية المطاف.
وكان فياض يتحدث الى جماعة غير ربحية تساند قضية الاستقلال الفلسطيني وقال انه لا جدوى من مثل هذه المحادثات اذا لم يتم اولا وضع "مرجعية" وهو التعبير الدبلوماسي الذي يشير الى الاطر والمعايير الصارمة للحل.
وقال فياض في كلمته في مأدبة اقامها فريق العمل الامريكي بشأن فلسطين "تقييمي الشخصي هو ان الظروف ليست مواتية عند هذا المنعطف لاستئناف جدي للمباحثات."
واضاف قوله "ولن تسفر على الارجح في الظروف الحالية الا عن اتخاذ الاطراف موقف الدفاع عن النفس ... الامر الذي يؤدي الى لعبة يحاول كل طرف فيها القاء اللوم على الطرف الاخر."
واصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا يوم الثلاثاء يلقي اللوم على الفلسطينيين في انه لم يتقرر اجراء مباحثات مباشرة بين الجانبين.
وقال البيان المكتوب "نحن نعبر عن الاسف انه خلال الاجتماع المقرر في 26 من اكتوبر تشرين الاول لن تكون هناك محادثات مباشرة بين الجانبين بسبب اعتراض الفلسطينيين. ولن تتحقق عملية السلام الا من خلال المحادثات المباشرة بلا شروط مسبقة."
وحث فياض ضيوفه في المأدبة على ألا "تضللهم" مثل هذه التصريحات قائلا "ان غياب المحادثات ليس هو السبب في ان هذه العملية لم تحقق نتائج."
وأضاف "انما السبب على وجه الدقة هو أن تلك المحادثات جرت مرات كثيرة من قبل ولكن لم تكن على أساس شروط مرجعية تتفق حقا مع ما هو مطلوب لانهاء هذا الصراع..."
وتقول السلطة الفلسطينية انها لن تعود الى محادثات السلام المباشرة حتى تكف اسرائيل عن بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وان الفلسطينيين يريدون دولة لهم.
وفي غضون ذلك، قال مبعوث اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط توني بلير يوم الاربعاء ان لجنة الوسطاء الدوليين ستطالب الفلسطينيين والاسرائيليين بطرح تصوراتهم بشأن ترتيبات الامن والحدود الخاصة بحل الدولتين خلال ثلاثة أشهر.
وقال بلير ان مبعوثي اللجنة الرباعية سيجتمعون مع الاسرائيليين والفلسطينيين كل جانب على حدة الاسبوع القادم في القدس في أحدث مسعى لاحياء عملية السلام.
وبالترتيب للاجتماع مع كل جانب على حدة تكون اللجنة الرباعية قد فشلت في تحقيق الهدف الذي حددته في بيان يوم 23 سبتمبر ايلول وهو الجمع بينهما في "اجتماع تمهيدي" للعمل على احياء المحادثات التي انهارت قبل ما يزيد على العام.
وقال بلير ان بيان 23 سبتمبر ايلول دعا الجانبين ايضا الى تقديم "مقترحات تفصيلية بشأن الحدود والامن خلال ثلاثة أشهر".
واضاف في تصريحات لرويترز "اذا أمكننا أن نجعل الطرفين يتفقان على القيام بهذا فسنعرف خلال ثلاثة اشهر موقف كل من الطرفين من اثنتين من القضايا المحورية."
وتابع "اذا أمكننا ان نصل الى نقطة يمكننا فيها ان نرى خلال ثلاثة شهور ما هي مقترحات الجانبين بشأن الحدود فسنرى مواضع الخلاف وسيكون هذا في رأيي تقدما هائلا."
وانهارت اخر جولة من المحادثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل ما يزيد على العام بعد بضعة أسابيع فحسب من بدئها بسبب الخلاف حول التوسع الاستيطاني الاسرائيلي.
ويقول الفلسطينيون انه ينبغي لاسرائيل وقف كل اعمال البناء في المستوطنات المقامة في الاراضي المحتلة التي يريدون أن يقيموا فيها دولتهم قبل اجراء اي محادثات اخرى.
ويريد عباس أيضا أن توضح اسرائيل المرجعيات بحيث يكون واضحا انها توافق من حيث المبدأ على فكرة قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
ويقول نتنياهو انه مستعد للشروع على الفور في اجراء محادثات مع عباس لكنه رفض فرض قيود جديدة على التوسع الاستيطاني.
وكشفت اسرائيل أخيرا عن خطط لاقامة مشروعات سكنية جديدة في بعض المستوطنات من بينها 2600 منزل في منطقة قرب القدس الشرقية حيث يريد الفلسطينيون اقامة عاصمتهم.
وقال بلير "القرار الخاص بالاستيطان مشكلة.. أعني أنه لا شك في ذلك. لقد أوضحت اللجنة الرباعية باستمرار بواعث قلقها وعدم موافقتها على هذا. لكنني أرجع الى شيء في غاية البساطة وهو أن أفضل سبيل لحل مشكلة الاستيطان هذه هو في نهاية الامر حل مشكلة الحدود."
ويتعرض بلير لانتقادات متزايدة من بعض المسؤولين الفلسطينيين الذين يتهمونه بالانحياز لاسرائيل ولمح بعضهم الى أنه يجب تغييره. ونفى بلير اتهام التحيز.
وانتقد المسؤول الفلسطيني الكبير صائب عريقات اللجنة الرباعية اليوم الاربعاء فيما يتصل بما وصفه بردها الضعيف على الاعلانات الاسرائيلية الاخيرة الخاصة بالبناء في المستوطنات.
وقال لاذاعة صوت فلسطين ان الفلسطينيين كانوا يأملون في أن يسمعوا من اللجنة الرباعية على الاقل جملة واحدة تقول ان اسرائيل مسؤولة عن افساد عملية السلام مضيفا ان هذا ما سيناقشه الفلسطينيون مع اللجنة في اجتماعات الاسبوع القادم.