السعودية تتهم دبلوماسيين بريطانيين بالإرهاب

تاريخ النشر: 28 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أفادت صحيفة الجارديان البريطانية أن السعودية اتهمت اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين البارزين بتنسيق حملة تفجير خطط لها جهاز الامن الخارجي البريطاني "إم آي 6" لإضعاف العائلة الملكية السعودية.  

وقالت الصحيفة في عددها الصادر الجمعة إن الاتهامات كشفت عنها التحقيقات مع سبعة بريطانيين سجنوا في السعودية بعد حملة التفجيرات التي قالت السعودية إنها مرتبطة بشبكة غير شرعية من تجار الخمور.  

وكانت الحكومة السعودية أطلقت سراح البريطانيين السبعة بعد اعترافهم أمام شاشات التليفزيون بتورطهم بالعمليات وجرى الافراج عنهم بعد تدخل رسمي بريطاني.  

وكان من شروط إطلاق سراحهم عدم قيامهم برفع أي دعوى قضائية ضد الحكومة السعودية. ومنذ عودتهم تقدم خمسة من السبعة بدعاوى قضائية ضد مسؤولين سعوديين من بينهم الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية.  

وقال السجناء البريطانيون إن السلطات السعودية قامت بالضغط عليهم للاعتراف حيث أكدت أن العمليات التي أودت بحياة مهندس بريطاني كان دافعها الحرب بين تجار الخمور الممنوعة في السعودية وليس دوافع سياسية.  

وقالت الصحيفة إن المحققين السعوديين أجبروا المتهمين البريطانيين علي الاعتراف بأنهم عملاء مخابرات بريطانيين صغار وأنهم يقومون بأعمال وخدمات نيابة عن سيمون ماكدونالد الذي عمل نائبا لمدير البعثة البريطانية في الرياض وإيان ويلسون القنصل العام.  

وبعد أن علمت وزارة الخارجية البريطانية بالاتهامات قامت بنقل الرجلين لمراكز أخري حيث أصبح ماكدونالد سكرتيرا خاصا لوزير الخارجية جاك سترو قبل أن يعين سفيرا للندن لدى إسرائيل. أما إيان ويلسون فقد نقل إلى الصين حيث أصبح قنصلا عاما في بكين.  

واعترفت الوزارة بأن الاتهامات حقق فيها مسئولون أمنيون بريطانيون زاروا السعودية ولكنهم وجدوها غير صحيحة ولا تستند إلى أساس.  

ويقول المعتقلون السابقون إن أملهم خاب بالوزارة التي اهتمت كثيرا ببراءة مسئوليها فيما لم تهتم كثيرا ببراءتهم.  

وقال ويليام سامبسون الذي كان من ضمن السبعة إنه تعرض للتعذيب وللاعتراف بأنه جاسوس يعمل لصالح الحكومة البريطانية. وقال في الوقت نفسه حققت وزارة الخارجية في اتهامات وجهت لدبلوماسيين وبرأتهما أما نحن فلا.  

وقال جلين بالارد، الذي اعتقل لمدة عشرة أشهر، إنه أجبر علي الاعتراف بأنه جاسوس صغير يعمل ضد المصالح السعودية. وكان أحد مكاتب المحاماة في بريطانيا أعد عريضة قضائية تمثل سامبسون، وساندي ميتشل ولي ووكر.  

وسمح للمحامين بتقديم العريضة مباشرة إلي المحكمة العليا. وتقول الصحيفة إن الادعاء القضائي ربما يواجه معارضة من الحكومة البريطانية. ويقول المحامون إن خمسة من سبعة معتقلين قدموا أدلة موثقة وصحيحة عن تعرضهم للتعذيب بما في ذلك تعرضهم للضرب والحرمان من النوم وذلك بعد أن تعرضوا لفحوصات في معهد متخصص لضحايا التعذيب في الدانمارك .  

ويقول محامي البريطانيين إنهم يجدون صعوبة في العثور علي وظائف لانهم حسب قرار المحكمة السعودية أتهموا بالارهاب والجريمة. ويقول إنه يجد صعوبة في فهم موقف الحكومة التي لم تعترف علنا بتعرضهم للتعذيب مع أنها في أحاديثها الخاصة تعترف بذلك.  

ويعتقد المحامون الذين يمثلون الاشخاص الاخرين أن لديهم أدلة دامغة تثبت قضية التعذيب.