هددت السلطة الفلسطينية بسحب اعترافها باسرائيل في حال مساسها بالرئيس ياسر عرفات، فيما تظاهر عشرات الاف الاسرائيليين في قطاع غزة احتجاجا على خطة رئيس وزرائهم ارييل شارون للانسحاب من القطاع. وقد توعد الاخير برد "اكثر قوة" على العمليات الفدائية بعد هذا الانسحاب.
وقال أحمد عبد الرحمن، احد مستشاري الرئيس الفلسطيني الثلاثاء إن "المساس بعرفات يعني إلغاء الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل".
ووصف عبد الرحمن للصحفيين في رام الله التهديدات الاخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون ضد عرفات بما فيها التهديد بطرده بانها "تتجاوز كافة الخطوط الحمراء".
وقال "إن حياة عرفات أصبحت في خطر داهم والموقف الحالي يتطلب توحيد الموقف الفلسطيني والقيادة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن إلى جانب ضرورة وقف كافة الممارسات التي يمكن أن تعطي الذريعة لشارون لاستهداف عرفات".
وقال مساعد الرئيس الفلسطيني إن نوايا شارون لاستهداف عرفات "تجئ في ظل غياب أي موقف عربي أو دولي يمكن أن يحول دون تنفيذ شارون لمخططاته في هذا الصدد وفي ضوء الدعم الاميركي غير المشروط لاسرائيل".
تظاهرة رفض لخطة غزة
من جهة اخرى، فقد تظاهر عشرات الاف الاسرائيليين في قطاع غزة احتجاجا على خطة شارون للانسحاب من القطاع، فيما توعد الاخير برد "اكثر قوة" على العمليات الفدائية بعد هذا الانسحاب.
وأحيا الاقبال الكبير غير المتوقع على المشاركة في المظاهرة التي نظمت بمناسبة ذكرى قيام اسرائيل والتي قدر عدد المشاركين فيها بما يقرب من 50 ألفا الامل بين المستوطنين في احباط خطة شارون "لفض الاشتباك" في استفتاء حاسم بين أعضاء حزب ليكود في الثاني من ايار/مايو.
وقال المستوطن درور فانونو من مستوطنة نفيه دقاليم في جنوب قطاع غزة لرويترز "حضر أناس بأعداد أكبر كثيرا مما كنا نتوقع... حضر أناس من شتى أنحاء اسرائيل الى هنا ليقولوا ..لن نفك الاشتباك.. نقف معكم بقوة."
وأفادت وسائل اعلام اسرائيلية وشهود عيان بان أكثر من 50 ألفا شاركوا في المظاهرة وان الافا اخرين لم يتمكنوا من الوصول بسبب اختناقات مرورية على الطرق الحدودية الضيقة ونقاط التفتيش في غزة.
وكان عدد المحتجين أكبر كثيرا من عدد الاسرائيليين الذين يعيشون في المستوطنات الاحدى والعشرين في غزة وهو 7500 . ويعيش في القطاع 1.3 مليون فلسطيني.
وفي محاولة لاستمالة المتشددين شدد شارون في مقابلة تلفزيونية على انه سيكون اكثر صرامة ضد المتشددين بعد الانسحاب من غزة وحذر من ان العلاقات الاميركية الاسرائيلية قد تتضرر اذا لم يوافق ليكود على الخطة.
وتدعو خطة "فض الاشتباك" التي طرحها شارون لازالة كل المستوطنات من قطاع غزة وأربع من 120 مستوطنة في الضفة الغربية. لكن استطلاعات الرأي تظهر انه من غير المضمون تماما أن يوافق عليها حزب ليكود المؤيد للاستيطان تقليديا.
وأظهر استطلاع نشرت نتائجه يوم الجمعة ان 49 في المئة من أعضاء الحزب وعددهم 200 ألف يؤيدون الخطة مقابل اعتراض 39.5 في المئة.
وحصل شارون على موافقة الرئيس الاميركي جورج بوش على خطته أثناء زيارة للبيت الابيض هذا الشهر لكنه قد يتعرض لضربة كبيرة اذا رفض الحزب الخطة في الاستفتاء.
لكن مسؤولا كبيرا نفى صحة تقرير نشرته صحيفة هاارتس الاسرائيلية في موقعها على الانترنت ورد فيه ان شارون هدد بالاستقالة اذا لم تقر خطته في استفتاء ليكود.
وقال المسؤول لرويترز "لن يستقيل لانه لن يخسر" الاستفتاء. ووصف تقرير هاارتس بانه "تكهنات".
وكان شارون الثلاثاء مازال واثقا من ان خطته ستوضع موضع التنفيذ. وقال في احتفال عسكري "امل ان نكون خلال عيد الاستقلال القادم في منتصف عملية فض الاشتباك." .
وقال شارون في مقابلات تلفزيونية مسجلة أذيعت الثلاثاء ان الانسحاب من غزة ضروري لتحسين مستوى الامن لاسرائيل بعد ثلاثة اعوام ونصف العام من العنف في مواجهات مع الفلسطينيين.
وأضاف ان رد اسرائيل على هجمات النشطاء الفلسطينيين سيكون "أكثر قوة" بعد الانسحاب من غزة.
وقال لتلفزيون القناة الثانية الاسرائيلي ان رفض خطة غزة "سيشوه علاقاتنا مع الولايات المتحدة... وسيضر بلا شك بصورة الرئيس بوش."
الا ان كثيرين من قادة ليكود يعارضون التخلي عن اي اراض ويرون في الانسحاب "مكافأة للارهاب".
ويرى الفلسطينيون خطة شارون حيلة لضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)