بدأت السعودية الاستعانة بقراصنة معلوماتية هواة "هاكرز" من اجل حماية مواقعها الرسمية، والتي كان بعضها هدفا لهجمات قراصنة اسرائيليين في اطار ما عرف بالحرب الالكترونية التي خاضوها ضد قراصنة سعوديين مطلع العام.
وقالت صحيفة "الوطن" السعودية الخميس، ان وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات استعانت بجامعة الملك سعود، وكرسي الأمير مقرن، لتطبيق استراتيجية وطنية جديدة لأمن المعلومات تتولى الجامعة في اطارها عملية "استقطاب المواهب السعودية الشابة، والهاكرز الهواة بدبلومات متطورة في أمن المعلومات، للاستفادة من قدراتهم في مجال الحماية".
واضافت ان الاستراتيجية تعتمد "على إنشاء مركز عالمي لأمن المعلومات، يضطلع بحماية البنية التقنية التحتية من أي اختراق أو سرقة إلكترونية، ويواجه مخاطر الهجمات المنظمة لمن يعرفون بالهاكرز على المواقع الإلكترونية للوزارات والمرافق الحكومية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها ان الاستراتيجية ستطلق بعد نحو شهرين.
وبحسب هذه المصادر، فان السعودية "تحتل المرتبة التاسعة بين دول العالم في تعرض مواقعها للاختراق".
وتتخذ الاختراقات اشكالا ذات طابع فردي في معظم الاحيان، وتستهدف مواقع لمشاهير ومثقفين.
ولكن الشكل الاخطر هو ذاك ا لذي شهده مطلع العام عندما تم استهداف مواقع رسمية حساسة في اطار ما عرف بالحرب الالكترونية التي خاضها قراصنة سعوديون وفلسطينيون مع قراصنة اسرائيليين.
ففي اطار هذه الحرب، زعم قراصنة اسرائيليون في كانون الثاني/يناير، انهم عطلوا الموقعين الالكترونيين التابعين لسوق تداول الاسهم السعودية (تداول) وسوق ابو ظبي للاوراق المالية.
وقالت صحيفة هارتس حينها، ان القراصنة الاسرائيليين الذين اطلقوا على انفسهم (فريق جيش الدفاع الاسرائيلي) تمكنوا من شل موقع تداول، في حين تسببوا باعاقات كبيرة لموقع سوق ابو ظبي للاوراق المالية.
وكتب القراصنة الاسرائيليون ان الهجوم جاء ردا على القرصنة "المثيرة للشفقة" الذي شنه قبل ذلك بايام قراصنة سعوديون وفلسطينيون قاموا خلاله بنشر تفاصيل عشرات الاف البطاقات الائتمانية التي تعود ملكيتها لاسرائيليين، كما استهدف مواقع الكترونية عامة اسرائيلية من بينها شركة العال (الخطوط الجوية الاسرائيلية) وخدمات الاطفاء.
وفي اطار الرد على الهجوم السعودي الفلسطيني، نشر قرصان معلومات مناصر لاسرائيل على موقع قرصنة شهير قائمة بثلاثين الف عنوان بريدي الكتروني وكلمة سر لصفحات فيسبوك لمن وصفوهم بـ"العرب العاجزين".
وكتب القرصان الذي اطلق على نفسه اسم هنيبعل قائلا ان افعاله التي بدات الجمعة هي "هجوم مضاد".
وزعم هنيبعل ان لديه ثلاثين مليون عنوان بريدي لعرب مع كلمات السر الخاصة بها، وان بحوزته رسائل الكترونية من ضحايا محتملين ومن مسؤولين في فرنسا ودول اخرى تدعوه لعدم الكف عما يقوم به.
ومن جهته، وصف نائب وزير الخارجية داني ايالون الهجمات التي استهدفت المواقع الاسرائيلية ب "الارهابية" وهدد ب "ضرب" منفذيها في الفضاء الالكتروني.
وفي المقابل شجع المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري هذا "النوع الجديد من المقاومة".
وقال "ان القراصنة العرب يقاومون اسرائيل في الفضاء الافتراضي. انه دليل على ابداع الشباب العربي الذي يبتكر شكلا جديدا من المقاومة العربية والاسلامية للاحتلال الاسرائيلي".
واضاف "ان حماس تحيي القراصنة العرب وتدعو الشباب العربي الى القيام بدوره في الفضاء الافتراضي للتصدي للجرائم الاسرائيلية" ودعاهم الى "تجاهل التهديدات الاسرائيلية" بالانتقام من هذه الهجمات.

اسرائيلي يقف امام لوحة الكترونية في مبنى البورصة