السعودية: لن نخفض الانتاج ولو وصل النفط الى 20 دولارا

أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي الثلاثاء أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لن تخفض إنتاجها حتى ولو بلغ سعر البرميل 20 دولارا، وذلك في ما بدا اصرارا على سياسة يرى محللون انها تستهدف ايران وروسيا في المقام الاول.
وذكر النعيمي، الذي يعتبر الرجل الأكثر تأثيرا في سوق الطاقة، أنه ليس من العدل أن تقوم أوبك بخفض إنتاجها لوحدها من دون الدول المنتجة من خارج المجموعة. وقال "لو نزلت الأسعار إلى 20 دولارا أو 40 أو 50 أو 60، هذا ليس مهما".
ودافع النعيمي، في مقابلة مع نشرة "ميس" الاقتصادية، عن قرار أوبك الشهر الماضي الإبقاء على مستويات إنتاجها من دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا بالرغم من الانخفاض في الأسعار.
ودفع قرار أوبك أسعار الخام نحو مزيد من الانهيار.
وقالت تقارير إن الرياض تستخدم النفط كأداة سياسية ضد خصميها ايران وروسيا.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخرا ان "السبب الرئيسي (للهبوط) هو مؤامرة سياسية حاكتها دول بعينها ضد مصالح المنطقة والعالم الإسلامي وتصب في صالح بعض الدول الأخرى فقط."
ومن اتهم اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو الاسبوع الماضي السعودية الولايات المتحدة بالتسبب بأزمة انهيار أسعار النفط لإخضاع روسيا وإيران.
وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام استأنفت الاثنين مسيرتها النزولية لتتراجع بعد أن سجلت أكبر زيادة لها في يوم واحد في أكثر من عامين بعد تصريحات مماثلة نقلت عن وزير البترول السعودي، وعاد واكدها اليوم الثلاثاء.
وتراجعت أسعار الخام بنسبة 50 في المئة منذ حزيران/يونيو على خلفية تراجع في الطلب واقتصاد عالمي ضعيف.
ولم تتوقف مساعي السعودية لموازنة العرض والطلب في السوق النفطية العالمية عبر رفع أو خفض إنتاجها، مستفيدة من كونها الدولة الوحيدة التي تملك فائضا كبيرا في القدرة الإنتاجية، حسب صندوق النقد الدولي.
وتنتج المملكة حوالى 9.6 مليون برميل يوميا، إلا أن النعيمي اعتبر أن توقع قيام السعودية بخفض إنتاجها وبالتالي خسارتها حصتها من السوق لصالح منتجين من خارج أوبك، أمر ينم عن "منطق ملتو".
واستفادت السوق الأميركية من ارتفاع الإنتاج النفطي بنسبة 40 في المئة منذ 2006، إلا أن كلفة الإنتاج في الولايات المتحدة تزيد بأضعاف عن كلفة الإنتاج في الشرق الأوسط.
وشهدت أسعار النفط تحسنا طفيفا الثلاثاء في الأسواق الآسيوية على خلفية تفاؤل بشأن تحسن المؤشرات الاقتصادية الأميركية.
وارتفع سعر برميل البرنت المرجعي بمقدار 33 سنتا إلى 60.44 دولار، فيما ارتفع برميل نفط تكساس 64 سنتا ليصل إلى 55.90 دولار.