الديراني يمثل امام محكمة اسرائيلية قبل يومين من الافراج عنه ويؤكد تعرضه للاغتصاب خلال التحقيق

تاريخ النشر: 27 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اكد اللبناني مصطفى الديراني، المتوقع ان تطلق اسرائيل سراحه الخميس في اطار صفقة التبادل مع حزب الله، انه تعرض للتعذيب والاغتصاب في السجن، وذلك لدى مثوله الثلاثاء امام محكمة اسرائيلية تنظر في دعوى اقامها ضد الدولة العبرية. 

ويطالب ديراني الذي اختطفته اسرائيل من لبنان عام 1994 لمقايضته بالملاح الاسرائيلي رون اراد الذي اختفى في جنوب لبنان عام 1986، بتعويضه بستة ملايين شيقل (1.3 مليون دولار) عن التعذيب والاغتصاب اللذين تعرض لهما في السجن. 

وسوف يطلق سراح ديراني بعد غد الخميس مع 22 لبنانيا اخرين و400 فلسطيني و5 سوريين و3 مغربيين و3 سودانيين وليبي والماني وبريطاني، وذلك في اطار صفقة التبادل بين اسرائيل وحزب الله. 

وطلبت عائلة اراد مؤخرا القضاء الاسرائيلي منع إطلاق سراح الديراني، لكن المحكمة رفضت الطلب. 

وقد نفى الديراني في تصريحات للصحافيين لدى وصوله الى المحكمة المركزية في تل ابيب، أي علاقة له باختفاء الملاح رون اراد. كما نفى ان يكون باعه الى ايران. 

وفي مستهل جلسة المحكمة التي اصر ديراني على حضورها قبل الافراج عنه، طلبت النيابة العامة ان تكون الجلسة مغلقة، لكن المحكمة رفضت الطلب. 

وادلى ديراني، وهو من قيادات حركة امل الشيعية في لبنان، بافادة مطولة سرد فيها للمحكمة صنوف التعذيب التي تعرض لها منذ اختطافه من منزله في جنوب لبنان على يد الجيش الاسرائيلي. 

وقال "لقد ألقوا بي على الأرض وهددوني بالسلاح. لقد صوبوا السلاح باتجاه ابني وقالوا لي إن لم أقل لهم أين رون أراد، فسيقتلونني. فقلت لهم إني لا أعرف ، وإذا كنتم تريدون قتله، فماذا بإمكاني أن أفعل". وأضاف "رأيت الكثير من رجال الشرطة ورأيت جنودًا يضربون أخي. وبعد ذلك أخرجوني من البيت وألقوا بي على الأرض، تلقيت ضربة في الرأس وأغمي عليّ. ومن ثم قاموا برفعي ونقلي إلى مكان آخر بسيارة ومن ثم بطائرة. لم أرَ شيئا إنما كنت أسمع فقط". 

وتابع الديراني "بعد إنزالي من الطائرة، قالوا لي إن دولة إسرائيل ترحب بك، ومن ثم تم نقلي إلى مكان ما، إلى إحدى منشآت التحقيقات. لقد كنت عاريًا ولم يكن عليّ إلا القميص. حلقوا ذقني وبدأ ستة محققين بالتحقيق معي يبدلون بعضهم البعض، واستمر ذلك مدة شهر كامل". 

واضاف "لم أكن أعرف النهار من الليل. لم أرَ شيئا، إلا الكهرباء في الغرفة. لقد تم إدخالي إلى غرفة صغيرة - 80 سم - مع دلو لقضاء حاجتي، ولم يكن بإمكاني أن أستحم". 

واشار الديراني الى ان المحققين ابلغوه خلال تلك الفترة بإن والده تعرض لنوبة قلبية وذلك بهدف زعزعته ودفعه الى الادلاء باعترافات حول مصير اراد. 

وقال ان المحققين كانوا يسكبون عليه الماء الساخن والبارد بعد تقييد يديه. واشار الى ان محققا يدعى "جورج" كان ينكل به ويشتمه ويتعمد نزع الضمادات التي كان الاطباء يضعونها على جروحه. 

وبعد عدم تلقي أجوبة بشأن أراد، اكد الديراني ان المحققين دفعوا بجندي ليقوم باغتصابه داخل غرفة التحقيق.  

وقال "أمسك بيَ الجنود ومعهم المحقق جورج بعد تقييد يدي. ألقوا بيَ على طاولة. لم أتحمل ذلك، ولم أقدر على المقاومة وعندها أدخل الجندي عضوه التناسلي إلى مؤخرتي". 

وقد وصل الى وسائل الاعلام الاسرائيلية شريط مصور يظهر فيه محقق، خدم إلى جانب "جورج"، وهو يعيد تمثيل الأعمال التي قام بها خلال التحقيق. 

وقال هذا المحقق في الشريط ان انه شاهد جورج وهو يقوم بإدخال عصا في مؤخرة معتقل، وسمعه يقول للمعتقل "تعال واجلس على العصا، وإذا لم تعترف فستدخل كلها بداخلك". 

واضاف المحقق نفسه ان جورج "حقق مع الجميع، وشمل ذلك موجة المعتقلين الإيرانيين ثم موجة المعتقلين السوريين. كما تولى التحقيق في الحالات التي رافقت العمليات الخاصة، كالتحقيق مع ديراني وعبيد، وأنا أعرف أنه شارك في التحقيق معهما". 

واكد ان جورج هذا فعل "كل ما أراد خلال التحقيقات الميدانية..على مرآى من عيوني وعيون الآخرين. لقد ضرب المعتقلين ونكل بهم، ركلهم واستخدم قبضته، ألقى بهم على الأرض، وكل ذلك خلال التحقيق الميداني، ومن خلال تهديده للمعتقل بتعذيبه بشكل أكبر عندما يحضروه إليه للتحقيق معه".—(البوابة)—(مصادر متعددة)